|
| مقـالات
بدأ فريق علمي بريطاني إجراء دراسة موسّعة حول النكات، هي الأولى من نوعها وتهدف الى البحث عن أفضل نكتة في العالم، وقد أقام الفريق موقعا على الانترنت يجمع عبره عشرات الآلاف من النكات بهدف تقييمها حسب مقدار ما تثيره من الضحك!!!
ويبدو بأن أفضل نكتة ستفوز بالمركز الأول هي هذه الدراسة نفسها التي تثير الضحك والعجب قابلة لاضحاك الجميع أتوماتيكيا دون استثناء كما تذهب حبة المسكِّن الألم.
فالجميع يعرف بأن للنكتة شروطها وأجواءها ومتلقيها، ويبدو ان الشرط الأول الذي ينجح النكتة هو طريقة القائها، والمناسبة والتوقيت الذي تلقى فيه، وكم من نكتة لطيفة طريفة تحولت الى سماجة ثقيلة الظل عندما يلقيها مؤد فاشل، أو ناقل يفتقد موهبة الالقاء فيقذفها كالحجر الأصم بين الحضور.
كما ان النكتة ترتبط بالمكان والبيئة كشرط أساسي لنجاحها حيث توظف مفردات هذه البيئة من شخوص وأمكنة ومستجدات، تشارك جميعها في صناعة نكتة ناجحة، ولكن الدراسة السابقة تجاوزت بكل فوقية جميع الفروقات القائمة بين الشعوب، وخصوصية نكاتها وطعمها ونكهتها، لتصنع من المقياس الانجليزي «المشهور عادة بالدم الثقيل البارد» مقياسا نهائيا وقاطعا في اختيار أفضل نكتة في العالم، وليس هذا بمستغرب من شعوب اعتادت ان تطل على العالم من بروجها العالية، وتستأثر بذوقها الخاص وتصر على تصديره للعالم كغاية ما توصلت اليه الشعوب والحضارات.
ثم ماذا عن النكات التي تنال من اليهود؟ هل ستسقط تلقائيا من المسابقة بدعوى انها تشجب الصهيونية، وسيكتفون بالنكات السياسية التي تطال رؤساء الجمهورية الأمريكان، كتلك النكتة التي تقول بأن السيدة «هيلاري كلينتون» عندما كانت تقطن البيت الأبيض، كانت تستيقظ باكرا جدا وتحيي الرئيس كلينتون؟ فلما سئلت عن السبب قالت: «لأتأكد بأنني السيدة الأولى» أو تلك النكتة التي اطلقت في أجواء الحرب الباردة عندما تفاخر أمريكي بالديموقراطية أمام رجل سوفيتي قائلا: بامكاني ان اقف خارج سور البيت الأبيض وان اشتم الرئيس الأمريكي ولا اتعرض للعقاب، فأجابه السوفيتي باستطاعتي أنا أيضا ان اقف خارج أسوار الكرملين وان اشتم الرئيس الأمريكي ولا أتعرض للعقاب.
وتعكس النكات في العالم العربي مواقع الكبت فتنتشر النكات الاباحية والسياسية، التي ستبدو غريبة وناتنة على قاموس بلدان تعج بالحريات، فلو أرسلنا لهذا الموقع آخر نكتة محلية نقرأها في الجوال مثلا، لرفض الكمبيوتر البريطاني ان يتعامل معها كطرفة فهي تقول: إن فتاة خليجية اشتركت في مسابقة «كيف تكسب المليون» وعندما حان وقت الاتصال بصديق، طلبت من معد البرنامج «أن يدق دقة ويسكر».
e.mail.omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|
