| العالم اليوم
قبل أشهر مضت، بُذلت جهود دولية لعقد مؤتمر عالمي لجمع مساعدات مالية لاعادة تعمير جنوب لبنان الذي دمر مدنه وبلداته جيش الاحتلال الاسرائيلي، واتُفق على عقد مؤتمر للمانحين حيث قدرت الأموال المطلوبة لإصلاح ما خربه العدوان الاسرائيلي في لبنان بما مقداره أربعون مليار دولار.
وبالطبع كلنا يعرف أن المؤتمر تعثر عقده بعد أن حاولت جهات غربية عديدة ابتزاز لبنان بمقايضته بتقديم مساعدات لا يمكن أن تشكل حتى ولا عشرة بالمئة مما يحتاجه لبنان، وذلك بأن يرهن اللبنانيون أمنهم واستقلالهم وإرادة لبنان السياسية بالرغبات الأوروبية والأمريكية التي تطالب بإرسال الجيش اللبناني إلى الحدود مع لبنان لحماية الكيان الاسرائيلي من ضربات المقاومة الاسلامية.
وهكذا ظلت مدن وبلدات جنوب لبنان على خرابها، وبقي أبناؤها عاطلين عن العمل بعد تدمير البُنى الأساسية من قِبَل قوات الاحتلال الاسرائيلي.
والآن تتكرر الجريمة، ومن نفس المجرم، فبالإضافة الى القتل اليومي والابادة التدريجية للشعب الفلسطيني تقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي وبوتيرة عالية بتدمير البُنى الأساسية للاقتصاد الفلسطيني والسعي بأسلوب وحشي إلى هدم وتخريب أي شيء في فلسطين، من منازل تؤوي الأسر التي أصبحت بلا مأوى، إلى التركيز على المنشآت الأمنية الوطنية الفلسطينية حيث أصبحت جميع المراكز الأمنية ومقرات الشرطة الفلسطينية مدمرة، وبعد ان أوشكت اسرائيل على إزالة كل المراكز الأمنية الفلسطينية تحولت الى المنشآت الاقتصادية فخربت الطرق وهدمت الميناء الذي تقوم هيئات تابعة للاتحاد الأوروبي بإنشائه، وقبل ذلك دمرت مصانع فلسطينية تابعة لمواطنين فلسطينيين يعمل فيها العشرات الذين حُرموا من كسب عيشهم.
كل هذا يجري في الأراضي الفلسطينية المحررة التي كفلتها الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل وضمنتها الولايات المتحدة وأوروبا ولكن، لا أحد يتحرك وهذا ما شجع إسرائيل على مواصلة ذبح الفلسطينيين فوق أرضهم وتدمير منشآتهم المدنية وتخريب المؤسسات الاقتصادية الخاصة بهم، مما يجعل من الصعب معالجة آثار العدوان الاسرائيلي الذي يفعل كل شيء دون أن يجد من يواجهه ويتحالف ضده.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|