| عزيزتـي الجزيرة
استيقظت من نومي وحال عالمنا الإسلامي لم يتغير، الحال كما هو عليه شهيد.. جريح.. أسير.. معتقل.. هذا السيناريو يتكرر يومياً لكن دائماً ضميري الحي أحياناً والغافل دائماً يعذبني ويشعرني بأن لي مساهمة فعالة في تدهور الأوضاع في عالمنا الإسلامي خاصة عندما أسمع عن وجود مجاعة في عالمنا الإسلامي. قبل أن أستيقظ من نومي هاجمتني الأحلام من كل الجهات حاصرتني احتبست أنفاسي دقات قلبي أسرع فأسرع أصرخ بأعلى صوتي لا أحد يسمعني أنادي عالمنا الإسلامي لم يصغ أحد ولم يفكر الجميع كل واحد يفكر بحاله ونسى أحوال عالمنا الإسلامي، لكن بعد محاولات عديدة أريد من يشاركني في التفكير في أفضل الحلول للقضاء على مصيبة المجاعة التي داهمت بعض البلدان الإسلامية لكن للأسف لم أجد أحداً يشاركني.
أخيراً استيقظت من نومي ونسيت كل الأحلام وبدأت أفكر في حالي ولا شأن لي بأحوال الآخرين.
مائدة الافطار حان موعدها الأكل أصناف وأشكال والشراب أنواع كثيرة منها طبيعي وأغلبها مشروبات غازية صناعة أمريكية للأسف أخبرتكم سابقاً بأن ضميري غافل دائماً تركت المشروبات الطبيعية واتجهت صوب المشروب الغازي الأمريكي وضميري مازال غافلاً امتلأ بطني أقصد كرشي والنوم بدأ يداهمني. لكن عيني جذبتها عبارة أطفال يأكلون ..آه... آه.. واأسفاه حتى عيني أصبح الطعام يجذبها.ثم قرأت في الجزيرة عبارة «أطفال يأكلون لحم والدتهم» هذه العبارة كانت في عزيزتي الجزيرة في يوم الجمعة 19/6/1422ه العدد 10571 فضولي الزائد أجبرني بأن أقرأ هذا المقال في البداية ظننت بأن موضوع المقال للإثارة فبدأت عيني تنتقل من سطر لآخر، بدأ ضميري يشعر بسوء أعماله بعد أن قرأت المقال حتى نهايته وفهمت مضمونه آه..آه.. بأي حق أتكلم أو أكتب، لهذا الحد وصل حال عالمنا الإسلامي أطفالنا يأكلون لحوم أمهاتهم. الزميلة هيفاء الشلهوب بهذا المقال النابع من ضميرها الحي المتدفق من دعمها وتضامنها مع عالمنا الإسلامي أيقظت قلمي من مكامنه بعد أن أقسمت بالله بأن لا أكتب حرفاً تركت الكتابة لأصحاب الأقلام الحالمة والراكضة خلف الموضات والصيحات والسيارات الفارهة والفلل الفخمة ونيست قضيتي الأهم والأهم عالم مسلم متكافل في السراء والضراء للأسف نساؤنا داهمتهم حمى الموضة حتى جمالهن أصبح صناعيا.. بعض النساء وجوههن تشبه لوحة فنان تشكيلي أصفر.. أحمر.. أزرق.. أخضر.. وبعضهن بل أكثرهن يضعن اللون الأسود في لوحتهن لا لا أقصد وجوههن وآه واأسفاه حتى شعر نسائنا أصبح شبيهاً بذيل الحصان الأصيل ألوان متعددة يطلق عليها «ميش» وأظافرهن تشبه المخالب وهناك أشياء أخرى سيطرت على عقول نسائنا المريضات بحمى الموضة.أما الرجال فبعضهم أسوأ حالاً من النساء بعض الرجال أشباه الرجال رجولتهم ناقصة تحتاج إلى تعديل وبعض الرجال يأكلون ولا يشبعون والطعام الفائض تستقبله النفايات بالترحيب هذا لا يكفي يركضون خلف موديلات السيارات الفارهة ويتباهون بالعمران.والأهم أن المقال الذي كتبته الزميلة هيفاء الشلهوب ذكرني بفيلم شاهدته قبل أيام معدودة حرك ضميري الغافل، هذا الفيلم يصف حال المجاعة التي داهمت المسلمين في جمهورية تشاد شاهدت امرأة عجوزاً مسنة جسدها عظام وجلد فقط لا مكان للشحم واللحم تمسك بيدها اليمنى فأساً تترقب وتبحث عن النمل في الصحراء الجرداء والشمس الحارقة، العرق يتصبب بغزارة التعب يهد قواها والجوع يسيطر عليها، تستريح دقائق وتتذكر حال أطفالها الرضع أنهم يحلمون برغيف من الخبز يسد حاجتهم وتبدأ معاناة البحث عن النمل من جديد وبعد ساعات طويلة من البحث تجد مجموعة من النمل الفرحة سكنت المرأة العجوز لأنها وجدت أملاً بسيطاً جداً يحقق حلم ابنائها وأطفالها الرضع وهم في الحقيقة ليسوا رضعاً يرضعون ماذا فالحليب لا يعرفونه حتى أمهاتهم جف الحليب من صدورهن لأنهن لم يجدن رغيف خبز يسد حاجتهن فبعد أن وجدت هذه المرأة العجوز النمل ترقبتهم حتى دخلوا مساكنهم فبدأت في الحفر تهد مساكن النمل بحثاً عن الطعام المخزون في مساكن النمل فبعد معاناة ورحلة بحث شاقة تجد طعام النمل فتقوم هذه العجوز بأخذ الطعام وحبات الرمل مختلطة بل إن حبات الرمل سائدة وأكثر من الطعام فتضع الطعام في مصفى لتقوم بتصفيته من الرمل فتجد طعاماً قليلاً جداً يكفيها لصناعة رغيف خبر تتقاسمه مع أولادها وتبدأ المعانة هكذا يومياً آه..آه.. لهذا الحد أصبح النمل أفضل من يوفر الطعام لاخواننا المسلمين في جمهورية تشاد ونحن غافلون عنهم ولا ندري عن سوء حالهم، هذا حال النساء هناك في جمهورية تشاد أما الرجال فلقد رحلوا منذ أشهر بحثاً عن الطعام. وللأسف المجاعة يومياً في زيادة والعالم الإسلامي في غفلة هل ننتظر أن تقدم الجمعيات التبشيرية النصرانية الطعام لهؤلاء المسلمين لكن هذه الجمعيات تقدم الطعام بيد واليد الأخرى تحمل الإنجيل استغلوا غفلة العالم الإسلامي فبدأوا ينشرون دينهم في الأراضي الإسلامية المحتاجة لوقفة تأمل ومراجعة حسابات فنحن في غفلة أقسم بالله العظيم أننا مسؤولون عن تدهور الأوضاع في الأراضي الإسلامية، اخواني المسلمين في كل مكان اخوانكم المسلمون في جمهورية تشاد محتاجون إليكم، لا طعام ولا شراب هل يعقل أن يكون النمل من يقدم لهم الطعام ونحن غافلون في هذه الدنيا أتمنى أن يكون هناك وهنا في جميع العالم الإسلامي من يمتلك ضميراً حياً يقدم العون والمساعدة لهؤلاء المحتاجين المساكين.
وأخيراً أنا مستعد أن أقدم هذا الفيلم الذي يصف حال المسلمين في جمهورية تشاد وهم يأكلون طعام النمل لكل انسان يملك ضميراً غافلاً مثلي لكن أحمد الله وأشكره ثم أشكر الزميلة هيفاء الشلهوب التي أيقظت ضميري بعد غفلته فهي تقول «أطفال يأكلون لحم والدتهم» وأنا أقول «أطفال يأكلون طعام النمل» مساكين هؤلاء الأطفال فمن يرحمهم ويمد لهم يد العون والمساعدة يا مسلمين..
إبراهيم بكري
مكتب الجزيرة - جازان
|
|
|
|
|