| الريـاضيـة
* قراءة محمد العبدالوهاب:
على غرار الأسهم المالية والعملات النقدية في سوق التجارة الآسيوية من حيث ارتفاع أرباحها.. أو حتى هبوط أسعارها من واقع تداولها.. كان هنا وعلى مستوى الشارع الرياضي الآسيوي تحكي الأيام القليلة الماضية وهي تحمل الأخرى في طياتها من اللهفة والشوق «ترقباً» نحو أي المنتخبات القارية التي ستحظى بفرصة التأهل العالمي؟!
فعلى الرغم من أن نتائج بعض المنتخبات لعبت دوراً مباشراً في حمى المنافسة وبالتحديد بالمجموعة الأولى من حيث تبادل المراكز وتعاطي النتائج.. إلا أن المؤشرات أيضاً تشير إلى أن الهبوط الحاد في المستوى الفني بحق منتخبات كان لها صدى بطولي.. وآخر انجازي سواء على المستوى الاقليمي أو العالمي.. فمثلاً سجلت الكرة السعودية والإيرانية انخفاضاً لهما من حيث السمعة الكروية مقابل استقرار عام في المنتخبات الأخرى من حيث الأداء والعطاء.. وفي المقابل شهدت التصفيات «بزوغ» منتخبات كان لها رصيد ايجابي تترجم عزمها نحو التقدم وثبات وصولها إلى تلك المستويات في المسابقات القادمة.
«الجزيرة» كعادتها من حيث معايشتها للأحداث الرياضية جنباً إلى جنب رصدت قراءة سريعة عن واقع المنتخبات العشرة في هذه التصفيات وان كان لا يغلب عليها طابع القراءة الفنية غير أنها وفي كل الأحوال اجتهادات صحفية نسعى من خلالها إلى ترجمة واقع تلك المنتخبات من البداية وحتى نهاية مرحلة الذهاب فكانت الحصيلة كما يلي:
* *
المنتخب الإيراني..
وصدارة الذهاب
في الواقع.. لم يكن لتصدر المنتخب الإيراني لفرق المجموعة الأولى في مرحلة الذهاب دليل على قوة حضوره الفني.. والميداني بقدر ما هو تباين للمستويات الفنية لغالبية المنتخبات من حيث الأداء والنتائج والتي منحت للإيرانيين مؤشراً ايجابياً نحو الصدارة فعلى الرغم من أن أكثر الترشيحات انصبت في طريقه نحو فرصته للتأهل للعالمية خصوصاً بعد فوزه الأول في مشوار التصفيات على المنتخب السعودي .. غير أن اختلاف المستوى والنتائج الذي تعرض لها تحديداً أمام تايلند والبحرين اعادت النظر في مدى قدرته نحو الاستمرار في الصدارة وبالتالي بلوغه للنهائيات على العموم كانت حصيلة المنتخب الإيراني بعد اجتياز مرحلة الذهاب انتصارين وتعادلين.
* *
المنتخب السعودي..
ومرحلة الجد
حقيقة.. حينما نتحدث عن المنتخب السعودي فهذا يعني أننا نتجاذب الحوار مع رمز السيادة الكروية في القارة الآسيوية، وهذا بالتأكيد ليس لانتمائي الوطني أو ما يشار إليه من قبل البعض «بالعاطفة» بدليل أنه وعلى مدى ستة عشر عاماً تقريباً أو أكثر قالت الكرة السعوية كلمتها التتويجية نحو البطولات الآسيوية أو حتى التأهل للعالمية.. وأتمنى حقاً بأن لا تكون تلك الترشيحات القوية التي انهالت على منتخبنا من قبل التصفيات ذات تأثير على مشواره من حيث الثقة المفرطة!! الأمر الذي جعل فرق المجموعة تشن قواها الفنية أمامه وكأنها على مستوى النهائيات.
أعود للقول.. ان الظروف التي تعرض لها منتخبنا وهو في طريقه للمشاركة في تلك التصفيات كانت «وعرة» المنال منها ظروف فنية لم يتداركها المسؤولون إلا مؤخراً.. وأخرى في الإعداد والتجهيز من حيث اصابات بعض اللاعبين التي انضمت إلى تلك الكوكبة التي لوحت بيدها وداعاً للمشاركة بداعي الاصابة، فعلى الرغم من أن البعض يشير إلى أن ذلك ليس «بالعذر» إلا أن الثقة يسودها الأمل والترقب نحو اعادة الأخضر إلى مكانه الطبيعي الذي يعرفه الرياضي الخارجي قبل الداخلي وهذا ما سيتضح جلياً مع تقادم الأيام والتي لا أخال أنه بحاجة ماسة للتكاتف من قبل الجميع نحو التأهل للعالمية وللمرة الثالثة على التوالي.
* *
المنتخب البحريني..
مفاجأة التصفيات
لو طرح البعض منا «استبانة» عن أي المنتخبات الآسيوية التي ستحظى بفرصة التأهل للعالمية 2002م وكان ذلك قبل انطلاقة التصفيات أعتقد بأن الغالبية العظمى من الرياضيين لن يمنح المنتخب البحريني ولو جزءاً من نسبة الحظوظ وهذا ليس تقليلاً من الكرة البحرينية بقدر ما هو اعتراف «رجال» المنامة أنفسهم بأن الوقت لا يزال في طريقه إلى ذلك! غير أن ما حققته الكرة البحرينية في التصفيات الأولية واقصاءها للمنتخب الكويتي وما تلاها من حضور فني جدير في تلك التصفيات النهائية كفيل بإعادة النظر!! وبالتالي «الشد» على يد البحرينيين بأن القارة الآسيوية في القريب العاجل ستعلن عن ميلاد منتخب كروي «شاب» بدأ خطوات المنافسة نحو فرض اسمه على الملاعب الآسيوية.
بالتأكيد.. أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002م لم تعلن بعد تضاؤل فرصة المنتخب البحريني نحو الصدارة وبالتالي التأهل.. وإنما مؤشرات فنية تؤكد بأن ما تحقق لهم حتى الآن من نتائج يعتبر«انجازاً» ومن يعلم فإن خطوط اللقاءات حتى الآن لم تكتب أسطرها بعد!
* *
العراق..
بين الغموض والحضور
قد يكون المنتخب العراقي هو الوحيد بين منتخبات المجموعة الأولى البعيد عن كل شيء سواء في فرص التأهل أو مراحل المنافسة نحو الاثبات وتبقى حساباته مسألة وقتية وان كنا لا نرى فيها من الأهمية من حيث اعتماده على نهج معين لرغبة مسؤوليه في اعادة أوراقه الفنية خاصة في بعض لاعبيه الذين كان يعتمد عليهم اعتماداً محدوداً كأوراق رابحة.. ويبدو لي ومن خلال لقاءاته الماضية أوزع المهام إلى مجموعة كبيرة من الشباب العراقي الأمر الذي شهد فيه العراقيون في السنوات الأخيرة تحديداً تحولاً واضحاً نحو تجديد صفوفه بل ان كثرة الأسماء التي بدأ مدربه في ضمهم بين فترة وأخرى قد لا تجد حظوظاً في المستقبل القريب.. وهذا ما أكده مدربه بأن منتخبه في طريقه إلى اعادة الرياضة العراقية إلى موقعها القاري خلال الأعوام القليلة القادمة.
* *
المنتخب التايلندي..
جاء يطل وخطف الإعجاب
لو قدر للمتابع الرياضي.. ان يعود بالذاكرة إلى سجل المنتخب التايلندي من حيث حضوره الفني سواء على بطولات الأمم الآسيوية أو حتى التصفيات المؤهلة للمونديال العالمي سيجد أن مركزه في الترتيب عادة لا يتجاوز مصاف الوسط أو الأقل!! ومنها جاءت الترشيحات من حوله غير مدرجة ضمن المنتخبات الكبيرة كنتاج طبيعي لمستوى الكرة التايلندية بدليل أن البعض الآخر قد صنف المنتخب التايلندي بهذه التصفيات تحديداً بأنه وبمثابة محطة الاستراحة للمنتخبين السعودي والإيراني للتسابق فيما بينهما للظفر بالكم الهائل من الأهداف!!
غير أن واقع المنتخب التايلندي 2001م كان له كلمة أخرى وهي فرض مكانته الكروية على فرق المجموعة واتضح ذلك من مبارياته الأخيرة «مستنتجين» من جراء ذلك تصاعد مستواه وبشكل «دراماتيكي» لدرجة أنه كاد أن «يفيخ» المنتخب الإيراني في أرضه والبحريني في أرضهم.
* *
الصين ..
والحلم الأول من نوعه
بخطى ثابتة.. وبنتائج باهرة.. دخل المنتخب الصيني مشواره في تلك التصفيات «وعيناه» تلوحان افقاً نحو التأهل العالمي الذي طال صبره لدى «مليار نسمة» ويبدو أن هذا «زمن» الصين الذهبي لبلوغ العالمية لأول مرة في تاريخه الرياضي فقد فرض الصينيون أنفسهم على السيادة والصدارة لفرق المجموعة الثانية وبصرف النظر عن كشف بعض أساليب الالتواء الذي بدأ البعض يلوح بها بأن الاتحاد الدولي بصدد منح الكرة الصينية فرصة المشاركة بالمونديال العالمي وذلك «طمعاً» في العائد المالي من جراء الدعايات والاعلانات التي سيساهم فيها بلد «المليار» نسمة تبقى حظوظ المنتخب الصيني نحو التأهل العالمي ما نسبته 90% عطفاً على نتائجها حتى الآن مما جعلها قوة ضاربة في فرق المجموعة الثانية الواحدة تلو الأخرى أجد أن هناك صعوبة بالغة فيما لو طرحنا منتخباً آخر قد يهمش صدارة الصينيين مهما كانت الترشيحات في ظل النقاط التي يحتضنها الصينيون وبرقم كبير سيجعل المفاجآت لو حصلت لا تتجاوز تحسين مواقع الآخرين من حيث الترتيب.
* *
أوزبكستان..
سقوط غير قابل للتعويض
احتفلت الكرة الأوزبكستانية بعيد رياضي كبير وهي تنافس الرياضة الصينية نحو التأهل للعالمية.. ورغم هذه التطورات الكبيرة والتي تنصب في صالح الكرة الآسيوية من حيث «بزوغ» منتخب آسيوي جديد قادراً مع تقادم الأيام أن يضيف «بصمة» واضحة في تفوق المنتخبات الآسيوية يعيد بها للأذهان بداية الكرة اليابانية من حيث تواضع النتائج إلى فارس رياضي آسيوي مغوار بدأ يطيح بعمالقة الكرة الآسيوية! وان كنت أتحفظ بمستقبل أوزبكستان رياضيا من حيث المقارنة.. غير أن حضوره الميداني حتى الآن يعطي نسمة تفاؤل لشعبه الكروي الذي طال انتظاره وفجأة وجد نفسه منافساً على التأهل للمونديال العالمي حصيلة المنتخب الأوزبكستاني حتى الآن من حيث الترتيب والنقاط يحتل المركز الثاني اثر فوزه على قطر وعمان وخسارته من الامارات والصين.
* *
قطر.. وتبدد الأحلام
خيب المنتخب القطري آمال الشارع الرياضي بالدوحة بعد أن أثبتت مراحل معسكره الإعدادي لهذه التصفيات من حيث النتائج والمستويات التي قدمها «العنابي» كان آخرها أمام المنتخب السعودي والآخر مع الإيراني الأمر الذي ازداد فيه تفاؤل جماهيره بهذا المنتخب الذي سيكون قادراً على رسم البهجة القطرية بعد اعلانه للتأهل رسمياً للعالمية..
وكل المؤشرات الإعلامية هناك تشير بأصابع الاعجاب بالجهاز الفني بقيادة جمال حاجي في اختيار العناصر المناسبة وتشيد ببرامج إعداده التي اتضحت معالم تفوقها بنتائج ايجابية للكرة القطرية.. إلا أن أمور التفاؤل تبدد تلقائياً بعد أن «صدمت»تلك الجماهير بحضور منتخبنا منذ أول لقاء رسمي مع العنابي من حيث التعادل واتبعها آخر ومماثل مع الاماراتي من حيث النتيجة حتى جاءت «المغادرة» من المنافسة بعد هزة الأوزبكستاني.
ومن هنا يمكن القول إن «أسهم» المنتخب القطري نحو العالمية قد تتلاشى إلى أجل غير مسمى.
* *
المنتخب الإماراتي..
ومعمعة التجديد
يبدو أن هناك قناعة راسخة لدى رياضيي المنتخب الإماراتي بأن استعداد المنتخب الإماراتي لهذه التصفيات لا تتجاوز الرغبة نحو إعداد منتخب إماراتي جديد قادر أن يعيد إمارات 90م إلى عهدها الانجازي والاعجازي لمصاف المنتخبات التي سبق أن تأهلت للعالمية! أحياناً يقال أنها «مناورة» إماراتية تبعد «الضخ» الإعلامي عن نجومها.. وتارة أخرى يقال بأنها الحقيقة التي يعقد عليها «رجال» الإمارات آمال كبيرة نحو مرحلة التجديد التي قد لا يختلف عليها أي رياضي وهو يشاهد لقاءات المنتخب الإماراتي.
وفي كل الأحوال يظل الرأي الأول الذي أبداه رجال الإمارات من حيث الإعداد لمنتخب جديد فكرة رائدة على اعتبار أن الاحتكاك عادة ما يكون أساس النجاح.. حتى ولو كان هناك بعض الاخفاق فإن المسألة لن يتراعى فيها شك للتساؤل عن أسباب الخسائر وبالتالي تبدأ بكيل الاتهامات!!
ويتضح من خلال اللقاءات التي لعبها المنتخب الإماراتي حتى الان من حيث النتائج ابتعاده عن فرص التأهل التي جاءت بالانصاف تعادلاً وخسارتين وفوزاً «يتيماً».
* *
عمان... أمل يتجدد بالإشراق
أكثر ما يمكن أن نقوله عن المنتخب العماني هو «الأمل» القادم فعلى الرغم من انفراده بمؤخرة فرق المجموعتين.. إلا أن الانجاز الجدير الذي تحقق للكرة العمانية هو وصولها إلى نهائيات التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002م فقد قدم هذا المنتخب «المثابر» رغم حداثة حضوره مستويات جيدة وجديرة بأحقيته للوصول لنهائي التصفيات ولعل تلك النقطتين اللتين تحصل عليهما في مرحلة الذهاب ثمرة جهد وبفعل الاحتكاك ويبدو أنها عوامل ساهمت في مشاركته تلك.. ويكفيه فخراً أن منتخبات مجموعته تحسب له ألف حساب وباجماع كل النقاد الرياضيين.
* *
نقاط..
على جانب مرحلة الذهاب
* * التعادل هو المحصلة النهائية لغالبية المباريات في مرحلة الذهاب ويبدو أن الحذر كان هو «الآخر» طابع تلك المنتخبات التي من أجلها ارتفعت أسهم التعادلات.
* * المنتخب البحريني أصبح موقفه حرجاً خاصة وهو يحتل مركز «الوسط» الأمر الذي يجعل وضعه «الفني» لا يتفق مع حضوره في المباريات الماضية.
* * إذا كان من الضروري تحديد أفضل المباريات في تلك المرحلة فإن لقاء السعودية وتايلند اتسم بتلك الميزة إلى حد ما.. من حيث المستوى والنتيجة التي تقاسمها الفريقان على مدار الشوطين أداء وهز شباك.
* * اعفاء المدربين أبرز ما تميزت به مرحلة الذهاب بفرق المجموعتين وبمعدل مدربين من كل مجموعة لتردي المستوى الفني والطابع الأدائي هنا مدرب السعودية والعراق وهناك مدرب قطر وعمان.
* * في الوقت الذي برز فيه بعض النجوم الكروية والتي أسهمت إلى جانب زملائهم اللاعبين بأفضل النتائج لمنتخباتهم.. اختفت نجوم عن المشاركة في تلك التصفيات بداعي الاصابة مثل «باقري» إيران ونواف التمياط «السعودية».
|
|
|
|
|