| فنون مسرحية
يثار جدل مصطنع حول مفاهيم تتعلق بعموم المسرح دون الدخول إلى خشبة المسرح الراهنة بما تريده من تفهم وتمرس لمعطيات وضروريات كل مرحلة.
التمرس خلف قضبان الجدليات والإشكاليات القديمة غالبا لا يعطي القدرة على المقاومة والوقوف مع الاشكاليات المسرحية الحديثة. قد يكون الوقوف على الزمن الفائت للمسرح أمراً تأسيسياً مهماً لكن إلى متى تظل هذه قائمة في ظل التسارع والتهافت الذي يسير عليه العالم بما فرضه من قوالب العولمة ونظام القطب الواحد وغير ذلك من النظريات. هل نحتاج فعلا إلى عمل تلك القائمة الطويلة من التنظيرات والمدارس المسرحية التي تحول بعضها إلى نوع من الاطلاع يذكر كتاريخ له.
تساؤلات عدة تفرض نفسها وهي مهمة للبعد عن إطار الجدليات التي تستهلك قوانا وتستنزف العديد من الخبرات أوجدها البعض تراكمياً.
يأتي هذا الحديث مع بداية الحواريات والمحاضرات التي أوجدتها الدورة الفكرية التي أعتقد أنها تكون إلا محاضرات أكاديمية مع تساؤلات حول تلك الأكاديميات العتيقة دون الغوص في ما وراء تلك النظريات من محدودية لإطارها البالي، لماذا لا نفتح قلب المسرح في راهنيته وليس في قدميته كي نرى بوضوح أكثر ماذا نريد من هذا الكائن، وماذا نهدف حين نكتب ونمثل ونقف على الخشبة، يقودنا الطموح دائماً أن لا نكون جزءاً من الخشبة لأن التخشيب الذي نمارسه في حياتنا قوي إلى حد موجع وتلك المنمنمات القشرية لا تتيح الفرصة لإدخال اليد في ما تحت الماء الراكد لنعرف إلى أي مدى قد ظلمنا المسرح وظلمنا أنفسنا حين اخترنا خيار المسرح.
وحين نغذ السير نحو الباب الأخير للخروج من القرن العشرين وحين نتطلع بخوف من القرن القادم، هذا الشبح المجهول.. وحين وحين..
هل نحتاج فعلاً لتراكمات المحاضرات؟ أرى أن من الأولى أن نعود إلى أرسطو كي نتعلم من حوارياته ونقاشاته لنصل إلى بيت القصيد ونتأكد من أن المسرح ليس هو هذه المسرحية المباشرة والعجفاء لنمطيات الحياة الاستهلاكية، وإنما شيء آخر بداياته من حالات الربط بين الروح والجسد وليس له نهاية إلا الشرايين في قلب المتلقي.
* مهرجان الخليج للفرق الأهلية
|
|
|
|
|