| تحقيقات
* تحقيق : محمد جمعان:
سلوكيات خاطئة تجر إلى سلبيات وتبعات مذمومة بحق مقترفيها من مراهقينا وبعض شبابنا يقف الآباء وأولياء الأمور أمامها في حيرة من أمرهم بعد ان بذلوا لفلذات أكبادهم النصائح وبينوا لهم المحاذير من مغبة مثل هذه التصرفات التي لن تعود عليهم أو على ذويهم أو مجتمعهم إلا بالخسارة بصفة عامة دون تعداد أو تفصيل لمدى ما يلحق بالشباب والمجتمع ومستقبلهم من جراء هذه السلبية المفرطة وعدم الاهتمام والاكتراث بمفاهيم المجتمع وعاداته وتقاليده المحمودة التي يجب المحافظة عليها وعدم ازدرائها والاستخفاف بها من أبنائها.
هنا نتطرق إلى محاور ثلاثة تهم شبابنا عماد المستقبل فيها فائدة كبرى لو ألقوا السمع للآراء والنصائح المفيدة التي ستتحدث عن قضية المعاكسات والأزياء والملبوسات الغريبة غير المحببة وعن إحجام الشباب عن مزاولة الرياضة المفضلة.
الشاب محمد موسى اعتبر المعاكسات أمراً غريباً من بعض الشباب وقال لا أدري ولا أعلم ماذا يستفيدون من هذه الظاهرة الغريبة وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع الإسلامي وأمر لا يرضاه الشخص الواعي المؤمن واتساءل هل يقبل المعاكس ان تعاكس اخته او إحدى قريباته، وماذا سيكون رد فعله؟ وعن أسباب المعاكسات قال ان السبب الأول هو ضعف الوازع الديني وكذلك التقليد الأعمى فبعض الشباب الذين ليس لهم شخصية يقلدون فئة جوفاء مما ساهم في انتشار هذه الظاهرة. وأوضح ان العلاج هو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والجلوس مع النفس جلسة صادقة والتفكير بعقل فما الفائدة وما نهاية المعاكسات.
والشاب خالد عبدالله تحدث موضحاً ان من أهم اسباب انتشار المعاكسات في الفترة الأخيرة هو فراغ الشباب بجنسيهما وعدم وجود ما يشغلهم لمنفعتهم وكذلك توفر وسائل المعاكسات من تليفونات بلا رقيب وخروج في أوقات النهار والليل وبشكل مفتوح بلا رقيب أيضاً، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني لكثير من الشباب وعدم تقدير نتائج المعاكسات الخطيرة مستقبلاً وما فيها من تدهور وضياع لمستقبل كثير من الشباب وبالأخص الفتيات ودور الوالدين يبرز أساسياً في هذه المشكلة وكذلك الإعلام، والحل من وجهة نظر الأخ خالد يبدأ من المنزل الذي يفترض فيه ان يكون قدوة حسنة لكل من فيه من أفراد العائلة وتتبع حالات الأبناء بصفة يومية ومراقبتهم ومراقبة أي سلوك قد يطرأ على شخصية الابن أو الابنة ومعرفة أصدقاء الأولاد والحث الدائم على التقيد بتعاليم الإسلام إلى جانب المدرسة التي هي الأخرى يبرز دورها في هذا الجانب وان كان دورها غائباً تماماً حالياً ولكنها المنطلق الرئيس بعد البيت لصلاح أو فساد الطالب أو الطالبة.
الشاب عبدالله الأحمري يتحدث عن هذه الظاهرة فيقول: بخلاف انها سيئة وممقوتة ومحرمة ديناً وخلقاً فإنها كذلك ذات آثار مدمرة للأسرة، ولا يخفى على أحد آثارها الاجتماعية السيئة فكم من منزل هدم بسببها، وكم من فتاة دمرت حياتها وسلب شرفها بسبب هذه الممارسة السيئة، وهنا اتساءل لماذا تكون الفتاة ضحية هذه الفعلة السيئة على الرغم من ان الشرع يساوي بين الرجل والمرأة في العقاب إلا انني أجد المجتمع يفرق بينهما.. وعن أسباب هذه الظاهرة يرى الأحمد بأن أهم مسبب لها هو انعدام الرقابة على الأبناء في بعض الأسر، وانعدام التوجيه بالإضافة إلى تأخر سن الزواج او اهمال أحد الزوجين في القيام بواجباته الزوجية كما لا ننكر دور الفراغ كعنصر مؤثر في هذه المشكلة، وأما العلاج فأعتقد انه يرتكز على تكافل الجهود واقصد جهود الأسرة بالرقابة والمدرسة بالتوجيه وأئمة المساجد بالوعظ والارشاد ثم يأتي دور الجهات المختصة مثل الهيئة والهاتف وكذا الجهات الأمنية في ايقاع العقوبات المشددة والتعزيرية بحق المعاكسين.
رأي شرعي
ولأخد وجهة النظر الشرعية حيال هذه الظاهرة التقينا الدكتور عبدالقادر محمد صوفي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بأبها والذي تحدث ل«الجزيرة» قائلاً:
لا شك ان سماح الفتاة للشاب بالتمادي معها في الكلام، وخضوعها له بالقول، وإلانة الحديث، هو حجر زاوية هذه المشكلة، لما يترتب على ذلك من افساد للقلوب، وجر للفاحشة أولاً، ولما قد يحصل من الشاب من تسجيل لهذه المكالمات، وتهديد للفتاة بها ان لم تستجب لرغباته ثانياً.
والعليم بخبايا نفوس عباده جل جلاله، حذر أشرف النساء على الاطلاق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من الخضوع بالقول، فقال: «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً» «الأحزاب: 32» وهو في هذه الآية قد ندب النساء جميعاً إلى الغلظة بالقول إذا خاطبن الأجانب لقطع الأطماع، مشيراً إلى ان من أسباب فشو هذه الظاهرة: الخلطة الفاسدة، والقدوة السيئة بالنسبة للجنسين معا فإن من تُرك لقرناء السوء ورفقاء الفساد فمن البديهي ان يُلقنوه لغتهم، فإن كان الشاب من المعاكسين، علمها لقرينه، وإن كانت الفتاة من المعاكسات، أو من المستجيبات لهذا الداء، اصابت العدوى من تُقارنها من بنات جنسها، وكذلك تساهل كثير من أولياء الأمور رغم ما فيهم من خير وطيبة عما يجري داخل بيوتهم، سبب من الأسباب المساعدة على ديمومة هذه الظاهرة.
وكذا تساهلهم في خروج نسائهم إلى أي مكان أردنه، بلا رقيب ولا حسيب، ودون ان يُرافقهن أحد محارمهن، ولا سيما عند خروجهن إلى الأسواق أو المستشفيات أو غير ذلك.
والعلاج كما يراه الدكتور عبدالقادر هو ان الأصل في مجتمعنا هو العفاف، وكل بيت من بيوتنا والحمد لله يُدرك معنى العفاف وأبعاده، وعلاج هذه المشكلة فيما أرى يَكمن في الآتي :
لا ريب ان جزءاً كبيراً من علاج هذه المشكلة يقع على عاتق المرأة، لأنها أحد طرفيها، فإذا شاءت جعلت من نفسها بلاء صاعقاً يُصيب الرجل، وتستطيع أيضاً ان تجعل من نفسها عوناً للرجل على السير في طريق السلامة والنجاة.
ولهذا كان من أخطر الوظائف الإسلامية التي كلف الله بها المرأة: ان تُغمد سلاح فتنتها أمام الرجال، ما وجدت إلى ذلك سبيلا، كي لا يقعوا في رهق من أمر الابتلاء او الامتحان.
والمرأة لا تُحرز رضى الله تعالى عنها بعمل من الأعمال الصالحة، كما تُحرزه بالسعي في سبيل يُعين الرجل على الاستقامة الخلقية، وعلى ضبط نوازعه الشهوانية، وهي لا تتسبب في غضب الله تعالى عليها بعمل من الأعمال المحرمة، كما تتسبب إلى ذلك بالسعي في سبيل تُثير في الرجل نوازعه الشهوانية، وتُقصيه عن أسباب الاستقامة والعفة الخلقية. وما كان أكثر أهل النار من النساء كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلا لجملة من العوامل، منها: كونهن لا يتقين الله تعالى في هذه الوظيفة الخطيرة التي أناطها الله تعالى بهن.
فبإمكان المرأة ان تلم شعث هذه المشكلة إذا رفضت الاستجابة لنداء المعاكس، ولم تتماد معه في الحديث، واغلاق السماعة لن يُكلفها شيئاً، بل سيحفظ عليها شرفها وعفتها، وهما أغلى ما تملك.
إذا تأملت الفتاة في النتائج المترتبة على هذه المعاكسات ولا سيما تلك التي وقعت مع بنات جنسها، وتناهت أخبارها إلى سمعها، فلربما احجمت عن هذا الأمر المشين، فالذئب لا يُريد من النعجة إلا لحمها، وهذا الذئب البشري يريد منك ايتها الأخت ما هو أعز عليك من اللحم على النعجة، وشر عليك من الموت عليها، يُريد منك أعز شيء عليك يُريد عفافك الذي به تشرفين، وبه تفخرين، وبه تعيشين.
ويجب عليك يا ابنة الإسلام ان تدركي ان المعاكسة هي البوابة الأولى المفضية إلى حظيرة الزنا: فماذا يُريد المعاكس منك حين يجرك إلى الكلام ويُغريك بالزواج، ويُزين لك حلاوة اللقاء؟!.. إنه يُريد ان يقضي منك حاجته، ثم يرميك كما يرمي العلك بعد نيل حلاوته، ثم لا يُبالي في أي واد تهلكين.
لربما اشتركتما في لذة ساعة، يليها تجاهل منه لك، وبحثه عن مغفلة أخرى غيرك، ثم يتركك تتجرعين غصص تلك الساعة.
وليست النتيجة المترتبة على هذه الساعة سواء بالنسبة لك وله، إذ ليست الفتاة كالفتى، ولا سبيل إلى إعادة ما انكسر، وإن كان لابد من حساب الربح والخسارة ولا سيما اننا في عصر الاقتصاد والتجارة فإن الشاب لن يخسر شيئاً والخسارة كلها من نصيب الفتاة المسكينة المغرر بها.. على الفتاة ألا تنخدع بمعسول حديث الفتى معها، وحرارة لهجته وهو بالزواج يعدها، فإن المعاكس نموذج للشاب الذي يدعو الفتاة إلى التحرر والانطلاق، كي يتمتع بها، ثم إذا ما أراد الزواج زهد فيمن يعرف من الفتيات، وبحث عن المؤدبات المحتشمات، لأنه يرى في نفسه ان الفتاة التي يعرفها لا تستحق الزواج منه، وإنما هي التي تستحقه هي العفيفة، وتراه يُناقش هذا الموضوع في عقله مناقشة يسيرة، فيقول لنفسه: مادامت هذه الفتاة قد استجابت لي اليوم، او تكلمت معي، دون ان يربطني بها رابط فما أدراني انها قد لا تستجيب لغيري غداً؟.
حين يُفكر الطرفان في عواقب تلك المكالمات ونتائجها الوخيمة وما تُخلفه من آثار سيئة على مجتمعهما، فإن تفكيرهما السليم سيدعوهما إلى الابتعاد عنها، فأمة الإسلام حين تُبتلى بأمثال تلك الآفات الجنسية والمفاسد الخلقية فإن معاول الهدم والتآمر والمخططات تبدأ تعمل فيها، فتصير مطمعاً لكل مغير، وهدفاً لكل مستعمر، وغاية لكل عدو ملحد، وإباحي فاجر، وتفقد مع الزمن مقومات وجودها، وأسباب بقائها واستمرارها، ومن ثم تكون قد حكمت على نفسها بالموت، وعلى من يأتي بعدها بالفناء المحقق، والهلاك المحتوم، وصدق الله العظيم القائل: «وإذا أردنا ان نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا» «الاسراء: 16» وختم حديثه بقوله ان العلاج الناجع لهذه المشكلة وغيرها من المشاكل: التربية في الصغر، فإن الآباء إذا ربوا أولادهم على تقوى الله، ولقنوهم آداب الإسلام، وغرسوا في نفوسهم بذور الإيمان والثقة واليقين، وبصروهم بمكامن الخطر، وجدوا ثمار غرسهم طيبة، وحمدوا السُّرى عند الصبح، فالتربية الإسلامية كفيلة بجعل استخدام هذا الجهاز صحيحاً، ولو غاب الولي والراعي.
وعلى من فاتته تربية اولاده في الصغر أو رأى خلاف ما قدم ان يُتابع وعظ من وجده يُسيء استخدام الهاتف من أبنائه، وان يُذكره بالله، فإن لم يجد عنده ضابطاً من دين وأخلاق، فليذكره بأخته، وعمته، وخالته، وقريبته: أيرضى لهن هذا؟ وليُعلمه ان من يزني يُزنَى به، ولو بجداره، وآخر الدواء الكي، ويُمكن ذلك بفصل الحرارة عن الهاتف إذا صار اثمه أكبر من نفعه.. نسأل الله ان يُديم على هذا المجتمع نعمة الأمن والأمان، انه سميع مجيب، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
خلاصة الرأي
مما سبق نستخلص ما يلي:
ان اغلب الشباب يمقتون هذه الظاهرة ويرفضونها.
اجماع تام على نتائجها السلبية وتأثيرها على المجتمع.
اجماع على وجوب محاربتها ودرء خطرها.
وتتلخص الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة فيما يلي:
ضعف الوازع الديني وكذا قلة التوجيه.
ضعف الرقابة الأسرية وكذا دور الأسرة في تنشئة الجيل.
الفراغ وتوفر وسائل الاتصالات والقنوات الفضائية بدون متابعة.
تأخر سن الزواج وغلاء تكاليفه والمبالغة بالأفراح.
علاج هذه الظاهرة تركز في النقاط التالية:
الرجوع إلى الله ومحاسبة النفس.
تكثيف التوعية الدينية والمدرسية.
تكثيف الرقابة الأسرية ومراقبة الأبناء.
ايقاع العقوبة والتشهير بممارسي هذه الظاهرة.
الملابس الغريبة وتقليعاتها
ننتقل إلى موضوعنا الثاني في هذا التحقيق نتناول فيه ما يميل إليه بعض المراهقين والشباب من تقليد أعمى في الملابس والتقليعات الغريبة وكذلك قصات الشعر المنهي عنها والتي تعكس تدني الوعي لدى الكثير منهم.
فقد أوضح الشاب سعيد أبوقاسم بأن التقليعات والملابس الغريبة التي نراها اليوم تمثل سلوكاً غريباً ودخيلاً على المجتمع لا يقوم به إلا المقلدون والمجوفون، هذه الظاهرة حولت الشباب إلى مسوخ مقلدة، بل اعرب الشاب سعيد عن خشيته من ان يرى الشباب قد حملوا صفات الأنوثة، خاصة وانه رأى على حد قوله شباباً يلبسون القلائد، مما يمثل تدهوراً في رجولتهم وعقيدتهم، وعزا ذلك إلى التقليد الأعمى والتأثر بالجنسيات الأجنبية الغربية وتأثير الفضائيات، كما ان توفير احتياجات الشباب بدون رقابة الأهل يمثل عاملاً مساعداً على انتشار تلك التقليعات، مناشداً اصحاب محلات الملابس والتفصيل والحلاقة بالخوف من الله في الشباب، ووصف العلاج بأنه سهل جداً وهو يتمثل في تكثيف رقابة الجهات المعنية على محلات الملابس وصوالين الحلاقة بالتزامن مع قيام الأهل بواجبهم تجاه متابعة أبنائهم، وكذا دور أئمة المساجد في التوعية بأضرار التقليد.
الطالب في المرحلة الثانوية غازي علي الشهري يصف هذه الظاهرة بالسيئة والدخيلة على المجتمع وهي في البداية تسيء لصاحبها، كما ان فيها اهمالاً للتراث والاعتزاز بالزي الوطني وكذلك موالاة وتقليد الغرب مبينا بأن بعض قصات الشعر واطالته بشكل يقزز تدل على انعدام الذوق والجهل بأبجديات اللباقة لدى صاحبها، وعزا تفشي الظاهرة إلى اختلاط الشباب بالأجانب والتأثر بما تبثه وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات وحب الظهور لدى بعض الشباب هو الدافع الرئيس لمثل هذه الممارسات ولخص العلاج في التمسك بآداب الشريعة وسنة المصطفى والاعتزاز بعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا كعرب ومسلمين.
0الشاب وليد أحمد الشيبة وصف هذه الظاهرة بالمقيتة والدخيلة على المجتمع لما فيها من مخالفة للشرع والتقاليد والعادات وهي ليست مقتصرة على الشباب فقط بل تمتد إلى الشابات أيضاً، وهي بصفة عامة أمر مؤسف في بلد عرف بحفاظه على الشريعة واعتزازه بقيمه وتراثه، ونشوء هذه الظاهرة في مجتمع محافظ أمر يجعلنا نتساءل عن سبب ذلك والذي أراه يكمن في حب التقليد وانعدام الشخصية عند من يقوم بهذه التقليعات، بالإضافة إلى حبه للظهور وهو لا يعي ان ظهوره يكون بشكل خاطئ. ويرى ان علاج هذه الظاهرة يرتكز على ثلاثة محاور هي التوعية من قبل البيت والمدرسة وأئمة المساجد والمحور الثاني يعتمد على وزارة التجارة من خلال جولاتها الرقابية وعدم سماحها بدخول هذه التقليعات إلى الأسواق والمحور الثالث يعتمد على رجال الحسبة جزاهم الله خير الجزاء ورجال الأمن في ايقاع العقاب على هؤلاء المقلدين.
رأي تربوي اجتماعي
وعن ظاهرة التقليعات والملابس الغريبة تحدث للجزيرة الدكتور صالح أبو عراد الشهري الاستاذ بقسم الدراسات الاسلامية بكلية المعلمين بأبها فقال: تعد ظاهرة (التقليعات والملابس الغريبة) واحدةً من أبرز الظواهر الاجتماعية التي تنتشر بشكل لافت للنظر بين ابناء المجتمع وبخاصة فئة الشباب الذين سرعان ما يتقبلونها وينجرفون معها لأسباب عديدة منها:
* التأثر الشديد بما يُعرض في وسائل الاعلام المرئية.
* حب تقليد الآخرين وبخاصة من يطلق عليهم الاعلام اسماء النجوم.
* الفراغ الذي يعيشه ويعاني منه هؤلاء المقلدون.
* التربية الخاطئة التي لم تحسن توجيه وإعداد هؤلاء الافراد.
ولعل من اهم الاسباب ان من يرتدون هذه الملابس الغريبة يظنون ان ذلك التصرف من علامات الرقي والتقدم والتطور الحضاري وهو في الحقيقة انسلاخ وتبعية وانهزام لايُقدم عليه ولا ينجرف في تياره إلا من كان محدود الفكر ضائع الهوية.
أما التفسير العلمي لهذه الظاهرة فيرجع الى كونها نمطا من الانماط السلوكية المضطربةالتي لا تثبت ولا تستقر طويلاً. ويعرف هذا النمط بالبدائل أو المتغيرات التي يقصد بها مجموعة العناصر الثقافية الموجودة لدى مجموعة أو فئة معينة من افراد المجتمع، أي أنها ليست من العموميات التي يشترك فيها جميع افراد المجتمع، ولا هي من الخصوصيات التي تُميز (لسبب معين) فئة من ابناء المجتمع.
وعلى الرغم من كون هذه الظاهرة غير مستقرة، وتتخذ أشكالاً مختلفة إلا أنها غريبة عن مجتمعنا المسلم، ولا تتفق بحالٍ من الأحوال مع أصالته وقيمه ومبادئه السامية. كما أن هذه الظاهرة تتنافى بالكلية مع هوية الإنسان المسلم، وتخالف مظاهر الحياة في المجتمع المسلم الذي يفترض في أفراده المحافظة والحرص على تميزه وخصوصيته التي يفتقدها الآخرون. اما العلاج فيتمثل في التركيز على عدد من النقاط التي منها:
* زيادة العناصر والاهتمام المستمر من الوالدين بالأبناء الذكور والإناث والحرص على نصحهم وتوجيههم وارشادهم الى ما هو مناسب من السلوكيات المختلفة، ومنعهم عن السلوكيات الخاطئة التي قد ينجرفون في تيارها لعدم وجود الناصح والمرشد والمتابع.
* ضرورة استشعار المعلمين والمعلمات ومن في حكمهم لخطورة هذه الظاهرة ومن ثم العمل على التحذير منها ومن مساوئها؛ والتبصير بعواقبها الوخيمة، والحرص على التصدي لهذه الظاهرة بشتى الطرق والوسائل التربوية الكفيلة ان شاء الله بتقويم هذه السلوكيات منذ بداية ظهورها في المجتمع.
* تشديد الرقابة الاجتماعية من الجهات المعنية بهذا الشأن سواء أكانت على مستوى الافراد او الجماعات لمنع استيراد هذه الملابس والازياء الغريبة لان السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة يعتمد على استيرادها ومن ثم بيعها وتداولها بين افراد المجتمع، اما أن تتوافر هذه الملابس ثم ترتفع الاصوات مطالبةً بمنعها فهذا تناقض عجيب ومغالطة كبرى.
* العمل على نشر التوعية اللازمة بين افراد المجتمع وفئاته المختلفة لبيان خطر هذه الظاهرة ومنافاتها لخصوصية مجتمعنا المسلم عن طريق الأئمة والخطباء والوعاظ والمعلمين والمعلمات، وتسخير وسائل الاعلام المختلفة لهذا الغرض نظراً لما تمتاز به هذه الوسائل من تأثير قوي ومباشر، اضافة الى الانتشار الكبير الذي تحظى به في المجتمع.
* منع الافراد الذين يرتدون هذه الازياء الغريبة والتقليعات الوافدة من ارتياد المرافق الحكومية، وعدم السماح لهم بالدخول الى المدارس وما في حكمها من مؤسسات التعليم، اضافة الى منعهم من ارتياد وزيارة الحدائق والملاهي والاستراحات وقصور الافراح ونحوها. وهذ امر غير مستحيل اذا تمت دراسته وساندته الجهات المعنية فان الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
والله نسأل لشباب أمتنا الهداية والرشاد والتوفيق والسداد والحمدلله رب العباد...،
البديل بالرياضة
والمسابقات الشريفة
لعل الرياضة ومنافساتها المحببة التي لا تخرج عن اطار المباح فيها عوض كبير عن تلك الممارسات المنبوذة من الدين والمجتمع، فالرياضة فيها الفائدة الكبرى لبناء الجسم والعقل وتوسيع مدارك الذهن واكتساب الخبرات الجمة في الحياة وتنمي شخصية الشاب وترقى به عن تفاهات وسقطات الامور وتشبع شخصيته بما يخطو به نحو طموحاته السامية واهدافه العليا في الحياة، غير ان اولئك الغافلين عن اهمية الرياضة لم يدركوا مفاهيمها وانصرفوا لتلك الممارسات التي تحدثنا عن بعضها في الاسطر السابقة.
ولطرح الموضوع من وجهة نظر علمية التقينا - الدكتور نبيل ندا - الاستاذ بقسم التربية البدنية بكلية المعلمين بأبها والذي قال بأن ظاهرة عزوف الشباب عن ممارسة الرياضة تزداد مع تطور وسائل الترفيه التي حوّلت الشباب الى مشاهدين. وعزا اسباب هذه الظاهرة الى اسباب اجتماعية مثل الارتباط الاسري وواجباته ونفسية مثل الاتجاهات السلبية حول النشاط الرياضي والاكتفاء بالمشاهدة. ومادية مثل عدم وجود الملاعب وثقافية ترتبط بالعادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة حول النشاط الرياضي. ويرى الدكتور نبيل بان العلاج يعتمد على انشاء الملاعب والمراكز الرياضية في التجمعات السكانية وكذلك قيام الاعلام بدوره للتوعية بأهمية الرياضة. وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية في هذا المجال.
* الدكتور علي محمد زكي الاستاذ بقسم التربية البدنية بكلية المعلمين بأبها تحدث حول هذه الظاهرة مبيناً بانها في ازدياد نتيجة وجود وسائل الراحة والتقدم التكنولوجي واستخدام الميكنة وقلة الحركة مبينا بان العلاج يعتمد على توفير الادوات والاجهزة والمنشآت الرياضية وكذا دور وسائل الاعلام في التوعية بأهمية الرياضة.
|
|
|
|
|