| مقـالات
هكذا كان يفكر بعض الأجناس العربية. وهم يرون ان السمعة في الدنيا.. أهم من أي شيء في الآخرة.. ويعيبون على الآخرين ما لا يمت للشجاعة العمياء بصلة.. وعندما أقول الشجاعة العمياء.. فلابد هناك من رأى شجاعة مفتحة والفرق كبير بين الشجاعتين.. فالمفتحة هي التي يصحبها تفكير سليم. وتدبر وحسن روية وهي غالبا ما تكون في سبيل الله. أما الشجاعة العمياء فهي المصحوبة بالغضب والحمق. وحب الدنيا والعصبية المهلكة.
ولذلك قال الشاعر:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو اول وهي المحل الثاني |
وقد حدثني أحدهم انه قبل ظهور الملك عبد العزيز أو الامام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، أي قبل ان تقام الحدود وتصان الأعراض وقبل ان تسيطر الأحكام الشرعية على مسيرة هذه البلاد. يقول ان أحد الحمائل تعرضوا لاهانة من أخرى وقام قائمهم وصرخ فيهم وحثهم على أخذ الثأر ورد الاهانة.. وصاح في قومه النار.. لا العار.. وهذه العبارة جاءت مسجوعة مبالغة في الاثارة.. وتحريك الهمم.. قلت: يا أخي.. يقتل القاتل غيره من غير ان يتسبب الغير هذا في شيء فيذهب القاتل للنار. قال هكذا كانوا يفكرون.. فالعار عنده أهم من النار.. وكرامته أهم من كليهما.
ولازلنا نحن العرب نركب هذه الموجة. يكون القتل لأتفه الأسباب ويغيب العقل تلك الفترة.. وسببه الغضب. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول موصيا الرجل الذي سأله.. قال: لا تغضب.. وقالوا الغضب ريح تطفىء سراج العقل.. وعندما يغضب الانسان فانه يصبح حيوانا غير ناطق.. حيوان غير جدير بالتفضيل الذي ذكرته الآية الكريمة «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر.. ورزقناهم من الثمرات لعلهم يشكرون».. ولا يشكر هذا الآدمي الا اذا كان ذا عقل واذا ما سيطر الغضب على عقله فانه لا يدري ما يفعل ولا ما يقول. فمتى نتخلص من السرعة في التصرف لنأمن الطريق.
|
|
|
|
|