|
| عزيزتـي الجزيرة
كلنا يدرك ما توليه الدولة الراشدة وفقها الله لمسيرة التعليم من اهتمام ورعاية خاصة جعلتها تبلغ هذه المكانة المرموقة التي بلغتها الآن.
وليس أدل على ذلك من انها خصصت لقطاع التعليم ما يقرب من 25% من الموازنة العامة وقد استفاد الكثير من ادارات التعليم من التسهيلات والامكانات الوفيرة وتنافست في توفير افضل المتطلبات للعملية التعليمية في مناطقها من مدارس وفصول دراسية واثاث ومدرسين ووسائل تعليمية وغير ذلك فلم تواجه مثل هذه الادارات اي مشكلة في استيعاب كافة الاعداد المتنامية المقبلة على دور العلم ومؤسساته المختلفة بينما ظلت ادارات اخرى تولي اكبر اهتمامها لتقليل النفقات فلا تنشىء من المدارس او تفتح من الفصول الا الحد الادنى مما ادى الى الازدحام الشديد على المدارس والازدحام المماثل في الفصول الدراسية فضلا عن الاثاث القديم ومثل هذه الادارات لاشك انها مجتهدة في فهمها لقضية ترشيد الانفاق التي تعني في الاصل عدم الاسراف والتبذير اما ما تفعله هذه الادارات فهو تقتير واستقطاع من الضروريات التي ينبغي ان تشملها عملية التوفير بأي حال من الاحوال وهذه الادارات تذكرنا بحال عيسى ذلك الرجل الذي كان يقتر على نفسه حتى في الهواء الذي يتنفسه وقال فيه الشاعر:
|
يقتر عيسى على نفسه
ولو يستطيع تنفس من منخر واحد |
وبقليل من المجاملة وكثير من الصراحة فان ادارة تعليم البنين في محافظة الرس هي من هذه الادارات ومن ابرز الشواهد على ذلك:
1 لم توجد الإدارة للدراسة المسائية في المرحلة المتوسطة سوى فصل واحد في متوسطة عثمان بن عفان وقد تم قبول 37 طالبا فقط والاعتذار لباقي المتقدمين بدعوى اكتمال العدد المطلوب ولا ادري اين يذهب هؤلاء المساكين وهذا الفصل هو الوحيد على مستوى المحافظة.
كما ان معظم من يلجؤون الى الدراسة المسائية هم من اصحاب الظروف الخاصة التي يجب تقديرها.
2 في العام الماضي ألح المواطنون وكرروا المطالبة بفتح ثانوية ثالثة لتخفيف الضغط الحاصل على فصول الثانوية الاولى والثانية.
فتم في هذا العام افتتاح ثانوية ثالثة لكن الادارة عمدت الى إلغاء بعض الفصول في الثانوية الاولى والثانية وحشرت الطلبة في اقل عدد من الفصول لا يحقق اهم هدف للمواطنين من المطالبة بثانوية ثالثة وهو تخفيف عدد الطلبة في الفصول بما يساعد على توفير جو دراسي افضل يحقق الحد الادنى من الراحة للطالب والمعلم على حد سواء وقد وجد ان الحد الاعلى للمعدل المناسب للطلبة في اي فصل مهما كان اتساعه هو ما بين 25 و30 طالباً وما زاد على ذلك هو اجتهاد غير واقعي لمنظرين يعملون من خلف المكاتب.
ارجو ان يعيد الاخوة مسؤولو هذه الادارة النظر في اجراءاتهم التعسفية هذه فهم فيما عدا ذلك من خيرة المسؤولين.
والله اعلم..
محمد الحزاب الغفيلي - الرس
|
|
|
|
|
