| العالم اليوم
الذي لم يغب عن الأذهان والذي يؤكد عليه جميع المحللين الذين تناولوا بالحديث الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية من هجمات إرهابية، أن الحدث سيبقى فارضاً إيقاعاته وتداعياته على الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية، بل وحتى الحياة اليومية العادية للمواطنين الأمريكيين، والأيام الأولى لأي حادث كالذي شاهدناه في نيويورك وواشنطن وبمثل ضخامته لا بد أن تطغى عليها الانفعالات العاطفية والمطالبة برد انتقامي وهو ما انعكس على تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين وامتد إلى الشارع الأمريكي، فالجميع كان يبحث عن كبش فداء لتفريغ انفعالات الغضب فيه، وهذا ما انعكس على المواطنين الأمريكيين من أصل عربي وإسلامي مما غذته التحريضات الإعلامية التي قامت بها جهات إعلامية معروفة بارتباطاتها مع الصهيونية، في حين لا تزال القيادات الأمريكية تعمل على تحديد الهدف أو الأهداف التي تسعى لتفريغ شحنات الغضب فيها، والذي لاحظه المحللون أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الأحداث على أنها إعلان حرب وبالتالي فقد اتخذت كل الاجراءات التي تتخذ في أوقات الحرب، حيث منح الكونغرس الرئيس (سلطات الحرب) ووضع تحت تصرفه مبلغاً كبيراً لم يسبق أن وضع تحت تصرف أي رئيس آخر، حيث قدم الكونغرس مبلغ 40 مليار دولار كدفعة أولى، كما أن التحقيقات وإن كانت تدار من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالية إلا أن كل الخيوط والنتائج تصب في النهاية عند الإدارة الأمريكية.
وهكذا فإن (سياسة الحرب) هي التي توجه التعامل الأمريكي، ولهذا فإن المحللين يتوقعون أن تُقْدِم أمريكا على توجيه ضربات عسكرية لبلد أو بلدين وتشير المؤشرات إلى أن أفغانستان أكثر الأهداف قرباً، التي سيفرغ الأمريكيون غضبهم بها في هذه المرحلة.
ويضيف المحللون أن مرحلة تفريغ الغضب سيتبعها مرحلة إعادة تقييم السياسة الأمريكية الخارجية التي بدأت أصوات أمريكية تطالب بأن تكون أكثر حياداً وإنصافاً تجاه ما يجري في الشرق الأوسط.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|