| عزيزتـي الجزيرة
في بداية الإجازة زرت أحد الأسواق الكبيرة ولفت نظري أحد المتاجر الذي يبيع الورود ونباتات وأسماك الزينة والطيور الجميلة وبعض الحيوانات الأليفة.. أخذت جولة صغيرة فيه.. ومن شدة فضولي كنت أسأل عن أسماء الورود والطيور وطريقة تربيتها ولكن استوقفتني قطط جميلة حرمت من حريتها في ذلك القفص.. ومن فضولي ايضا بدأت اسأل عن اسعارها الخيالية و كيف يمكن تهيئتها للبيع.. فوجدت ان هذه القطط لها نظام معين حيث ان المحل يرتب لها كشفا صحيا دوريا وتطعيمات ضد الامراض ويوفر لها جواز سفر رسمياً لكي يتمكن صاحبها من السفر بها.. الى هنا كانت الأمور طبيعية فكل شيء في زماننا متوقع حدوثه.. ولكن الشيء المذهل كان هناك عدد كبير من القطط في قفص لوحدها حيث تحظى بمعاملة خاصة.. سألته فقال.. انها ليست للبيع.. فتكونت في رأسي علامة تعجب!! ثم اتبعتها مباشرة بكلمة لماذا؟! فقال انها مِلك لأشخاص يسافرون بالصيف فيضعونها عندي لأتولى تربيتها ورعايتها حتى عودتهم.. فسألته عن التكلفة.. فقال ان القط الواحد يكلف حوالي الف ريال شهريا.. زادت علامة التعجب تلك حجماً وتكوّن بجانبها عدة علامات استفهام.. وفي نفس الوقت تألمت ولم أنطلق بكلمة واحدة.. فقط خرجت من المحل وانا افكر.. ياترى المسلم الجائع في فلسطين الحبيبة وفي الشيشان والبوسنة والهرسك والعراق وكشمير وافريقيا وفي كل مكان في العالم وحتى فقرائنا هنا.. هل يجد احدهم بل هل تجد عائلة بكاملها الف ريال شهريا؟! عجبا لنا كمسلمين نحمل همّ الاسلام والمسلمين!! لقد انتهت همومنا ومشاكلنا لنهتم بتربية القطط بل ونصرف عليها الاموال الطائلة وبالمقابل لا تجود انفسنا بشيء ولا يسير لاخواننا المحتاجين في شتى اقطار الارض..
هذه هي حال عينة صغيرة من الناس تربي القطط.. واعتقد ان آخرين وهم كثر يندرجون تحت «وماخفي كان أعظم»!!..
عبدالعزيز النخيلان الشمري
|
|
|
|
|