| محليــات
* الرياض واس:
أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء في كلمة لسماحته أن أحداث التفجيرات التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية وما كان من جنسها من خطف لطائرات أو ترويع لآمنين أو قتل أنفس بغير حق ما هي إلا ضرب من الظلم والجور والبغي الذي لا تقره شريعة الإسلام، وقال سماحته انه محرم فيها ومن كبائر الذنوب.
وفيما يلي نص الكلمة:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد..
فنظراً لكثرة الأسئلة والاستفسارات الواردة إلينا حول ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أيام وما موقف الشريعة منها وهل دين الإسلام يقر مثل هذه التصرفات أم لا.
فأقول مستعينا بالله الواحد القهار إن الله سبحانه قد منّ علينا بهذا الدين الإسلامي وجعله شريعة كاملة شاملة صالحة لكل زمان ومكان مصلحة لأحوال الافراد والجماعات تدعو إلى الصلاح والاستقامة والعدل والخيرية ونبذ الشرك والشر والظلم والجور والغدر، وان من عظيم نعم الله علينا نحن المسلمين أن هدانا لهذا الدين وجعلنا من أتباعه وأنصاره فكان المسلم المترسم لشريعة الله المتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المستقيم حق الاستقامة على هذا الدين هو الناجي السالم في الدنيا والآخرة.. هذا وان ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية من أحداث خطيرة راح بسببها آلاف الانفس لمن الاعمال التي لا تقرها شريعة الإسلام وليست من هذا الدين ولا تتوافق مع أصوله الشرعية وذلك من وجوه..
الوجه الاول:
أن الله سبحانه أمر بالعدل وعلى العدل قامت السموات والارض وبه أرسلت الرسل وأنزلت الكتب يقول الله سبحانه: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) ويقول سبحانه: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) وحكم الله ألا تحمل نفس إثم نفس أخرى لكمال عدله سبحانه: (ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى).
إن الله سبحانه حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما كما قال سبحانه في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» وهذا عام لجميع عباد الله مسلمهم وغير مسلمهم لا يجوز لاحد منهم أن يظلم غيره ولا يبغي عليه ولو مع العداوة والبغضاء يقول الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فالعداوة والبغضاء ليست مسوغا شرعيا للتعدي والظلم.
وبناء على ما سبق يجب أن يعلم الجميع دولا وشعوبا مسلمين وغير مسلمين أمورا..
أولها: أن هذه الاحداث التي وقعت في الولايات المتحدة وما كان من جنسها من خطف لطائرات أو ترويع لآمنين أو قتل أنفس بغير حق ما هي إلا ضرب من الظلم والجور والبغي الذي لا تقره شريعة الإسلام بل هو محرم فيها ومن كبائر الذنوب.
ثانيها: أن المسلم المدرك لتعاليم دينه العامل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينأى بنفسه أن يدخل في مثل هذه الاعمال لما فيها من التعرض لسخط الله وما يترتب عليها من الضرر والفساد.
ثالثها: أن الواجب على علماء الامة الاسلامية أن يبينوا الحق في مثل هذا الاحداث ويوضحوا للعالم أجمع شريعة الله وأن دين الإسلام لا يقر أبدا مثل هذه الاعمال.
رابعها: على وسائل الإعلام ومن يقف وراءها ممن يلصق التهم بالمسلمين ويسعى في الطعن في هذا الدين القويم ويصمه بما هو منه براء سعيا لاشاعة الفتنة وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين وتأليب القلوب وايغار الصدور يجب عليه أن يكف عن غيه وأن يعلم أن كل منصف عاقل يعرف تعاليم الإسلام لا يمكن أن يصفه بهذه الصفات ولا أن يلصق به مثل هذه التهم لانه على مر التاريخ لم تعرف الامم من المتبعين لهذا الدين الملتزمين به الا رعاية الحقوق وعدم التعدي والظلم.
هذا ما جرى بيانه ايضاحا للحق وإزالة للبس والله أسال أن يلهمنا رشدنا ويهدينا سبل السلام وأن يعز دينه ويعلي كلمته إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المفتى العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
|
|
|
|
|