أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th September,2001 العدد:10579الطبعةالاولـي السبت 27 ,جمادى الآخرة 1422

محليــات

مستعجل
اهتماماتهم إذا أثروا..!!
عبدالرحمن السماري
** اهتمامات الناس وهمهم تختلف من شخص لآخر.. فبعضهم عندما يمنّ الله عليه بالغناء «شويّة طفسه» قد يشطح تفكيره ويحاول أن يعمل شيئا مختلفا.. المهم.. إن الكثير منهم يبدأ في معادلات وموازنات جديدة.
** فمثلا.. بعضهم وبمجرد أن يمنّ الله عليه بالفلوس.. يبدأ بالتفكير في الأسفار من بلد إلى بلد على طريقة «تمتّع» كما يقول البعض فتختلف طبائعه.. وتختلف نفسيته.. وقد «يطيح» في أمور لا تحمد عقباها.. وتصبح التجارة وبالا عليه.. فيضيّع نفسه ويضيع أهله..ويضيّع دينه وتنحرف أخلاقياته.. وتسوء أموره حتى يموت موته بشعة.. فقد يغطس في ملهى أو في بلد مشهور بالفساد.. وقد يداهمه الموت وهو في وضع غير مقبول وهكذا.
** وهناك من ينقلب رأسا على عقب فيتنكر لأقاربه ومعارفه وأرحامه..ويبدأ في التغطرس والكبر.. ولا يكتفي بنسيان من حوله.. بل ربّما يستهتر بهم ويستهزئ بهم ويسخر من فقرائهم.. بل ويشتمهم، فيتحول الى طاووس، وكأن العلاقة بينه وبين هؤلاء مقرونة بأوضاعه المادية.. مع أنه لو مرض أو تردت أموره أو افتقر.. لما وجد غير هؤلاء بعد الله.. ولما سانده أحد غيرهم.. ومع ذلك.. يتنكر عليهم واحدا واحدا.. وربّما لا يرد عليهم السلام.
** وهناك من يفكر في تبديل أمّ العيال.. ويتحول الى إنسان معدد.. كل هاجسه.. خطبة فلانة.. والزواج من الأخرى..وتصبح أموره كلها..زواج وطلاق.
** والتعدد في حد ذاته.. لا غبار عليه..بل هو أمرمشروع.. ولا أحد يشك في ذلك أو يجادل فيه..ولكن .. أن تصبح المسألة «سعة صدر» وخذ «هاذي» وطلق الثانية.. واطمر من بيت لآخر.. ولا تهتم بأمور الدين ولا بالعدل ولا بالإنصاف ولا بحقوق تلك النساء.. فهذا شيء مرفوض.
** لا أحد يناقش التعدد كمبدأ أبدا ولكن.. أن يتم بهذه الطريقة، فهذا ما يحتاج الى نقاش.
** أما الصنف الرابع.. فأول ما يفكر فيه.. هو بناء المساجد والتصدق على الضعفاء والمحتاجين ومساعدة هذا.. وفك عسرة هذا.. وتلمس الفقراء والمعوزين ومساندة الجمعيات الخيرية والإغاثية والتواصل معها.
** يحرص على زكاة ماله .. وعلى الصدقات..وعلى أن يجعل في ماله نصيبا لكل فقير ومسكين ومحتاج.
** يبني هذا المسجد.. ويفرش الآخر.. ويكيّف الثالث.. ولا يرد سائلا.. بل يسعفه بالمقسوم.. ويساعد هذا الشاب المتزوج.. ويساند هذا المريض.. وتجده في كل محفل خير.
** أما الصنف الخامس.. فاهتماماته بناء بيت فخم.. واستراحة فخمة.. ومزرعة فخمة..وسيارات فخمة.. ويغير أثاث وشكل مكتبه كل شهر.. ويحرص على شقة في لندن.. وشقة في اسبانيا.. وشقة في فرنسا.. وشقة في أمريكا.. وشقة في لبنان والقاهرة و ... «تمتّع» فقط.. حتى لو كنت «رِمَّة شايب».
** أما الصنف السادس.. فمهمته متى أثرى.. يأخذ ويكنز.. ولا يظهر عليه أي شيء.. ولا يتغير في أموره أي شيء.. ولا يبدو عليه أي تغيير فالبيت قديم وتالف وفي حارة منزوية.
** والسيارة صغيرة وموديل قديم.. و«النْعيْلات» لم تتغير.. وأولاده وزوجته في أسوأ الأوضاع.. وهو «يشفط ويكنز.. ويصر» ولو طلب منه ابنه الذي جاوز العشرين.. سيارة لصاح به.. أو لو طلب منه المساعدة في الزواج لصرخ في وجهه، وبدأ يدور وهو يهز يديه «من وين أجيب الدراهم.. جَتْنِي طفسه وطارت عيونكم؟!».
** حتى إذا مات ظهرت ثروته بمئات الملايين. فأخذها الجميع هنيئا مريئا.. وقد لا يكلف أحدهم نفسه بأن يقول «رحمه الله» لأنه «الله يرحمه.. أقيْشِرْ» وبخيل.. وناشف ونفسه شينة والويل كل الويل لمن يقول له «أبي» أو «عطني» والحمد لله على قضاء الله وقدره.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved