أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th September,2001 العدد:10579الطبعةالاولـي السبت 27 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
المشاركة الإنسانية تفرض حكمة في مواجهة الإرهاب الحقيقي
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع التأكيد أن ما تعرضت له مدينتا نيويورك وواشنطن مأساة إنسانية تتجاوز الأمريكيين لتصبح هماً إنسانياً فالضحايا الذين سقطوا في مركز التجارة العالمي لم يكونوا أمريكيين فقط بل هناك العديد من الجنسيات والقوميات والأديان، فحسب المعلن حتى الآن هناك الكثير من المسلمين والعرب والصينيين والفرنسيين واليونانيين والهنود والبنغال والباكستانيين، بل ربما من كل الجنسيات المعروفة.
إذن فالكل اصابه الحزن بما حدث في نيويورك وواشنطن، وبغض النظر عن مرتكبي الاعمال الانتحارية في مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وبغض النظر على الدوافع التي دفعت مرتكبي تلك الاعمال على ارتكاب مالم يكن في الحسبان ولا يتصوره عقل.
بغض النظر عن كل ذلك، فإن المفترض ألا تكون مأساة نيويورك وواشنطن، بداية لمآسٍ أخرى تزيد من اعداد الضحايا الأبرياء.. والضحايا الأبرياء ليسوا فقط الذين ستصيبهم الضربات العسكرية الانتقامية التي قد تقدم عليها الولايات المتحدة الامريكية لأن مرتكبي العمليات الانتحارية سواء من الجماعات المتشددة العربية أو الاسلامية أو حتى من المليشيات الامريكية أو عصابات المافيا، جماعات لا يمكن تحديد مواقعها وملاحقة عناصرها بالوسائل التقليدية أو بشن غارات بالطائرات أو بالصواريخ الموجهة.
وإذا كان العالم جميعاً والدول العربية والإسلامية في المقدمة قد تعاطفوا مع الامريكيين لكون الامر انسانياً قبل كل شيء، ولذا يفترض بالامريكيين وبالذات قادتهم ألا يبادروا بالقيام بعمل انتقامي متسرع من جانب واحد خارج نطاق القانون الدولي وألا يتسم ردهم بالغضب معتمدين على الاستنتاجات قبل استكمال التحقيقات، مثلما يقوم به بعض الامريكيين الآن تجاه مواطنين امريكيين مثلهم ينحدرون من أصل عربي وإسلامي الذين تعرضوا ويتعرضون حتى اليوم ومنذ يوم الثلاثاء الماضي الى اعتداءات وإهانات وتهديدات بالقتل، لمجرد أن الشبهات تحوم حول جماعات اسلامية وعربية.
وإذا كان الإعلام الامريكي الذي يخدم المصالح الصهيونية والاسرائيلية قد قاد حملة التحريض ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين بالذات من أجل اعادة احياء النمطية والطبقية.
إذا كان الإعلام الامريكي يحاول استغلال مأساة إنسانية يعيشها بلده ويتعاطف معها العالم اجمع فأن العرب والمسلمين الأكثر تفهماً لهذه المأساة لأنهم يعيشونها يومياً نتيجة تواصل العدوان الاسرائيلي عليهم.
نقول إذا كان الاعلام الامريكي يخدم مصالح غير الامريكيين فإن المأمول بالقادة الامريكيين ألا ينساقوا وراء هذه الحملة والاستغلال المقزز لإيلام الناس وأن ينظروا بعين العدل لمواطنين امريكيين يتعرضون للتمييز والفرز بتحريض فاضح خدمة لجهات جلبت المشاكل للأمريكيين.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved