| الريـاضيـة
ماحدث خلال شوطي مباراة تايلند كان تجسيداً صريحاً للوضع العام الذي عانى منه منتخبنا في مرحلة تدهوره من جهة وماهو مفترض ان يحققه ويكون عليه من الجهة الأخرى.. وهنا الفرق واضح بين الحالتين.. تماماً كالفرق بين الشوطين الأول والثاني..!!
في الأول كان بدائياً وفوضوياً ومترهلاً في كل شيء.. وفجأة وبلمح البصر تحول في الثاني إلى فريق آخر يتألق ويبدع ويمتع لعبا ونتيجة.. ووجه الغرابة هنا ليس لأنه خسر بهدف ثم فاز بثلاثة وإنما بذلك التباين السريع والفجائي في مستوى الشوط الثاني المختلف كلياً عن الشوط الأول.. لماذا؟!!
التفسير الأقرب هو ان منتخبنا عاش تحت وطأة ضغوط نفسية ومعنوية متراكمة ظلت تؤرقه وتلاحقه وتعطله.. جعلته في دوامة مزعجة لايدري متى وكيف يخرج منها.. وهذه وحدها قضية شائكة تكفي لهد حيله وبعثرة أوراقه كما حدث له في المباريات الثلاث السابقة وكذلك الشوط الأول أمام تايلند لكنه عندما بلغ حدود الخطر ونقطة الحسم بين (أكون أولا أكون) في منعطف تايلند الأخير رأيناه في الشوط الثاني يتحرر من كافة القيود ويتخلص من عقده الضغوط ليقدم نفسه بصورة تلقائية جميلة هي ذاتها التي عهدناها ونتمناها لمنتخب الوطن..
هاهو منتخبنا يبدأ من جديد وينطلق إلى حيث يريد... فكونوا معه قلباً وقالباً..
طويلة الأجل!
يقول الاستاذ فهد المالك: تغير المدربون واللاعبون فلماذا لاتتغير الإدارة..؟!!
سؤال مشروع ومنطقي كهذا من البديهي ألا يكون موجهاً فقط لإدارة الشباب.. وإنما يسري ويتردد باتجاه العديد من الجهات والمؤسسات والأندية.. على اعتبار انها إشكالية كانت ومازالت قائمة وممتدة ومؤثرة على سلامة ومنهجية سائر التدابير والقرارات الصغيرة والكبيرة..!!
بالفعل ومثلما قلناها مراراً وتكراراً.. لماذا يوجه اللوم ساعة الفشل للمدرب أو اللاعب أو الحكم أو الجمهور في حين ان الإدارة هي المسؤولة والمعنية باختيار المدرب واللاعب ومن ثم التعاقد معهما؟! وبدلاً عن المهدئات وامتصاص الغضب عن طريق تكريس الاتهامات والانتقادات للمدرب واعتباره دائماً وأبداً كبش الفداء المناسب لماذا نتجاهل أساس الفشل وأصل المشكلة وصاحبة القرار الأول والأخير وهي الإدارة..؟!
ليس هذا فحسب.. فإلى جانب الاصرار على عدم التغيير نجد ان الكثير من الإداريين وفئة من (المرجفين) يتصورون ويروجون لأنفسهم على أنهم بلا أخطاء وغير معرضين لارتكابها.. قراراتهم حكيمة وتصرفاتهم صحيحة 100% لذلك لايجوز انتقادهم أو الاعتراض عليهم ومن أراد هذا أو ذاك فليبحث عن أطراف أخرى مغلوبة على أمرها تتقبل وتتحمل كل الضربات وأسوأ أنواع العقوبات..!!
لن يتغير شيء مادامت الإدارة لم تتغير.. ولمعلوميتكم قد تتكون الإدارة من شخص واحد هو الكل في الكل وبيده الحل والربط..!!
غياب الكبار
في المواقف الحرجة.. ووسط الأجواء غير المستقرة.. وفي زحمة الغموض والقلق والتوتر وتضارب القناعات والرؤى والمفاهيم يكون للرأي الصائب قوته.. وللفكر المتطور نفوذه.. وللمعرفة قيمتها ومعناها لدى سائر الهموم ومختلف التوجهات والاتجاهات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وأيضاً الرياضية..
أقول ذلك رغم اقتناعي بأن الرأي (المجرد) لم يعد يحظى بنفس الأهمية التي كان عليها قبل عصر الانفتاح وطفرة الاتصالات وسيطرة العولمة بشتى أشكالها وتقنياتها وأهدافها الظاهرة والباطنة.. لكن في الوقت ذاته يظل للإبداع وزنه وللمبدعين ثقلهم ومكانتهم خصوصا في الظروف الصعبة المشار إليها والتي عادة ماتكون بأمس الحاجة للآراء المميزة والاسماء (النخبوية) القادرة على التفكير والتأثير بطريقه أفضل وأسرع من تلك المغمورة والمجتهدة بل والمحدودة في مستوى تفكيرها وحجم تأثيرها على الصعيدين الرسمي والشعبي..!!
حاليا وفي الشأن الرياضي.. لدينا كم هائل من الأقلام والاطروحات والصفحات الرياضية التي لايوازيها ولا يمكن ان ينافسها أي شأن آخر.. وهي مجتمعة تفتقد للنوعية المطلوبة باستثناء البعض منها والقليل من أسمائها اللافتة للنظر والمؤهلة لحفظ ماء وجهها وإعادة توازنها.. وعلى سبيل المثال وفي الأيام القليلة الماضية كان هنالك طرح قوي وجريء وفاعل لأسماء يعرفها القارئ والمتابع جيداً استطاعت ان تنفرد عن غيرها وتسجل حضورها لكنها غير كافية وبالتالي ليس بإمكانها ان تغطي أو تتغلب على الأكثر السيئ.. الأمر الذي يقلل من أهميتها ويحد من تداولها وسط الصخب المتنامي!!
من هنا وفي مثل هذه الظروف المعقدة.. ما أحوجنا إلى المزيد من الآراء والأفكار والعقليات القادرة على تصحيح المسار وتوسيع دائرة الإبداع للوصول إلى المعادلة الأقوى تأثيراً والأسرع انتشاراً.. ما أحوجنا لرأي وفكر وعقلية وإضافة الكثير من الاسماء المرموقة والغائبة اضطرارياً أو ربما لأسباب أخرى وفي مقدمتهم تركي الناصر السديري وسعود العتيبي وخالد الباحوث وسعد المهدي وهلال الطويرقي وصالح الطريقي وعبيد الضلع وسليمان العمير وغيرهم ممن يشكلون مع بعض الزملاء الذين لم يتوقف ابداعهم فريقا واحدا يبث الوعي ويعيد التوازن الذي افتقدناه طويلاً..!!
غرغرة
* فوزنا الكبير والثمين على تايلند فرصة مناسبة وداعمة لمراجعة حسابات مرحلة الإياب بمنتهى الدقة وبعيداً عن الانفعالات.
* لم يقدم عبيد الدوسري حتى الآن المستوى الذي يشفع له بالاستمرار على حساب الأكثر فاعلية الحسن اليامي..!
* يزداد هجومهم ضد القائد كلما زاد تألقه.. شدوا حيلكم..!!!
* مطلوب من أمانة اتحاد الكرة إثبات أنها تعمل بعدالة وتدافع بأمانة عن مصلحة جميع الأندية السعودية.. وليس العكس..!!
* كثيرة هي الفرق التي لن تحقق البطولة ولن تخرج بفائدة واحدة من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد..!
* (الشق أكبر من الرقعة) .. هذا هو الاحتراف..!!
|
|
|
|
|