| المجتمـع
* الجزيرة خاص:
حاز العقم اهتماماً كبيراً من الابحاث والتجارب الطبية التي نتج عنها تطور كبير في علاج حالات متعددة من العقم.. ولا يزال الناس ينتظرون الكثير من تلك النجاحات.
وربما ان عمليات الاخصاب الخارجي والمعملي يعد من ابرز انجازات تلك البحوث والدراسات.
ووحدة العقم والاخصاب المعملي في مستشفى الملك فهد الوطني شهدت ارتفاعاً في مستوى نجاح تلك العمليات بفضل من الله ثم بما تلقاه تلك الوحدة من دعم غير محدود من قبل الشؤون الصحية بالحرس الوطني وبالجهود المتواصلة التي يبذلها الطاقم الطبي بالوحدة وخلال السطور القادمة نلتقي الدكتور محمد بن عامر بقنة رئيس وحدة العقم والإخصاب الخارجي بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني حيث تناول الحديث عدداً من الموضوعات المتعلقة بالعقم.
الصبر والعلاج
بداية اكد الدكتور محمد على اهمية ان يتحلى المريض بالصبر وقال: ان اغلب حالات العقم لها علاج ولكن العلاج طويل ويحتاج الى صبر وكذلك هو مكلف ولهذا فان اعداد المراكز المتقدمة لعلاج العقم تكون دائماً قليلة.
كما ان الضغوط النفسية على من يتأخر في الانجاب كبيرة جداً وهو ما يكون له تأثير عكسي على العلاج.
وعن التطورات الجديدة في علاج العقم يقول الدكتور بقنة ان علاج العقم تطور بشكل مذهل في ال25 سنة الماضية وربما يكون اكثر قسم في الطب تطوراً وما زال يتطور ويجلب اهتمام الاعلام والمحافل وذلك لاستعمال التقنية في هذا العلاج. منذ عشر سنوات لم يكن هناك علاج للرجل الذي لا توجد عنده حيوانات منوية ولكن متوفرة في الخصية ومع اكتشاف الحقن المجهري حلت هذه المشكلة وما زال هناك تطور في طرق العلاج وذلك بعدة طرق:
1 ايجاد ادوية بديلة ونقية من الادوية السابقة والتي بدأت في الاسواق ولو ان اسعارها مرتفعة ونتائجها لا تختلف كثيراً عن الادوية السابقة ولكنها انقى ولا تحتوي على شوائب بروتينية اخرى غير الدواء.
2 تطور في الادوية المضافة على البويضات والاجنة وبذلك زادت نسب النجاح لاطفال الانابيب والحقن المجهري في بعض الحالات التي تعاني من الضعف.
3 تطور في الاجهزة الحديثة ساعدت في تشخيص بعض الحالات التي لم تشخص سابقاً.
4 الاستنساخ جزء من التطور الذي لم يستخدم الآن ولكن هذه التجربة سوف تفيد في تحسين تقنية علاج العقم.
انخفاض الخصوبة
وعما ذكر حول انخفاض الخصوبة في السنوات الخمس عشرة الماضية في المملكة اكد انها معلومة غير دقيقة لعدة اسباب:
1 اننا لا نعرف احصائية دقيقة او غير دقيقة تبين نسبة الخصوبة في المملكة قبل 15 سنة حتى نقارنها بالوقت الحاضر.
2 ان الاحصائيات التي تؤخذ في مركز محدد ليست بالضرورة تنطبق على المملكة وانما تمثل الشريحة التي تعالج في هذا المركز.
3 الطبيب الذي صرح بذلك ربما لاحظ ان عدد المرضى زاد بالنسبة للسنوات الماضية ولكن ليس هذا دليل على ان نسبة الخصوبة قلت وانما هناك عوامل كثيرة زادت في عدد المرضى ومنها سهولة الوصول الى المراكز المتقدمة الآن عن الماضي، سهولة المواصلات، زيادة الوعي الطبي في المجتمع وبذلك توقف استخدام الطرق الشعبية وتوجهوا الى العلاج الحديث الذي اثبت جدواه بواسطة الابحاث في العالم. ان دعوى ان الخصوبة قلت بسبب العوامل الجوية والتلوث الغذائي في المملكة لا يستند الى دليل علمي وانما يتكئ على ظنون لا غير. واذا نظرنا الى المملكة فان التلوث البيئي مقارنة بالدول الاخرى قليل اذا قيس بالمعايير العلمية. نحن في المركز لا نقيس المملكة بما نرى في المركز لان القياس سوف يؤدي الى نتيجة خاطئة ولكن للتأكد من ذلك يجب ان تكون هناك دراسة عينات من مختلف مناطق المملكة.
التدخل الجراحي
وعن مدى نجاح التدخل الجراحي في حالة انسداد الحبل المنوي يقول:
في حالة وجود انسداد في الحبل المنوي يعتمد ما هو سبب الانسداد هل هو خلقي ويكون الانسداد كاملاً للحبل المنوي او من اثر التهاب سبب الانسداد او من اجزاءعملية فصل الحبل المنوي فاذا كان السببان الأولان، فالافضل علاج اطفال الانابيب بالحقن المجهري مع اخذ العينة عن طريق السحب. ولكن اذا كان الانسداد في مكان معين وباقي الانبوب سليماً فعملية توصيل الحبل المنوي تكون ناجحة بنسبة قد تصل الى 70% وبذلك تعود العملية طبيعية. لذلك تؤخذ كل حالة على حدة وتعطى نسبة النجاح حسب السبب المودي الى انسداد الانبوب.
اما عملية تجميد الحيامن فيلجأ اليها في عدة حالات منها:
1 من هو مصاب بمرض وحالته تحتاج الى علاج بالكيماوي او بالاشعة التي سوف تؤثر على انتاج الميامن مستقبلاً فينصح بحفظ الحيامن قبل العلاج.
2 الاشخاص الذين لا توجد عندهم حيامن الا بواسطة اخذ عينة من الخصية بواسطة الابرة او عملية خزعة وهذا يستفيد من حفظ الحيامن حتى لا يضطر ان يعيد العملية كل مرة يريد الانجاب. واذا علمنا انه ربما لا نستطيع الحصول على حيامن في المرة القادمة ولان تكرار اخذ عينة من الخصية يسبب تلف الخصية.
نتائج طبية
وحول نجاح عمليات اطفال الانابيب بوحدة العقم بالمستشفى والنجاحات التي حققتها يؤكد الدكتور بقنة ان نسبة نجاح هذه العمليات بالوحدة تعد مرتفعة بالنسبة للمقاييس العالمية ويقول حول ذلك: إننا لا نقولها جزافاً بل تستند الى احصائية شهرية تصدر عن الوحدة وفي هذه السنة كانت نسبة الحمل تتراوح من 4045% وهذه نسبة مثبتة في ملفات القسم. ولقد تم ولادة 63 امرأة عالجت عن طريق الانابيب في الستة الاشهر الاولى من العام الحالي.
المريض والدعاية
وعن رأيه فيما يتعرض له بعض المرضى من جراء انسياقهم وراء بعض المراكز الخاصة التي تعتمد على اساليب دعائية يقول الدكتور بقنة: ان من يطالع الحملات الدعائية الطبية عامة ومراكز الاخصاب خاصة يجد ان هناك ظاهرة جديدة وهي اللعب على الاوتار الحساسة للمريض بغض النظر عن صدق الدعاية وذلك لجلب المريض اصحاب الدعايات فقط يعرفون ان المريض مثل ا لغريق الذي يتمسك بالقشة لكي تنقذه وهم بذلك يصطادون المريض. دعني اقول لك انها عملية تجارية بحتة بل تصل الى استغلال عدم معرفة المريض بحقيقة جدوى ما يرى، ففي الوسط الطبي يوجد تذمر من الاطباء مما يرونه مكتوباً في هذه الدعاية التي تغش المريض بطرق كثيرة. ويواصل الدكتور بقنة بقوله: نعم اعرف دور القطاع الطبي الخاص مهم في رفع المستوى الطبي في المملكة وفي علاج المرضى ولكن يجب ان يكون هناك امانة علمية في المعلومة المعطاة للمريض وعدم التضخيم المبالغ فيه للنتائج لكسب اكبر عدد من المرضى، لان المريض سوف يكتشف سريعاً ان العملية تجارية وبذلك يسيء الطبيب الى المهنة ومن ينتسب اليها.
|
|
|
|
|