| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة/الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تاريخ الأمة العربية والإسلامية سجلت ثلاثة تواريخ أو ثلاث سنوات متفرقة يمثل كل واحد منها سجلاً من الهوان والهزيمة..
التاريخ الأول هو «عام النكبة» 1948م.
حين نكبت الأمة العربية بسقوط فلسطين على أيدي حثالة مجرمة من اليهود وقطعان المستعمرين الذين نفتهم البشرية كلها فجاءوا قطعاناً إلى فلسطين من أجل ان تكون لهم دولة جاءوا بمؤازرة من العالم المتحضر حضارة منتقاة حضارة عنصرية أعمت عيوننا ببهرجتها وزيفها ومكرها وخداعها حضارة تقف إلى جانب المجرم.. حضارة أبادت آلاف الملايين من البشر.. هذه هي حضارة القرن العشرين التي دعمت هؤلاء المجرمين لكي يشتروا شعباً كاملاً ويقتلوه ويعذبوه كيف بالله عليكم يباد شعب كامل من أجل (حثالة) هل هذه مبادئ الحضارة؟
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل
مسألة فيها نظر |
هذان البيتان من الشعر يمثلان العنصرية بكل أشكالها حين تسفر عن وجهها القبيح.
أما التاريخ الأسود الثاني في سجل تاريخ العرب والمسلمين.. بعد مسلسل الهزائم وبداية تاريخ الانحطاط فهو «عام 1967م» وهو عام النكسة حين انتكست الانتصارات الوهمية إلى هزائم في هذا العام داست ماشية اليهود على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين واستباحت دولة المسخ أراضي ثلاث دول عربية هي مصر وسورية والأردن وزادت مساحتها إلى 3 أضعاف ومثلت نكسة في المفاهيم وصنع هذا العام (جيل النكسة) الذي شرب الهزيمة وفهمها وعاش أحداثها هذه «النكسة الغامضة» التي جاءت في أحلك الأوقات ومثل احتلال المسجد الأقصى تاريخاً أسود في سجل الأمتين العربية والإسلامية حين استباحت قطعان الصهاينة ساحاته والعرب والمسلمون مكتوفو الأيدي أمام هذا الانتهاك.. ووقع الأقصى في أسر أكبر حثالات الإجرام في التاريخ..
في عام النكسة نكس كل الناعقين والصارخين على رؤوسهم.. في عام النكسة.. بدأ تاريخ حافل بالذل والمهانة للمسلمين..
منذ عام النكسة مازالت الأجيال تترعرع على الذل والهوان في هذه الظلمة الحالكة والهزائم المتتالية تتراءى لنا بطولات شعب فلسطين المجاهد الأبيّ.. الذي واجه حثالات الاجرام ورفض استباحتهم ساحات المسجد الأقصى (بالجزم والنعال) ووقف الشعب الفلسطيني كله يذبح أمام سمع وبصر العالم.
وفي هذا العام 2001م جاء عام «النكرة» حين «نَكَر» شارون نكرته المشهورة في المسجد الأقصى وأطلق نهيقه المكتوم منذ سنين فإذا قلنا نكر الحمار أي نكر نكراً.. أي أطلق نهيقه المنكر والمزعج.. لاحظوا لم يتغير عن عام (النكسة) إلا حرف الباء بدلاً عنه حرف السين في عام النكسة ثم بدلاً عنه حرف الراء في عام (النكرة).. هذا هو هذا المجرم الحقير شارون الحاقد على العرب والمسلمين.. لم أعرض من اسمه إلا أنه يبدأ ب (الشر).. في هذا العام أسفر الحاقدون الصهاينة وكشروا عن أنيابهم الحاقدة وامتصوا دماء الشعب الفلسطيني.. وذبحوه أمام العالم وهو يتفرج ويصفق.. في هذا العام وقف الشعب الفلسطيني البطل أمام محاولات حثالة الإجرام هدم المسجد الأقصى ووضع الهيكل المزعوم فلك الله يا شعب فلسطين حين تقف وحيداً تواجه الرصاص والحقد
لك الله أيها الشعب البطل حين تدافع عن مقدسات المسلمين وحين تقف سداً منيعاً أمام محاولات الوحوش والكلاب الوصول إلى المسجد الأقصى وحين تصمد أمام جميع أساليب الهمجية والإجرام من المجرم شارون الذي لايعرف إلا لغة الدم والاجرام حين تجرعونه من نفس الكأس التي يعرفها.. الذي سيندم حين تحين ساعة الانتقام.
حين يبعث الله عباده المؤمنين للقضاء على فساد بني إسرائيل:
قال تعالى: «وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلنّ علوّاً كبيراً» (الآية 4 من سورة الإسراء).
م.عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع
|
|
|
|
|