| الطبية
الغذاء الجيد في السنوات الأولى من حياة الطفل يبقي الفوائد الصحية في حياته لفترة طويلة، وهذا الغذاء يبدأ من الساعات الأولى لما بعد الولادة لما لهذه الفترة من دور كبير في ارساء علاقة الارتباط بين الأم وطفلها، لذا فإن الرضاعة لحديثي الولادة من حليب الأم تعتبر الغذاء الأمثل لهم.
الرضاعة الطبيعية تعطي الأم والطفل معا الراحة النفسية، وكذلك فإنها تعطي الاكتفاء الجسدي والعاطفي وتساعده على تنمية الاحساس بالأمان الذي يعتبر من الحاجات الأساسية للنمو الإنساني، وتزيد من مقدرته في التحصيل العلمي في المستقبل.
حليب الأم يحتوي على البروتين والدهون والمعادن والماء والسكريات والفيتامينات بكميات تناسب حاجة الوليد، بالإضافة إلى ان حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة لكثير من الأمراض مما يساعد على حماية الطفل من التقاط العدوى حتى يستطيع انتاج أجسامه المضادة بنفسه، ويقي هذا الجسم المضاد الرضيع من بعض الميكروبات والفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال والحصبة، وكذلك فإن حليب الأم يحمي من المغص والقيء والحساسية والتهابات الامعاء ونقص الحديد وأمراض الأذن الوسطى ويحصنه ضد أمراض الشرايين في المستقبل.
يحتوي حليب الأم في الأيام الثلاثة الأولى التي تلي الولادة على «مادة اللبأ» وهي مادة غنية بالأجسام المضادة تكسب الوليد مناعة تجاه بعض الأمراض كالكزاز والحصبة والدفتيريا، كما انه منشط للجهاز الهضمي. وقد تنصح الأمهات بعدم اعطاء اطفالهن اللبأ وهذه النصيحة خاطئة لأن اللبأ الغذاء الطبيعي المثالي الذي يجب ان يبدأ به الوليد غذاءه.
أما آثار وفوائد الرضاعة الطبيعية فلا تعد او تحصى ومنها ان الاطفال الذين يتغذون من حليب الأم نادراً ما يصابون بمرض فقر الدم بالمقارنة مع اولئك الذين يتغذون بطرق اصطناعية، أما بالنسبة لنموهم فهو أسرع ووزنهم أفضل بالنسبة لأعمارهم.
الرضاعة تؤدي إلى
ارتباط الأم بوليدها:
وكذلك فهم أقل قابلية في التعرض لجميع الجراثيم واحتمالات زيادة الوزن في سن البلوغ قليلة جداً ويعمل حليب الأم على تكوين أسنان سليمة وفك سليم دون اعوجاج.
ومن فوائد الرضاعة للأم ان الوزن ينخفض تلقائياً عند كثير من النساء، وعودة حجم الرحم إلى ما كان قبل الحمل، والمحافظة على الرشاقة، ومنع الحمل وكذلك التقليل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
وعلى المرضعة ان تتناول المزيد من الفاكهة والخضروات وتتجنب الحلويات والأطعمة الدسمة التي تزيد الوزن، إلا انه يستحسن ان تتناول الحليب لأنه غذاء أساسي للأم والرضيع وعلى الأم ان تتغذى جيداً وان تتناول كمية وفيرة من السوائل.
الطريقة الصحيحة للرضاعة
يمكنك ان ترضعي طفلك وانت مستقلية او جالسة وهي الطريقة الأفضل لكي تسندي ظهرك وتضعي الطفل على ساعدك، ومن ثم اعطيه ثديك نظيفاً، أي امسحي الحلمة بالماء والصابون قبل الارضاع، وانتبهي إلى ان يكون الثدي بعيداً عن أنف الطفل، ويجب ان يكون الطفل مستيقظاً أثناء الرضاعة وإذا نام اثناء المص، فيجب ان توقظيه بفرك خده او اسفل قدمه برفق، وبعد ان يشبع الطفل من الرضاعة ارفعيه عمودياً على كتفيك حتى يخرج الهواء من معدته فربما تمكن من رضاعة كمية أكبر من الحليب بعد ذلك ولا داعي لترك الطفل يمص اكثر من حوالي عشرين دقيقة، وإذا خرج الحليب من فمه أثناء تجشئه فمعنى ذلك ان معدته امتلأت ولا داعي لاستمرار الرضاعة، ودعي الطفل ينام ويرتاح بعد الرضاعة بعد ان تتأكدي انه تجشأ جيداً، ولا تحركيه كثيراً بعد الرضاعة.
العوامل التي تساعد على الإرضاع بالطريقة الطبيعية:
1 حالة الأم النفسية، لأن الاضطرابات النفسية تؤدي إلى قلة انتاج الحليب.
2 حالة الأم الصحية يجب ان تكون مستقرة وسليمة لأنه في حالة وجود أي أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، أو الأمراض السارية كالسل، عندها يجب على الأم عدم الارضاع في هذه الحالات والرجوع إلى الطبيب لسؤاله عن إمكانية الرضاعة في حالة تناولها لأي أدوية.
3 الاهتمام بالتغذية أثناء الحمل ومدة الرضاعة، لأنها بحاجة إلى الاكثار من السعرات الحرارية والبروتين والكالسيوم والفيتامينات.
4 الإكثار من السوائل وخاصة الحليب.
5 الراحة التامة، أي النوم الكافي وعدم الارهاق الجسدي والفكري.
6 الرضاعة بحد ذاتها تساعد على زيادة ادرار الحليب من جديد.
7 وضع الطفل على مقربة من أمه بعد الولادة لتغمره وتلامسه وتداعبه، وهذا يساعد على ادرار حليب الأم.
لماذا حليب الأم هو الأفضل؟
إن الحليب الصناعي لا تتوفر فيه الخصائص المناعية الموجودة في حليب الأم الذي تكوينه يساعد في وجود وسط حامضي في الامعاء، وهو يساعد بدوره في قتل الميكروبات الضارة كما يحتوي على مضادات من نوع «أ.ج.أ» والتي تعمل على منع مرور كثير من المواد الغريبة عن الجسم
وبذلك تساعد على التقليل من التحسسات عند الأطفال، كما انها تساعد في قتل الكثير من الميكروبات الضارة ناهيك عن بعض الخلايا الدموية البيضاء والليزوزيم وبعض المواد الرابطة للحديد والمانعة بدورها لنمو بعض الميكروبات.
جزوى محمد العتيبي
ممرضة أولى لما بعد الولادة
|
|
|
|
|