| القرية الالكترونية
*
* القرية الإلكترونية فهد الزغيبي:
تخطت آثار التفجيرات الأخيرة في الولايات المتحدة حدود السياسة الدولية والعلاقات الثنائية بين الدول بل وتخطت أيضا تبادل الاتهامات في غرف الدردشة (الشات)على الإنترنت لتصل لمرحلة الخطر على شبكات الدول العربية الشرق أوسطية وماحولها.هل نحن مستعدون لطوفان الغضب القادم والذي سيقوده «فتوات» وعمالقة مخربي الإنترنت في العالم؟
إن لم نكن مستعدين فربما يجب علينا الاستعداد لذلك ولاتستغرب إذا كنت مديرا لشبكة أو موقع أو أحد العاملين في أحد شركات موفري الخدمة عند مشاهدتك لحجم بيانات رهيب أو لمشاهدتك أحد مواقعك مخترقا، فهذاالمتوقع حدوثه في الفترة القادمة.وبالرغم من أن الهاكرز ظلوا يتباحثون هذا الموضوع بينهم بين مؤيد ومعارض للفكرة إلا أن العديد منهم اتفقوا على ضرورة تحركهم السريع للتعبير عن استيائهم من التفجيرات التي تعرضت لها أمريكا الأسبوع الماضي.
واستطاعت «القرية الإلكترونية» أن تطلع على ما يجري في العالم السفلي في الإنترنت وهو عالم الهاكرز والكراكرز والذين أصبحوا لا يناشدون بل يطالبون بهجوم فوري وقوي على المواقع الإسلامية والعربية ويقودهم في ذلك جماعة عالم الجحيم World Of HeLL والمعروفة بقوتها والتي استطاعت في وقت سابق اختراق حوالي 700 موقع في دقيقة واحدة فقط.
وفي حديث لأحد أعضاء الجماعة أن الحرب على المسلمين الإرهابيين كما يدعوهم ستبدأ بتعطيل خدمة الإنترنت لديهم عن طريق ضرب موفري الخدمة المحليين في كل دولة على حدة وتعطيل أجهزة التوجيه Routers لديهم مما سيؤدي إلى توقف الإنترنت.
وتقف على رأس القائمة المعرضة للهجوم دول مثل باكستان والعراق وفلسطين ودول الشرق الأوسط الأخرى مثل المملكة والكويت والإمارات ومصر هذا واستطاع أحد الهاكرز من مجموعة عالم الجحيم السيطرة على حوالي 1100 جهاز حول العالم لاستخدامها في شن هجوم إغراقي على شبكة الإنترنت لدى هذه الدول وهنالك أشخاص آخرون أعلنوا رغبتهم في المشاركة بالهجوم ومن بين الدول التي يتوقع أن يأتي منها هجوم الهاكرز الولايات المتحدةأستراليا المكسيك البرازيل بريطانيا ألمانياهولندا الدنمارك روسيا الهند الصين و كندا.
هذا العدد الهائل من الدول يكفي لتوضيح مدى قوة الهجوم المخطط له الآن والذي ينقسم لعدد من المشروعات أحدها الهجوم الإغراقي بل ان الهاكرز ذهبوا أبعد من ذلك وقاموا بوضع غرفة قيادة افتراضية للعمليات والتي من خلالها سيتم التنسيق بين الهاكرز وتحديد الأهداف المنشودة.
واتفق الهاكرز على أنهم سيتجنبون القوانين الدولية لمكافحة قرصنة الإنترنت عن طريق استخدام أنظمة تلك الدول في ضرب دولة أخرى منها فعلى سبيل المثال سيستخدمون أنظمة شبكات فلسطين لضرب شبكة إنترنت العراق وهكذا.
وكانت العملية الأخيرة التي قام بها هاكر يدعى «فلوفي باني» ضد موقعين بريطانيين لتسجيل مواقع الإنترنت والتي استطاع من خلالها تخريب ما يقارب 100ألف موقع عن طريق التلاعب بخادمي DNS التابعين للشركتين قد أثارت غضب وحماس الهاكرز خاصة بعد أن ترك رسالة يقول فيها « فلوفي باني يذهب للجهاد» مما يوحي بأنه مسلم.
ولقد حذرت جماعة هاكرز ألمانية من مغبة المشاركة في هذه الهجمات وقال أعضاؤها في موقعهم أنه يجب على الهاكرز «ضبط النفس» وعدم القيام بأعمال صبيانية تجاه المواقع الإسلامية فإنه يجب عدم استعمال الإنترنت كساحة حرب إلكترونية ولايجب تعطيل الاتصالات عليها كما يخطط الهاكرز المهاجمون.
وبالرغم من اختلاف ردود الأفعال حول هذه الهجمات إلا أن الهاكرز المتفقين على ضرورة الهجوم بدأوا في عملياتهم مبكرا فلقد علمت «القرية الإلكترونية» أن موقع شبكة أفغانستان للأخبار قد تعطلت لمدة تقترب من 15 ساعة يوم الخميس الماضي وكذلك تعطل السياسة الأفغانية ليوم الجمعة وهذه التعطلات كانت بسبب هجوم إغراقي على الموقعين.
ومما يجعل الأمر أشد سوءا أنه من المعروف أن غالبية الهاكرز أعمارهم تتراوح بين 14 18 سنة مما يجعلهم من فئة المراهقين وهي الفترة المعروفة للطيش وعدم التعقل وكذلك بالرغم من صغر أعمارهم إلا أنه يشهد لهم بالكفاءة فقائمة المشاركين تحمل أسماء أخرى شهيرة بجانب عالم الجحيم مثل The Riv والذي اخترق الموقع الاقتصادي الخاص بصحيفة النيويورك تايمز في فبراير الماضي.
وكان مركز حماية البنية التحتية في الإف بي آي الأمريكية قد أصدر تحذيرا يوم الجمعة الماضي لكل الشركات عن زيادة أعمال القرصنة المعلوماتية تحت قناع «الوطنية الأمريكية» للانتقام من الهجمات الإرهابية الأخيرة وكذلك من انتشارالفيروسات والملفات التجسسية التي تحمل أسماء ذات علاقة بالتفجيرات الأخيرة وأطلقت عليها عمليات غير قانونية تستحق العقاب لعقوبات تصل لخمس سنوات من السجن.وعلمت «القرية الإلكترونية» أن أحد الأشخاص قد قام بإعادة تسمية فيروس لايفستيج Lifestage إلى WTC.txt.vbs وكان ذلك يوم الجمعة الماضي كما تواصل في الأيام اللاحقة إرسال العديد من الملفات التجسسية المختلفة عبر البريد الإلكتروني وعبر ملفات الإنترنت والتي كان من بينها ملفات trinoo وtfn2k والخاصة بالهجوم الإغراقي وكذلك ملفات باك أورافيس Back Oraffice و سب سفن والنت بص وكذلك بعض الأبواب الخلفية لأنظمة يونكس ولينكس.
ولقد تناقل الهاكرز فيما بينهم بعض الأرقام الشبكية IP Address لدول عربية على الإنترنت في نطاق تبادل المعلومات فيما بينهم وكذلك للقيام بعمليات استطلاعية بحثا عن ثغرات أو خوادم يستطيعون الدخول إليها واختراقها تمهيدا لاستعمالها في الهجمات القادمة.
«القرية الإلكترونية» كانت قد قامت في أوقات سابقة بنشر مواضيع وتحقيقات متعددة عن ضعف الشبكات المحلية في المملكة وانتشار الثغرات والفيروسات فيها بشكل كبير وكان آخرها دودة الرمز الأحمر Code Red والتي تقوم بتثبيت باب خلفي Trojan في النظام الذي تصيبه.
هذا بالتأكيد سيشكل نقطة ضعف رئيسية سيستطيع من خلالها الهاكرز المهاجمون الدخول لشبكاتنا المحلية لا سمح الله.
ولكن ما الذي يجب علينا فعله في الوقت الحالي؟ «القرية الإلكترونية» لا تستطيع إجابة هذا التساؤل فليست هي من يشغل تلك الشبكات وليست هي المسؤولة عن حمايتها فدورها إعلامي ولكن مديري الشبكات والمدينة (التي ستتعرض بلا شك لأكبر تهديد إذا ما تم مهاجمة شبكة المملكة بصفتها منفذ الإنترنت الوحيد) يستطيعون إجابة هذا التساؤل وقبل إجابة هذا التساؤل يفضل مراجعة الحالة الأمنية للشبكة.
|
|
|
|
|