| الطبية
أفضل طريقة لتغذية الطفل هي الرضاعة الطبيعية، فحليب الأم وجد لهذا الغرض خصيصا، وقبل سنوات، ولم تكن الرضاعة مشكلة بالنسبة إلى الوالدات، فالأم سترضع الطفل حتى يبلغ العام الثاني وفقاً لما جاء في القرآن الكريم: «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» سورة البقرة الآية 233.
حليب الأم هو المثالي للطفل، ومهما توفرت بدائل لحليب الأم، فلن تحقق للطفل ما يحققه حليب أمه، فهو الأفضل من الناحية الصحية والعاطفية والاقتصادية.
أهم المزايا التي وفرها الله سبحانه وتعالى لحليب الأم:
1 حليب الأم هو الغذاء الكامل للطفل في الأشهر الأولى فهو يحتوي على نسبة معينة من السعرات الحرارية التي يؤمنها الدهن والسكر كما يحتوي على البروتين والفيتامينات وغيرها وهي لازمة لنمو الطفل.
2 احتواء حليب الأم على العديد من الأجسام المضادة «Antibodies» التي تزيد مناعة الطفل ضد بعض الأمراض المختلفة مثل الاسهال والنزلات المعوية.
3 حليب الأم دائماً حاضر وطازج بالحرارة المناسبة، وذلك يوفر عليها الكثير من التعب والوقت.
4 حليب الأم لا يحتاج إلى تعقيم من الجراثيم وخاصة عند المحافظة على الحلمة نظيفة قبل الارضاع.
5 حليب الأم سهل الهضم يلائم معدة الطفل.
6 الكلوسترم المعروف بالصمغ أو «اللبى» الذي ينزل من الثدي في اليومين الأولين يعتبر غذاء مهما للطفل لاحتوائه على البروتينات وهو مسهل، ينظف أمعاء الطفل.
7 حليب الأم اقتصادي لا يكلف مالاً.
8 رضاعة الثدي علاقة إنسانية مباشرة بين الأم والطفل توفر له الدفء والحنان لتنمية شعوره بالطمأنينة.
حسنات رضاعة الثدي للأم:
تخاف الكثيرات من الأمهات ارضاع اطفالهن بالطريقة الطبيعية بحجة ان ذلك ربما يشوه شكل اثدائهن، وبقصد المحافظة على جمال اجسامهن، ولكن اليكن هذه الحقائق:
1 ان عملية مص الطفل ثدي أمه تساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي بسرعة أكثر.
2 ان الاحصاءات تدل على ان سرطان الثدي يوجد بنسبة اقل بين الأمهات المرضعات.
3 ان رضاعة الثدي تقوي العلاقة بين الأم والمولود الجديد وتوثقها، وهذا يوفر للأم قدراً كبيراً من الطمأنينة وراحة البال.
4 ان رضاعة الثدي تخفف من احتمال حدوث الحمل عند المرأة مع انها ليست الطريقة الأكيدة لمنع الحمل.
5 ان رضاعة الثدي اوفر اقتصادياً وعملياً، فهي لا تضطر لتنظيف الزجاجة قبل وبعد الرضاعة، ولا إلى غلي الماء أو تحضير الحليب أو غليه وبذلك يتسنى لها الوقت الكافي لممارسة أعمالها المنزلية.
العوامل التي تساعد على الإرضاع بالطريقة الطبيعية:
1 حالة الأم النفسية لأن الاضطرابات النفسية تؤدي إلى قلة إنتاج الحليب.
2 حالة الأم الصحية يجب ان تكون مستقرة وسليمة لأنه في حال وجود أي أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، أو الأمراض السارية كالسل، يجب على الأم عدم الارضاع في هذه الحالات.
3 الاهتمام بالتغذية اثناء الحمل ومدة الرضاعة لأنها تحتاج إلى الاكثار من الوحدات الحرارية والبروتين والكالسيوم والفيتامينات.
4 الاكثار من السوائل وخاصة الحليب.
5 الراحة التامة، أي النوم الكافي وعدم الارهاق الجسدي والفكري.
6 الرضاعة بحد ذاتها، لأن تفريغ الثدي من الحليب يزيد دره من جديد.
7 وضع الطفل على مقربة من أمه بعد الولادة لتغمره وتلامسه وتداعبه يسهل در الحليب.
8 التخفيف من التدخين ما أمكن إذا كانت الأم مدخنة، وإن كان الأفضل الانقطاع عنه.
كيفية الرضاعة:
1 يمكن اعطاء الثدي للطفل حالما ترتاح الأم قليلاً بعد الولادة وتشعر انها قادرة على ذلك.
2 يعطى الثدي حتى قبل دره الحليب الأولي لأن المعروف بالكلوستروم مفيد جدا للطفل.
3 ارضعي الطفل من كل ثدي مرة كل 3 أو 4 ساعات على وجه التقريب، إلا إذا بكى وشعرت انه بحاجة للرضاعة.
4 في الأيام القلائل الأولى تكون كمية الحليب قليلة، فلا يستطيع الطفل ان يرضع لفترة طويلة، ثم تزداد كمية الحليب باستمرار، فتزداد كمية الحليب بشكل مطرد، في البدء يمص الطفل ثديه فترة لا تزيد عن خمس دقائق، ويتناول من 10 20 وجبة في اليوم، يتناقص عدد الوجبات بالتدريج، وتزداد فترة الرضاعة فتصبح عشر دقائق في اليوم الرابع أو الخامس، و15 دقيقة في الاسبوع الثاني، ثم 20 دقيقة في الاسبوع الثالث، بعد الشهر الأول يحتاج الطفل من 20 30 دقيقة لينهي وجبته، لأنهم يستمتعون بالرضاعة في احضان امهاتهم.
وبهذه الطريقة يمكنك تنظيم وجبات طفلك بحيث تعطيه وجبة كل اربع ساعات نهارا مع راحة طويلة ليلاً، فإذا استيقظ اثناء الليل قدمي له الماء أو الشاي الخاص بالأطفال.
طريقة الإرضاع:
يمكنك ان ترضعي طفلك وانت مستقلية أو جالسة وهي الطريقة الأفضل لكي تسندي ظهرك وتضعي الطفل على ساعدك.
اعطه ثديك نظيفاً أي امسحي الحلمة بالماء والصابون قبل الارضاع.
انتبهي إلى ان يكون الثدي بعيداً عن أنف الطفل.
يجب ان يكون الطفل مستيقظاً اثناء الرضاعة وإذا نام اثناء المص فيجب ان توقظيه بفرك خده او اسفل قدمه برفق.
بعد ان يشبع الطفل من الثديين ارفعيه عمودياً فربما تمكن من رضاعة كمية أكبر من الحليب بعد ذلك.
لا داعي لترك الطفل يمص أكثر من حوالي عشرين دقيقة، إذا خرج الحليب من فمه اثناء تجشئه فمعنى ذلك ان معدته امتلأت ولا داعي لاستمرار الرضاعة.
د. بدرية النوح
استشارية مساعدة في أمراض النساء والولادة بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|