| مقـالات
عاد ناصر من الطبيب وأثقال الدنيا فوق رأسه.. كان عصبي المزاج لأن الطبيب أخبره ببوادر إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم.
فكر بكل شيء إلا أن يصاب بأمراض الناس العادية مثل ضغط الدم المرتفع أو مرض البول السكري، أو ارتفاع نسبة «الكولوسترول» فهذه الأمراض لم يتوقع أن تصيبه هو بالذات رغم أنه يقترب من السبعين.
عمله القديم لم يتغير وأسنانه لم تسقط وكان يحسب أن الزمن قد توقف عند أيام شبابه وصباه وصبوته عندما كان مرضه العطاس المزمن أما أمراض الجسد الخطيرة والكبيرة فما عرف منها شيئا ولا يظنها تأتيه.
ذهب لأطباء أخبروه أصيب بالحزن ورأى أنها نهايته فلن تعود أيام الصبا والتصابي فها هو الآن، ولأول مرة مصاب بمرض فهل صار مثل باقي الناس يصاب بالمرض وقد ينقل للمستشفى بسبب الغيبوبة؟.. أخفى الأمر عن المقربين لأيام ثم لم يجد بدا من الحديث لأحدهم لأنه كاد يجن من القلق.
دخل موظف.. نظر إليه، أراد الحديث معه دون مقدمات:
هل تعلم يا سعيد أنك سعيد حقاً لأنك لست مريضاً، أما أنا فمصاب بضغط الدم المرتفع انظر إلي قد صغر عندي المال والمنصب والجاه واللّه إني أحس أني مثلك لا أكثر.
نظر إليه سعيد ببلاهة ودون أن يدري ماذا يريد ووقف منتظراً أن يكمل الحديث ولكن المدير لم يكمل، فقال سعيد: هل تريدني أن أحضر لك الدواء طال عمرك؟
قال لا يا سعيد فقد أردت أن أقول لك إني مصاب وإني مريض وحزين.
قال سعيد: بسيطة لا تحزن طال عمرك كل الناس مرضى.. خذ أنا مثلا مصاب بأورام الغدد اللمفاوية.
هنا اشمأز المدير وخاف وسأل الموظف هل هي معدية؟
خرج سعيد قبل أن يجيب لأنه دخل موظف ثان، وسأل المدير الموظف الجديد: هل الغدد اللمفاوية المتورمة مرض خطير؟ قال الموظف الثاني لا هذه بسيطة، أنا مثلا مصاب بتهتك خطير في الكبد مع فيروس معدٍ.
اشمأز المدير خصوصا وهو يرى شفاه الرجل الدامية من أثر المرض الذي يظهر على اللثة والشفاه فتركه ينصرف.. وبقي عنده سؤال هل يصيب المرض المدير؟.
|
|
|
|
|