| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بينما كان المعلم يجمع أوراق الاجابة من الطلاب لانتهاء الوقت في أحد الاختبارات الفترية وصل ثلاثة من الطلاب متأخرين بحجة أن سيارتهم بنشرت فقرر المدرس بأن يمارس دوره التربوي معهم ويلقنهم درساً فطلب منهم تأدية الامتحان الآن فطلب التلاميذ تأجيل ذلك ليوم آخر حيث ان وقت الدرس انتهى فقال المعلم: سيكفينا عشر ثوان فقط وسيكون السؤال واجابته بمنتهى البساطة؟
فوضع كل طالب في ركن من الفصل ووجه إليهم السؤال التالي: أي الكفرات بنشر؟ وحصل ما توقعه المعلم فنال كل واحد منهم «صفرا»!!
سؤالي أنا هنا وبكل صراحة: هل يستطيع أي من معلمينا الأعزاء ممارسة مثل تلك الصلاحية في عملهم؟ أم أنهم سيفكرون ألف مرة ثم سيتراجعون حتى لو كانوا متأكدين 100% من جدوى هذا الاجراء! المؤكد أنهم سيتراجعون خوفا من أي مساءلة لأنهم يعلمون أنهم يعملون كالروبوت الآلي مع سحب كافة الصلاحيات منهم فهم يسيرون على جادة رسمت لهم منذ القدم ولا يمكنهم الحياد عنها لا يمينا ولا يساراً فسياسة التعليم لدينا تقيد المعلم بحشو وتلقين الطلاب كل ما يشمله المنهج المقرر مهما كانت نوعيته وبطريقة عقيمة وما على الطلاب إلا الحفظ والترديد فقط كالببغاء وهكذا تجد معظم الطلاب وقد أمضى سنوات طويلة في المدارس دون أن تصقل شخصيته بجرعات تربوية تجعل منه شخصاً مكتملاً تعليمياً وتربوياً فتصدر منه تصرفات لا توحي أبداً بأنه مثقف أو متعلم كما نراه الآن من بعض شبابنا في حياتهم العامة.
فالمعلم يجب ألا يقيد بخط لا يحيد عنه فنجعل منه «كما الجمل في المنحاة وقت السواني!».
فالطلاب بحاجة لأكثر من التعليم والمعلم هو أعرف الناس بها فهل يخفف قيده؟؟
صالح عبدالله العريني
البدائع
|
|
|
|
|