| محليــات
يشهد شهر جمادى الآخرة من كل عام في وزارة الإعلام حفلاً تكريمياً برعاية معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي لتكريم من يحالون إلى التقاعد من منسوبي هذه الوزارة بحكم السن النظامية بما يترك آثارا حسنة في نفوسهم ونفوس إخوانهم في الوزارة.
ولا يقف التكريم بمفاهيمه ونتائجه عند حدود ذلك الاحتفال أو عند ذلك اليوم التكريمي الذي يتجمع فيه الإخوة المكرمون مع معالي وزير الإعلام، ذلك لأن الآثار المترتبة على التكريم تتعدى ذلك إلى حيث الآثار الحسنة التي يحرص عليها معالي الوزير الذي تمكن بمقدرة فائقة أن يدخل بخططه وبرامجه إلى آفاق أرحب في عصر القنوات الفضائية والمنافسة الإعلامية.
فقد جعل معاليه العنصر البشري أساس هذه الخطط، وهو القادر على ترجمتها إلى واقع ملموس. ويشهد المتابع لمسيرة الوزارة باهتمامها بمنسوبيها اختيارا وانتقاء وتدريبا ورعاية وتواصلا.. وها هي تحتفل بتكريم فئة عزيزة وغالية منهم تتمثل في المحالين إلى التقاعد. ويحمل ذلك التكريم في أسمى معانيه إضاءات بارزة يصعب على قلم أديب أن يعبّر عنها أو على ريشة رسام بارع أن يصوغها، لأنها تتعلق بقيم إنسانية نبيلة، يأتي في مقدمتها التواصل الأخوي والعطاء الإنساني.. فالإنسان في هذه الحياة من المؤكد أنه سيصبح أثرا بعد عَيْن، وهنا تبرز قيمة كبرى تدور حول كيفية بناء هذا الأثر ليكون قويا واضحا مفيدا ناطقا بقيمة صاحبه، وإذا كان العطاء الإنساني المتميز هو الذي يحفظ قيمة البشر، فإن تكريم أصحاب العطاء الذين أفنوا زهرة شبابهم في الخدمة يصبح واجبا مهما ليستمر عطاء غيرهم تأسيا بهم واقتداء بمسيرتهم الوظيفية.
كما أن امتداد التكريم لأولئك الإخوة الزملاء يجب أن يمتد مجاله أيضا إلى الاستفادة من خبراتهم وإمكاناتهم التي تكونت لديهم على مدى سنوات عمرهم الممتدة في وزارة الإعلام بما ينعكس على تحسين الأداء واستنهاض همم العاملين الذين يرون في غيرهم نموذجا حقيقيا للتكريم والتواصل والعطاء.
وكم هي متعددة تلك الأبعاد وتلك المؤشرات التي تتجلى في تكريم المتقاعدين في وزارة الإعلام حيث لا تخفى فيها تلك الأبعاد الإدارية بحقولها الإنسانية المتعددة فجميعنا يقول إن الإدارة فن، والإدارة عطاء، والإدارة تواصل وبناء. وما هذا التكريم الذي يحاط به فئة من رجالات وزارة الإعلام كل عام إلا مؤشر إيجابي لكل تلك المقولات في علم الإدارة، لما يحمله ذلك التكريم من أهمية بالغة في إقامة علاقات المودة والتواصل بين كافة المستويات الإدارية داخل الوزارة إشرافا وتخطيطا ومتابعة وتنفيذا، لترتسم بوزارة الإعلام صورة مشرقة تليق بمكانة عطائها الإعلامي في الميدان الحقيقي لها وهو مخاطبة الإنسان والتعامل معه وفق منظومة إدارية وفنية ترتقي إلى أهداف الإعلام السعودي المتميز.
وهكذا يكون التكريم تواصلا بين منسوبي وزارة الإعلام بكافة مستوياتهم، وهكذا أيضا يكون التكريم استمرارا متواصلا في حشد إمكانات الوزارة ليتواصل عطاؤها الميداني.
ولكن يبقى بعد ذلك كله الدور المتوقع من الإخوة المتقاعدين الذين حظيت بهم الوزارة طوال فترات عملهم بها، فليست نهاية الخدمة الوظيفية صكا بانتهاء الصلة ولكنها يمكن أن تعد بمثابة نهاية مرحلة من هذه الصلة لتبدأ مرحلة أخرى من العطاء بالفكر والرأي والمتابعة الأمينة لبرامج الإعلام وتقديم الرأي حول رفع كفايتها وزيادة فاعليتها.. وهذا هو ما يركز عليه معالي وزير الإعلام رغبة في استمرار التواصل البناء بين الوزارة وأبنائها لتستمر مسيرة العمل محاطة بعقول نيرة وقلوب مخلصة وأفكار داعية، وحتى لا تشعر الوزارة بأنها تفتقد كل عام خبرات عايشت انطلاقة العمل الإعلامي على يد معاليه حيث تنوعت برامج الإعلام وتوسعت وارتفعت كفايتها بشهادة كل متابع منصف للإعلام السعودي.
إن هذه الأفكار التي تراودني بمناسبة هذا الحفل التكريمي للزملاء المتقاعدين أشعر أنها تشغل بال الكثيرين منهم حبّاً في العمل وإخلاصا له وإنتماء لأسرة الإعلام التي عاشوا في ظلها فترة طويلة من حياتهم المديدة بإذن الله .
وبالله التوفيق.
|
|
|
|
|