| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية
عندما تنتهي الاختبارات.. ويرمي كل طالب كتبه (آسف ملخصاته) في اقرب حاوية مهملات اذا كان متحضرا ومحافظا على نظافة كليته ومدينته وإلا فالمصيبة أعظم فيذهب كل طالب ليهنئ من يعرف من المستويات النهائية التي انتهت هذه المؤسسات من حقن المعلومات والمعارف فيهم كلا حسب تخصصه فينتظر كل طالب خبر تعيينه لكي يمارس العمل ويبدأ في ايصال ما تعلمه خلال هذه السنوات الى طلابه بكل جدية ونشاط. فالمشكلة ليست في المعلومات فهناك المكتبات لو أراد أن يزداد في المعارف ولكن المشكلة تكمن في طريقة ايصال هذه المعلومات وهذا المقرر الى الطلاب ولا يكون ذلك إلا عن طريق الالقاء والمناقشة وهنا الكارثة.فكل طالب خلال فترة دراسته في الجامعة او الكلية يكتب كل ما في حصيلته على الورق بصمت شديد فلو أردت لكتب لك مجلدات ولو طلبت منه ان يعرّف بنفسه امام قلة من الطلبة لرأيته يتلعثم وقد أحمر وجهه وبدأت فرقعة الاصابع.. الخ. وهذه للاسف حقيقة وكل طالب يعرف ذلك جيدا. فيجب علينا ان نعالج الموضوع كما هو لا كما ينبغي أن يكون. فالطالب الجامعي لم يهيأ بشكل جيد ويرجع ذلك الى طريقة تعامل بعض اساتذة الجامعات مع طلابهم، فالطالب الجامعي يقضي أغلب سنوات دراسته مستمعا ومتلقيا ناهيك عن الاحراجات التي يتعرض لها الطلاب أثناء تطبيقهم في المدارس فهذا يتمتم وذاك يأتيه غثيان والآخر في وضع لا يحسد عليه إلا من رحم ربي. فالعلاج الوحيد لهذه الظاهرة هو تعويد الطلاب وحبذا من المرحلة الثانوية على طريقة الالقاء حيث يجعل المدرس الطالب يقف امام زملائه ليعطي رأيه في طريقة الشرح مثلاً أو يجعله المدرس يشرح أحد المواضيع التي سبق وأن شرحت ويجعل الطلاب يناقشونه فمع التكرار والمداومة ستتلاشى هيبة الوقوف امام الطلبة فلو جعل المعلم في كل حصة أو محاضرة طالبا واحدا فقط يقف ويلقي لأصبح الالقاء سهلا أمام من القى ومن لم يلق فبهذه الطريقة نعالج هذه المشكلة التي يستهين بها بعض الناس مع انها في الاصل مشكلة وخيمة جعلتنا حتى لا نعرف ان نعبر عما في داخلنا. وهذه بعض النصائح لكل طالب ولكل معلم سيبدأ هذا العام في زرع بذور العلم والمعارف في طلابه أقول لهم كن شعلة من الحيوية في الفصل وجعله كذلك ولا تنس رفع صوتك بحيث يكون مناسبا لسعة الفصل وعدد الطلبة وحاول ان تكون لهجتك معبرة عن المعاني المطروحة وان تكون حركات وجهك ويديك مناسبة للموضوع المطروح ولا تنس اختيار المصطلحات اللغوية الجيدة.
وكن واثقا من نفسك ومقتنعا مما تقول وحاول ان تدرب نفسك على هذا امام احد زملائك او أمام مرآة او تحاول ان تسمع طريقة صوتك عبر جهاز التسجيل واجعل إلقاءك باللغة العربية لكي تعود تلاميذك عليها ودع عنك العامية واحترم وجهة نظر الطلبة وإجاباتهم سواء خاطئة او صحيحة وأوقف احد الطلبة واجلس مكانه ودعه يعيد ما شرحته وحاول ان تشعره أنك متفاعل معه ثم قم بتشجيعه والثناء عليه امام الطلاب وابحث عن الطالب الخجول وأعطه ثقة في نفسه فبهذه الطريقة ستخرّج جامعاتنا وكلياتنا طلبة مبدعين ومتميزين في الالقاء وهذا ما يتمناه كل طالب (اتمنى ذلك).
طارق علي الصالحي
كلية التربية البدنية والرياضة
|
|
|
|
|