| العالم اليوم
عند فتح تحقيق لمعرفة أبعاد وملابسات ومرتكبي أي جرم، يسعى المحققون إلى تتبع أي خيط ولا يسقطون أي شبهة مع التركيز على المستفيد الأكثر من نتائج الجريمة التي يتصدى لها المحققون.
هذه بدهيات عمل التحقيقات التي نجد أن المحققين الأمريكيين لم يأخذوا بها، فحتى الآن يركز التحقيق على جهة واحدة وعلى أساس انتماء الأشخاص لقومية محددة، أو دين واحد، مع تجاهل كل الاحتمالات الأخرى، وعدم الالتفات إلى المستفيدين من الجريمة الذين لم يضيعوا وقتهم في جني نتائجها غير مكترثين بالآثار الإنسانية التي يتعاطف معها العالم أجمع.
للتوضيح أكثر: من المستفيد الأكبر مما جرى في نيويورك وواشنطن ؟!!
لمعرفة ذلك نعود لما يحدث في فلسطين المحتلة، وأقوال أرييل شارون وإبراهام بن اليعازر وشيمون بيريز، فهؤلاء الثلاثة «مثلث الشر» يؤكدون في تصريحاتهم على أهمية استثمار انشغال العالم بما يجري في أمريكا لتصفية حساباتهم مع الفلسطينيين!
أكثر من ذلك يتجرأ وزير الحرب الإسرائيلي ويتبجح ويصرح بأنه يتحمل مسئولية قتل أكثر من عشرين فلسطينيا عقب أحداث نيويورك وواشنطن ويتفاخر بأنه لا أحد اعترض على ذلك..وأن ذلك إحدى نتائج أحداث يوم الثلاثاء المنشغل بها العالم.
هكذا إذن، المتهم يعلن عن نفسه في حين أن لا أحد يتهم والتحقيق يتجه لأطراف أخرى، والذي يستغرب له أن المشتبه فيهم وحدهم هم العرب والمسلمون، وأن الذي كشف عن أسماء الركاب في الطائرات الأربع المخطوفة كشف فقط عن أسماء العرب وأنهم طيارون وغيرها من المعلومات، وكأن ركاب الطائرات الآخرين منزهون ولا يوجد بينهم من يعرف قيادة الطائرات ولا توجد لهم سجلات جنائية، أو مدنية..!
الركاب الآخرون من أمريكيين من أصول غير عربية وإسلامية، والركاب من الجنسيات الأخرى هل أعلنت أسماؤهم؟ وهل أجرى المحققون تتبعاً لسجلاتهم المدنية والجنائية كما فعلوا مع الركاب العرب الذين اكتشف ان بعضهم أحياء وفي بلدانهم وقت اختطاف الطائرات؟
ألا يعني هذا أن هناك تحاملاً على العرب والمسلمين وحصر التهمة فيهم وحدهم وإبعادها عن الآخرين؟
واتجاهات التحقيق هذه هل هي لخدمة أهداف..ومحاولة لاستثمار ما حدث في يوم الثلاثاء، كما فعلت إسرائيل وحتى الآن وسط صمت على ما يرتكب من جرائم في فلسطين، رغم إعلان جنرالات إسرائيل وعلى العلن استفادتهم من مأساة الأمريكيين؟!
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|