| القرية الالكترونية
تقول عبارة سمعناها كثيرا: (الراتب كامل على كل حال).
ونسمع هذه العبارة ممن توجه إليهم الدعوات لتعلم مهارة ما أو الانخراط في برنامج أو دورة تدريبية ولايجدون الدافع للقيام بذلك متذرعين بأن ذلك لن يؤثر على الراتب سلبا أو إيجابا.
ما هي أولويات أولئك المعلمين؟ لايبدو أن جودة التعليم تحتل مكانة مهمة لديهم لكن ينبغي ألا نستعديهم بل نأخذ بأيديهم إلى ما فيه منفعتهم ومنفعة أبنائنا على حد سواء.
وإن كان الراتب الدافع الحقيقي لاهتمام تلك الفئة فلعلنا نتناول المسألة بهذا المنطق فقد يأتي يوم تتغير فيه الحال.
ولا يستمر الأمان الوظيفي كما هو عليه الآن.
فالدنيا دول ولله في أرضه سنن ولادوام لحال فلربما يأتي يوم تتحقق مقولة تشيع في أوساط المتخصصين في الحاسب والتعليم وأحسبها ظهرت في البلاد الغربية وهي تقول: (لن تستبدل التقنية المعلم لكن المعلم المؤهل بها سيحل محل من لا يملكها).
هذه المقولة تنطبق هذه الأيام على دول الغرب وكثير من دول العالم حيث يعمل المعلمون بموجب عقود يحتاجون لنيل الثقة وإثبات الجدارة كل عام لتجديدها ولربما أصبح هذا حالنا يوما ما ولم لا يتحقق ذلك؟
فالعاملون في قطاع التعليم يعلمون أن تقدير أداء المعلم يؤثر الآن على فرصته في الحصول على التفرغ للدراسة أو الترشيح للدورات التدريبية والإيفاد للتعليم بالدول الشقيقة ومسائل كثيرةأخرى لا أستبعد شخصيا أن يتطور الأمر إلى التأثير على العلاوة السنوية كمايحدث بالنسبة لإخواننا المتعاقدين وفي دول أخرى.
إذن، من الحكمة أن نأخذ بالمبادرة لتدعيم مهاراتنا بما من شأنه تحسين أدائنا التعليمي وخدمة أبنائنا بما يحتاجونه من إرشاد وتوجيه.
من جهة أخرى، يأتي الباعث الأخلاقي سببارئيسا آخر له مكانته في مجتمعنا المسلم، فالمسلم مدعو إذا عمل عملا أن يتقنه ومن سبل الإتقان أن يكون المعلم على أهبة الاستعداد ليس من الناحية العلمية بل المهارية التي لاتقل أهمية عن الناحية العلمية. بل تفوقها أهمية في بعض الأحيان حسبما تقتضيه العملية التعليمية.
لذا، فإن على المعلمين والمعلمات البحث عن سبل لتطوير مهاراتهم والتي يأتي الحاسب الآلي على رأسها في ظل ما تشهده ساحتنا التعليمية من تغيرات عمادها الحاسب الآلي.
ولا ينبغي أن ينتظر المعلم والمعلمة حتى تقرر المدرسة عقد دورة تدريبية أو تصدر التعميمات بالتعليمات موجهة إلى بدئ برامج التدريب. فقد لايحتاج الأمر منه إلى كل ذلك فمن خلال تواصلي مع الكثير من الأحبة المعلمين أجد أن قطاعا كبيرا منهم قد قطع شوطا كبيرا في التعرف على هذه التقنية وأتقن قدرا كبيرا منها بل رأيت نماذج تبعث على الفخر لمعلمين ليسوا متخصصين في الحاسب الآلي وقد برعوا في استثمار الحاسبات لخدمة العملية التعليمية وتوفير جهودهم وتوظيفهاالتوظيف الأمثل.
فالحاسب الآلي، يختصر الجهد ويوفره ويرشّد الأداء بحيث يمكن للمعلم تحقيق الكثير بعمل القليل خلافا لما عليه الحال عند استخدام الطرق التقليدية في التعليم.
ولا يجب أن نخطئ في تقدير دور الحاسب في حياة المعلم.
فالبعض يتذرع بذلك معللا بأن حمل المعلم ثقيل جدا ولاينبغي أن نضيف إليه المزيد والواقع أنه لن يصبح عبئا إضافيا عليه.
بل الحقيقة أنه سيخفف من أعبائه إلى حد بعيد.
فبدلا من إعادة كتابة مذكراته ولوحاته وكافة ما يستخدمه من وسائل توضيحية يدوية يمكنه الاحتفاظ بذلك كله في الحاسب الآلي ليعيد استخدامه كل عام مع إجراء ما يلزم من تعديلات ضرورية.
وسيمكنه ذلك من تقديم مادته بشكل مرتب واحترافي محبب ويمكن لمن كان خطه سيئا أو ضعيفا أن يتجاوز هذه المشكلة إلى حد بعيد بالاستعانة بالحاسب الآلي لكتابة ما يريد وطباعته بشكل جذاب.وإن لم يكن الطالب دافعا كافيا لحض المعلم ليتعلم تطبيقات الحاسب الآلي الموجهة إليه، فليكن أبناؤه ومن حوله سببا في ذلك فلا يخلو الأمر من ابن أو أخ أو قريب سيكون الحاسب الآلي مادة مهمة من المواد التي يتعلمها بالمدرسة.
عندها، سيكون ما لدى هذا المعلم أو تلك المعلمة من مهارات سبيل الخدمة من حوله، والمعلم لايولد عالما، بل هو طالب علم حتى ينطوي عليه أديم الأرضش. لذا، لا ينبغي أن يكون الحصول على الوظيفة نهاية طلب العلم. ينبغي أن نستمر في طلب العلم.
ولا يوجد فرق بين الدراسة والعمل بعد التخرج من ناحية طلب العلم فهو منهجي قبل التخرج ولا منهجي بعده. لذا، يجب ألا نوقف قطارالتعلم عند التخرج، فديننا يحضنا على طلب العلم وهو أول ما أمرنا الله به في كتابه.
|
|
|
|
|