أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th September,2001 العدد:10581الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

الحق ما شهدت به الأعداء
عبدالله العبدالعزيز القنيعير
* القارىء الكريم الأخ مطر سعد ضويحي الشمري بعث لي مشكوراً «خبراً» يعزز وجهة نظري حول سعي منظمة العفو الدولية عبر شعاراتها البراقة التدخل في الشوون الداخلية للدول وفي مقدمتها دول العالم الثالث وهو ما اشرت إليه في مقال سابق.. يقول الخبر:
(قدمت منظمة العفو الدولية إلى دولة خليجية مذكرة تشرح فيها إمكانية تدريس مادة حقوق الإنسان في مدارس هذه الدولة الخليجية، كمادة مستقلة أساسية، وجاء في المذكرة الإيضاحية ما يلي:
لقد كرمت الشريعة الإسلامية الإنسان لقوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وقوله (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وقوله (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) وإذا كانت هذه هي مكانة الإنسان عند الخالق، فإنه يكون من باب اولى واجب التكريم من عباده، ومن أجل هذه أكد الإسلام الحنيف على تكريم الإنسان وتقديس حقوقه، وحذت حذوه المذاهب الفلسفية الأخرى في دول العالم المتحضرة فأصبحت قضايا حقوق الإنسان من أبرز اهتمامات الدول في عالمنا المعاصر، ولا تقف الحدود الجغرافية حائلاً دون طرح قضايا حقوق الإنسان، بل ان الإنسانية قد اضحت جنسية عالمية تحتضن جميع بني البشر) (الوطن) الكويتية العدد 6277/723 في 31/7/1993م.
ويتساءل القارىء الكريم: اذا كان مفهوم منظمة العفو الدولية عن الشريعة الإسلامية على هذا النحو ما هو إذاً سر الهجوم عليها، والتحامل على المملكة العربية السعودية.. والشريعة الإسلامية هي هي في كل زمان ومكان؟
أجيب مع التحية.. والتقدير: هذا حق أريد به باطل وإلا فان دهاقنة المنظمة..ومجلسها الدولي.. ولجنتها التنفيذية الدولية يعلمون علم اليقين ان الإسلام كان الاسبق في التعريف بحقوق الانسان واحكامها.. وفضائلها.. دون تمييز.. أو انتقائية او ازدواجية في كتاب الله الكريم.. وان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من أعلن وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام.. في سنته المطهرة وخطبة حجة الوداع.. وكان الأشد حرصاً على تطبيقه لأحكامها وهو ما لم تعرف البشرية له مثيلاً حتى اليوم انه قال مرة: (لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) لكنهم ومن أجل تكريس خصوصية الغرب.. وتحقيق أهدافه يتجاهلون هذه الحقيقة ويتعاملون بأسلوب يتناقض معها نصاً وروحاً ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور دون جدوى على كل من يطبق شريعة حقوق الانسان الاسلامية.
* إن المنظمة تعيش في برج عاجي بعيداً عن بؤر التوتر.. ومصادر العنف.. تفكر بعقلية الأربعينيات من مركزها الرئيس في لندن على الرغم من ان واقع العالم اليوم تغير عما كان عليه بعد الحرب العالمية الثانية و الحرب الباردة بين القطبين.. فاليوم تتهدد العالم اخطار لم تكن موجودة على الساحة في ذلك الحين، صراعات دولية.. وحروب إقليمية .. وتصفيات عرقية.. وإبادات جماعية كما أن الديمقراطية.. وحقوق الإنسان اكتسبتا تفهماً وابعاداً لم تكن قائمة في العصور الغابرة.. ونظرا لان حاجة الشعوب بعضها للبعض في ظل اشتباك المصالح اصبحت اشد إلحاحاً من أي وقت مضى فإن ذلك يدعو منظمة العفو الدولية لتغيير مفهومها الحالي.. وأسلوبها في التطبيق.. واحترام سيادة الدول والا ستظل كما حالها اليوم مجرد ظاهرة صوتية.. وما أكثر الأدوار التي يمكن أن تلعبها المنظمة من أجل حقوق الإنسان.. وسعادته.. على هذا الكوكب اذا كان هذا فعلاً ضمن ادبياتها.. ففي ظل الواقع العالمي.. واستحقاقات العولمة.. و تفرد النظام الرأسمالي العالمي الذي يسعى حثيثاً لفرض طابعه الاقتصادي والسياسي والثقافي .. وإلغاء خصوصية الشعوب وطمس الهوية طوعاً أو كرهاً وفي المقدمة كالعادة شعوب دول العالم الثالث! وفي أجواء هذه المستجدات يبرز واحد من أهم الأدوار الفاعلة التي يفترض أن تضطلع بها المنظمة اذا كانت معنية حقًا وصدقاً بحماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية والعدل والمساواة في أرجاء المعمورة.. ذلك هو دعم المطالب العادلة والمشروعة للشعوب.. وحفظ وتكريس هوياتها.. واحترام ثوابتها وخصوصياتها.. وتحقيق تطلعاتها في النهضة والتنمية.. أما اذا كانت المنظمة تجد نفسها عاجزة عن الخروج من القالب الذي صمم لها.. والدور الذي اسند إليها فالأجدى لها أن تترك الساحة حفظاً لماء الوجه!!
algnaieer@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved