|
| مقـالات
كل زمان.. وكل عصر له محاسنه وله مساوئه. وقد تقرأ في التاريخ فلا تجد الإنصاف الصادق من الكاتب لزمان معين وأهله وحكامه وقادته وأحداثه.. قد يكون وراء عدم الانصاف ميل أو تعصب. ولذلك قالوا.. التاريخ ما أهمله التاريخ. ولاشك أن الكاتب سيحاسب على كل حرف وكل كلمة سجلها في عرضه سواء كان حساباً دنيوياً أو حساباً أخروياً. وقد يصفى الكاتب الأمين لكونه قال الحقيقة. وهكذا نرى أن الميل والتعصب ينزرع في كثير من الزوايا، فهو إن اختفى في زاوية لابد وان يظهر وينضح في زاوية أخرى.
وقد انتشر في زماننا الكثير من التصرفات المتخطية للقانون المعتدل. وشذ كثير من الطامعين في السلطة وانتهكوا الأعراض وأراقوا الكثير من الدماء، خصوصاً في الدول التي لا تدين بدين الإسلام أو في الدول ذات الأقلية المسلمة لأن الوازع الديني لم يكن موجوداً أصلاً لدى هؤلاء.. وسيكتب عنهم التبعيون الشيء الكثير من المدح والتبرير الذي يوحي بالأحقية فيما حدث منهم.. فهناك كتاب تبعيون يميلون حيث مال الغصن.. وقد لاحظنا في عالمنا العربي الكثير من هؤلاء خاصة لدى وقوع الانقلابات العسكرية التي صفق لها المجتمع العربي فترة من الزمن ثم رأى بعد حين كيف كانت بلاءً ابتليت بها الأمة العربية.. وكيف أصبحت سمة من سمات التأخر والاضطراب والفوضوية.. حتى أصبح قادتها يصفي بعضهم بعضاً كما حدث أيام عبدالكريم قاسم في العراق وما تبعه من تحولات قيادية.. باءت بالفشل الذريع في تطوير المجتمع وبنائه بل إنها أصبحت هماً ثقيلاً يرزح تحت وطأته الشعب.. وفي دول الخليج يحرص القادة على حماية الاستقرار الأمني أولاً لضمان رفاهية العيش والاستقرار الاجتماعي. وقد لقيت هذه الدول حسداً من بعض من يدعي الأخوة ووحدة المصير.. لكن قادة دول الخليج كانوا يعالجون الأمور بحسن نية مشوبة بالكثير من الحذر والاحتياط وهذا زاد من تقوية السياج الأمني ورفاهية العيش والاستقرار الاجتماعي للمواطن الخليجي لأن مجتمعات الخليج مجتمعات تحرص على سلامة الانتماء الديني.. وتطبيق قوانينه وان كان هذا محصوراً في بعضها إلا أنه يبقى مؤشراً على سلامة المعتقد واستقامته.
سيتحدث القادمون عبر الزمن عن أحداث الخليج.. لكن هل تجد هذه الأحداث المنصف الذي يبين سلامة الدور الذي قام به مواطنو ا لخليج وقادته في مساندة إخوتهم من العرب والمسلمين خاصة من كاد لهم في يوم من الأيام وتسامحوا عنه..لعل!!
|
|
|
|
|
