| عزيزتـي الجزيرة
في محاضرة متميزة لأحد العلماء الأفاضل ذكر أن البعض من طلبة بعض الدول الآسيوية يذهب للخارج للدراسة كمهندس او فني او دكتور ويعود وقد نال التخصص وأصبح عضواً فعالاً في بلده بينما يذهب ابناؤنا فيعود بعضهم واول شيء يسألون عنه مكتب وفيه كرسي دوار وهذا منتهى طموحهم ثم ينطلقون، للمساهمة في تطوير بلدهم وعمل شيء مميز له؟ أبدا.. بل للخوض في قضايا لا اول لها ولا تال وتكون دائماً عن المرأة وتحرير المرأة وحجاب المرأة واضطهاد المرأة ناسين أو متناسين المهمة التي من اجلها تم ابتعاثهم. تذكرت هذه المحاضرة وانا اقرأ يومياً هذه الضجة المفتعلة في صحفنا عنا نحن النساء وكأننا مضطهدات في هذا البلد او نعيش درجة ثانية وثالثة بل ورابعة. ووالله إن هذا غير صحيح ولكن من اراد الشهرة امتطى قضايانا ونصب نفسه محامياً عنا في قضايا غير صحيحة ونحن في غنى عنه وعما يكتب وعن اسهالات قلمه. ولو فتشت عن حياة مثيري هذه القضايا الخيالية لوجدتها تزخر بالمشاكل ولم يجدوا لها حلاً وتجد اكثرهم قد طلق زوجته أو بدون أولاد كما يفعل كثير من مواطني الدول الغربية اثر تعلقهم بالغرب واهله من صورهم التي تتغير مع كل مقال يكتبونه. لقد ابتلينا بفئة أصابها داء حب الشهرة لخلل في النفس (ومع الخيل يا شقرا)، فأصبحت تخوض في كل مجال سواء تفهم فيه اولا تفهم فيه دون اعتبار لشريعة الله تعالى وحكمه ولكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن هذه القضايا قضية المرأة وتحريرها والدفاع عنها. فالكل يريد منها ان تقود السيارة وتدخل الشورى وتشارك في كل شيء حتى في تنظيف الشوارع وكرة القدم وو .. أليس هذا في الغرب؟ إذاً لماذا لا نطبقه هنا، المسألة مسألة تقليد لا أقل ولا أكثر. الكثير يدرك ان المرأة نالت في الاسلام ما لم تنله في اي عصر مضى حتى في هذا العصر عند الدول المتقدمة التي درس فيها هؤلاء لم تنل المرأة عندهم ما نالته من تكريم واحترام وتقدير.
ان مما يؤسف له ان هذه القضية اصبحت قضية المتعلم وغير المتعلم والسفيه والكبير والصغير وكل ماسك قلم حتى ولو كان لا يحفظ آية من كتاب الله تعالى أو حديثاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل المرأة مظلومة في عهد حكومتنا الرشيدة حتى ينبري كل من هب ودب ليدافع عنها؟ الذي نعرفه ونفهمه ونؤمن به ونلمسه ونراه عياناً بياناً وليس خيالاً ان المرأة تعمل في التجارة وتدرس وتدرّس (بضم التاء) وتعمل طبيبة وممرضة ودكتورة ومشرفة ومديرة وموجهة وفي كل مجال بحكم علمي وقراءتي وكوني فتاة جامعية ولم يبق شيء حتى نقول عن المرأة هذا الكلام العاري من الصحة. والذي اعرفه ان لدينا اكثر من امرأة مثقفة وشهرتهن في الكتابة جاوزت هذا الوطن بل افضل في الطرح من كثير مما يكتبه كتاب (موضة الدفاع عن المرأة). فهذه جهيّر المساعد وهذه فوزية ابو خالد ولدينا نورة الخريجي ولدينا رقية الشبيب وأمل الذييب وهند الخثيلة وفاطمة العتيبي وغيرهن كثير، فهل يعقل ان هؤلاء اعلم بالمرأة منهن؟ والذي اعرفه بكوني من هذا الجنس الذي لم يسألكم ان تدخلوا في عالمه، ان رسالتنا السامية هي تربية الحكام والوزراء والكتاب والعمال المهرة والفنيين والمهندسين والعلماء والطيارين، فهل بالله عليكم هناك أفضل واسمى من هذه الرسالة السامية التي شرفنا الله بها عز وجل؟ وهل نحن معطلات حتى تفتروا علينا؟ وتقولوا نصف المجتمع معطل ومن اين لكم هذا المصطلح الذي ليس واقعيا ان كنتم تعلمون وتتعاملون مع الواقع واغلب الظن انكم لا تعلمون ولا تتعاملون مع الواقع؟ وهل مجلس الشورى ناقص او سيتعطل لو لم تدخله المرأة؟ أم هو التقليد؟ وكلما رأينا شيئاً في بلد قريب او بعيد طالبنا به وماذا ايضا؟ هل سنطالب بكل شيء حتى الذي يجوز والذي لا يجوز؟ وما هذا الذي يحصل ويجري هنا في هذا البلد من هؤلاء الكتاب؟ ألم ترب المرأة الخلفاء والحكام واياي واياك ؟ فهل قصرنا معكم أيها الرجال حتى لم تجدوا شيئا نفعله لكم إلا الخروج معكم وترك الولد للمربية الهندية والساحرات والمشعوذات وهل المرأة التي ركبت البغال والحمير هي نفس المرأة الآن ومعها نفس الرجال الذين كانوا موجودين؟ وهل ذلك العصر يطابق هذا العصر في رجاله ونسائه وكثرته وتفكير الناس فيه؟ نريد قليلاً من التعقل وليس كل قضية يجوز الخوض فيها بدون علم. ادرسوا القضية من جميع جوانبها واعلموا ان بلدنا في حاجة الى اشياء اهم من هذا الطرح الساذج الذي يراد به إشغال الامة عما هو اهم. ما زالت مصانعنا في حاجة الى من يقوم بها وهل تحرير المرأة سيصنع الصاروخ والقنبلة؟ وما زلنا صفراً في انتاج السيارات وهل تحرير المرأة سيصنع لنا الشبح والجاكوار والكامري؟ إن اهم شيء الآن ان تحرر المرأة من اقلام بعض الكتاب السذج المخدوعين وطالبي الشهرة والذين افردت لهم الصفحات والزوايا وهم اقل منها.. حرروها من تسطحكم وامتطاء قضاياها اتركوها وشأنها فوالله ان المرأة في هذا البلد في خير ونعمة. ولستم بأحرص من حكامها ومسئوليها وعلمائها الأفاضل. نحن في حاجة إلى قضايا كبيرة تخدم الامة الاسلامية جمعاء، قضايا على مستوى الرسالة التي نحملها كمسلمين وخير سلف لخير خلف. فهل نعي هذا الشيء؟ هل ندرك موقعنا من العالم الاسلامي ونظرتهم لنا؟ ام نخوض في قضايا استهلكت في بعض الدول العربية وفي تركيا وها نحن ندندن حولها. نقول لكم كفى فالمرأة مصونة في هذه الدولة ويكفيها ما قاله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وما صرح به سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حول المرأة وحقوقها فهل بعد هذا كلام؟.
نورة عبدالله الجربوع العتيبي
حي الشفاء جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|