| منوعـات
* سألني سائل في الأيام القريبة الماضية: لماذا لا يصنع أغنياؤنا ما يصنعه أثرياء الغرب، الذين يبنون الجامعات والملاجئ والمشروعات الخيرية، رغم الضرائب الباهظة التي يدفعونها للدولة!؟ فرددت عليه، ان عندهم انتماء لأوطانهم، وأنهم يدركون واجباتهم، دون ان يدلوا عليها، وأن عندهم حساً.. كل ذلك، إلى جانب التعليم الراقي، يدفعهم إلى الإسهام في بناء أوطانهم، لأنهم منه، وهو منهم.!
* وهذا التساؤل، يقودني إلى أن أسأل بنوكنا، ذات الأرباح العريضة المتلتلة، لماذا لا تسهم في دعم الوطن، بإنشاء جامعات وكليات تقانة، مما أفاء الله عليها من مال وفير، في مناخ آمن مطمئن، وليس عليها إلا الزكاة الشرعية المحدودة!؟
* ربما كانت بنوكنا وأثرياؤنا في حاجة إلى من يدفعها، غير أني أؤكد، ان الواجب، ينبغي أن يكون دافعه من الداخل، من الإنسان نفسه، ومن النفس ذاتها، دون تكلف أو دفع من خارج الذات.. والذي لم يتعود ان ينفق، عليه ان يمارس هذا الجانب الإنساني، وهو واجب قبل كل شيء. والسخاء غير التساخي .. والمال: قليله حساب، وكثيره عقاب، غير أن الناس في غفلة عن هذا.!
* وشكرت في نفسي، بادرة الشيخ عبدالرحمن فقيه، بإسهاماته، في تدريب الطامحين من المواطنين، وقبل ذلك كان الأخ أحمد حسن فتيحي، قد أرسل في العام الماضي عشرين مواطناً، ليدرسوا في الخارج على حساب شركته، وفي هذا العام بعث بعشرين آخرين، وحين يعودون ناجحين بمشيئة الله تعالى، سوف يجدون أمامهم وظائف عنده يشغلونها وبمرتبات مجزية!
* إن المواطنين، اضطروا إلى ان يبعثوا بأولادهم إلى البلاد العربية، واقتطعوا من أقواتهم ليعلموا أبناءهم.. أما بناتهم، فقد قبعن في البيوت.. ولو وجدت جامعات في بلادهم تعينهم على تعليم الأبناء والبنات، فإنهم مستعدون ان يدفعوا ما يستطيعون لقاء تعليمهم، إذا بلغ عشرة آلاف ريال، عن كل طالب أو طالبة، والدولة أو المؤسسات الكثر تسدد النقص.. وحتى العاملون من غير المواطنين، يسعدهم ذلك، لو تحقق، لأنهم يعيشون في غربة، بسبب بُعد أسرهم وأبنائهم عنهم.. ذلك ان تعليم الأبناء هاجس كل أسرة اليوم .. فهل من أمل ليتحقق في الغد!؟
* في بلادنا الكثير من الأغنياء والأثرياء، ولعلهم يخطون نحو هذا النهج العزيز الكريم، ليذكروا بخير، ويحسب لهم ما يصنعون لوطنهم ومواطنيهم، من اتفاق ودعم، يكون غداً في موازين حسناتهم.
* إنني وأنا أتحدث عن التعليم وجدواه في بلادنا ولها.. أدرك أنه الثروة والعماد بعد العقيدة، لنهضة أي أمة.. التعليم يرقى بالأمة. وقد كانت أمتنا في ماضيها، أمة حية راقية، حكمت الدنيا، وملكت الأرض.. واليوم حفنة من شذاذ الآفاق، تتحكم في مصير شعب أعزل، وتدعمها قوة عاتية ظالمة، تعينها على ضلالها وإجرامها، وعلى رأسها عتو، لابد أن يقاد صاغرا إلى محكمة العدل الدولية، ليلاقي سوء عمله.. ولتعترض أمريكا، ناصرة الظلم، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، والدائرة على الطغاة الظالمين، يأخذهم الحق أخذ عزيز مقتدر، وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون.!
|
|
|
|
|