| عزيزتـي الجزيرة
هذه كلمة خرجت من قلب صادق في حب الخير لك، قلب يتمنى لك الخير حيثما وجهت وجهك، لا تعتبر هذه الكلمة خرجت من مدير عليك أو موجه لك، كلا! بل جاءت من رجل قريب منك يقول لك انا منك وانت مني وأنا وأنت في القافلة سواء فهل تفتح لي صدرك الكبير حتى أخاطب فؤادك ولو لدقائق معدودة؟ وإن شئت عدها من الآن.
* هل تعلم انك محسود وفي نفس الوقت مغبوط على ما بك من نعمة؟ قال تعالى «وما بكم من نعمة فمن الله» وأي نعمة مَنّ الله بها عليك؟!! ففي الدنيا بالراتب، والإجازة، والدوام الرسمي، وفي الآخرة إن صلحت نيتك بالدرجات العُلا عندما تنصح طالباً أو توجه تلميذا، بل ان الله وملائكته بل حتى النمل في الجحر، والحيتان في البحر لتُصلي على مُعلم الناس الخير، وأي خير أعظم من النصيحة الخالصة والكلمة الصادقة إن خرجت من فيك؟!! اتظن انها تذهب سُدى؟ كلا وربي.. «لا يضل ربي ولا ينسى» «أحصاه الله ونسوه» فلماذا الشكوى الدائمة من الطلاب؟! أليسوا اخوانك؟! ألست مسؤولاً عنهم؟ ألست تأخذ مكافأة مالية في أداء هذا الواجب الذي عليك؟ قل لي بربك لو انك عاطل لا عمل لك وقاعد في بيت أبيك وأمك فهل تأخذ هذا المال بدون عمل او بذل؟ إذاً فمال المسلمين شيء وما تأخذه مقابل وظيفتك شيء آخر فتنبه!!.
أنت قدوة
ولا تستغرب ذلك فالحسن في نظر تلاميذك ما استحسنت، والقبيح ما استقبحت فكيف لو رأوك وأنت تهرب من الصلاة معهم لأعذار واهية؟ وكيف وقد رأوك تهلك سنة نبيك صلى الله عليه وسلم صباح مساء بشفرة موسى موس وقد أكرمك الله بها على النساء؟ ألا تُسالم هذه اللحية؟ لماذا تغير خلق الله؟ تريد الحُسن؟!! وأي حسن تُريد؟ لو علم الله ان الحُسن في انهاكها لسلطنا عليها.. كيف لو سمعت خاصة تلامذتك يتحدثون عن شربك النيكوتين واستنشاقك القطران؟ ثم أنت تحذرهم في الوقت نفسه من ذلك.
يا أيها الرجل المُعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم |
طويل له دون الثياب فضائل
أظنك عرفت ما أريده!! انه ثوبك الذي تجاوز الكعبين وانت تعلم ان ذلك في النار كما صح الحديث بذلك فلماذا؟ أهو كسل أم ترف أم حرص على المظهر؟
أخي انها النار أعدت لإذابة القلوب المعاندة لأوامر الله «وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم..» «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه..».
اسأل الله ان يفتح على قلبي وقلبك وان يعيننا واياك على تحمل الأمانة التي عُرضت على السموات والأرض والجبال العظام فأبين، كما أسأله سبحانه ان يجري الحق على لساني ولسانك ويجعلنا من الراشدين.
محمد اليوسف
اخوك المعلم في الرياض
|
|
|
|
|