| سلع واسواق
شيء مذهل ما أورده الخبير الاقتصادي العربي الدكتور هنري عزام في تقريره الاحصائي عن الاستثمارات العربية في الأسواق الدولية، ونشرته (جوردان إنفست منت ترست)، ، يقول التقرير:
في سنوات الازدهار لصناعة النفط في السبعينيات من القرن الماضي، وبعد تأسيس اسواق وبورصات الأسهم المحلية للشركات التجارية والصناعية، توفرت الأموال العربية بشكل غزير وكثير، واتجهت رؤوس الأموال تلك الى الخارج، الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا الغربية، ، وكادت اسواقنا المالية تفتقر الى بلايين الدولارات، الأمر الذي ادى الى تدهور هذه الأسواق بشكل ظاهر،
وكنتيجة طبيعية لهجرة رؤوس الأموال الى الخارج ازدادت البطالة وتدهورت الأسواق التجارية الصناعية بعد موجة الازدهار و«الطفرة» والانتعاش الاقتصادي حتى ان العديد من الشركات والمؤسسات المالية والتجارية في المملكة العربية السعودية أفلست أو كادت، ، !
وتشير التقديرات الاحصائية إلى أن حجم الاستثمارات العربية السائلة التي تواجدت خلال عام ونصف العام، ما مقداره (ومُنيت بخسارة مالية) قد بلغت حوالي مائتي بليون دولار، إذ أصبح حجمها سبعمائة بليون دولار، بعد ان كانت قد تجاوزت التسعمائة بليون دولار، !
وعلى الرغم من هذا التراجع المخيف الذي سجلته أسعار الأسهم العربية، خلال تلك الفترة من مارس عام 2000م الى سبتمبر عام 2001م، يظل الاستثمار في الأسهم الخيار المفضل للمستثمرين على المدى الطويل لسهولة بيع وشراء الأسهم من قبل المتعاملين،
ويكاد هذا القول ينطبق على أسواق العقارات، ولو بشكل أقل، خشية انهيار الأسعار، ، فالمستثمرون هنا أكثر حرصا ووعيا، فهم يلمسون ويرون أراضي الاستثمار والعقارات امام انظارهم، بعكس تداول الأسهم،
ان المستثمر في مجال الأسهم يتبع قواعد ثابتة مدروسة عندما يفكر في دخول اسواق الأسهم، ، فالعلاقة الموجودة في هذه الأسواق تتحكم فيها المخاطر التي قد تصيب المستثمر والعوائد المنتظر جنيها من وراء دخول اسواق الاسهم،
فالتنويع في المحافظ الاستثمارية للأسهم والموجودات من الأموال هما الأساس القائم اليوم للنظريات الحديثة في هذا المجال الاستثماري،
هذا فضلا عن ان تنويع الاستثمار في الأسهم يقلل من الاخطار ويزيد من حصيلة العوائد السنوية، على المدى المتوسط والمدى الطويل،
ان النظرة الصائبة والمطلوب الترويج لها في المملكة العربية السعودية بالذات، وبقية الدول العربية عامة، هو معرفة وترقب التوقيت المناسب لدخول وخروج الاستثمار في أسواق الأسهم، ، فكثيرا ما يكون هذا العامل هو المقياس الصحيح لزيادة الربحية في الاستثمارالسليم في أسواق الأسهم،
ان الاستثمار لرؤوس الأموال الضخمة المتوفرة لدى رجال المال والأعمال السعوديين، ينبغي ان توجه الى اسواقنا المحلية، فهي تتمتع باعفاء شبه كامل من الرسوم والضرائب العديدة في الخارج، ، والضمانات المالية من قبل الحكومة لغرض الاستثمارات المتنوعة، وبشكل فعال ومضمون، ، فضلاً على ان الانتماء والمواطنة الصحيحة، تستلزم الاستثمار الداخلي بدلا من ضياع الملايين في أسواق وبورصات العالم،
|
|
|
|
|