| الاقتصادية
* أبها سعيد آل جندب:
أسدل الستار قبل أسبوع على أطول وأشمل مهرجان عربي ألا وهو مهرجان أبها السياحي 1422ه « كل عام وصيفكم أبها» الذي استمر عشرة أسابيع حفلت بالعديد من البرامج والفعاليات دينياً وثقافياً ورياضياً وفنياً وترفيهياً وعائلياً ، ، ولكن رغم هذا النجاح الكبير إلا أن هناك جوانب تحتاج إلى اعادة نظر ونسعى في هذا التقرير إلى رصدها ليس لتصيد الخلل بقدر ما هو محاولة لخروج المهرجانات القادمة من ذلك:
الإعلام والإعلان
يأتي في مقدمة الخلل الذي وقع فيه مهرجان أبها هو الإعلام والاعلان حيث لا توجد تلك التغطية الإعلامية التي تعودنا عليها في السنوات الماضية وهنا لا نحمل رجال الإعلام والصحافة المسؤولية بقدر ما نحملها للجنة التنشيط السياحي والتي سعت لتقليص الحضور الإعلامي لأي مناسبة وعرقلت الحصول على بطاقة أي مناسبة إلا بخطاب من المرجع الإعلامي وكتابة تعهد إلى غير ذلك من التنظيمات حسب ما يرون والتي لم تتعد كونها إيقاف أي جهد إعلامي واجهاض كل طموح لعمل مادة صحفية راقية فعمد القائمون على اللجنة لتحريك الإعلاميين إلى حيث يريدون وأغلقوا في أوجههم جميع الأبواب واشترطوا أن يكون لكل صحيفة مندوب ومصور لجميع الفعاليات متناسين أن مهرجان أبها مليء بالفعاليات التي يصعب على مندوب واحد ومصور تغطيتها فكان أن خرجت جميع التغطيات الصحفية قليلة بل تصل للندرة فعسى أن تلتفت اللجنة للإعلاميين وتمنحهم الحرية الكاملة في العمل بل وتعطيهم جميع ما يسهل مهمتهم فثلاثة أو أربعة أو خمسة مندوبين أفضل من مندوب واحد للصحيفة فمعنى الكثرة أن يكون هناك عمل إعلامي غزير الانتاجية وعميق التناول كل في مجاله رياضي وثقافي ، ، الخ أما الإعلان فما زال يراوح مكانه ولم يهتم القائمون على اللجنة بما يقوم به الإعلان من جذب للمصطافين ورجال الأعمال ولا عتب عليهم في ظل اللاوعي بمهمة الاعلان في طرق الأبواب المغلقة والدخول بسهولة في صناعة جو سياحي من خلال دعمه لجميع المناشط ،
ولم تكن اعلانات التلفزيون والإذاعة أحسن حالاً فمع نهاية الصيف تكثفت الاعلانات عن فعاليات عسير ومناظر كثير من الزائرين يستعدون للرحيل مما يؤكد الخلل الكبير في صياغة الرسالة الإعلامية والاعلانية في مهرجان أبها 1422ه ،
الفعاليات:
لا خلاف بأن فعاليات صيف أبها كانت الأطول والأشمل ولكن هزها بعض الضعف سواء كان تنظيمياً أو فكرة أو توقيتياً ففي التنظيم لوحظ تلاعب في عدد من المناسبات منها الأسبوع الألمعي حيث لم يتميز في هذا الأسبوع سوى اليوم الأول أما بقية الأيام فلم تتعد كونها مناظر هزلية لبعض الصناعات الألمعية مع عروض شعبية في المساء وعدد من المسابقات التي ذهبت جوائزها لأعضاء اللجان بالأسبوع وعائلاتهم مما يبين تلاعباً كبيراً أما الفكرة فكانت أبرز سوءاً حفلات سمر قافلة الاصطياف حيث أبرزت جانباً هزيلاً للموروثات الشعبية في حفل لا نعلم مناسبته أو الهدف منه والذي نظنه ملء فراغ وقت كان السائح سيقضيه في مكان يليق به وبعائلته بعيداً عن المهاترات والسهرات التي لا تضيف لفكر السائح سوى صورة غير مشرفة لعسير ،
أما التوقيت فكان صيف أبها متضمناً لعدد من الفعاليات غير مناسبة التوقيت يأتي في مقدمتها افتتاح المهرجان بالمحاضرة الدينية ظهراً في انعدام تام للحضور الذي اعتدنا على تواجده في مثل هذه المناسبات ، ، اضافة إلى حفل قافلة الاصطياف والدي كان معه في نفس اليوم انطلاق ملتقى الشباب الصيفي وبدء عروض الضوء والصوت إلى غير ذلك من التواقيت غير المدروسة مثل دور الصداقة والمناسبات الفنية ،
أمانة التنشيط السياحي
مازالت أمانة التنشيط تبذل جهوداً كبيرة ليخرج مهرجان أبها محققاً لآمال وتطلعات سمو أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل والذي من جهته يدعم كل ما من شأنه دفع عجلة السياحة الداخلية ليوفر للسائح أجمل سكن وأجود طعام وأرقى منتزهات ضمن أروع مناظر وأحسن جو ، ، ولكن رغم هذه الجهود للأمانة إلا أنها مازالت تعيش في كابوس أنها وصلت رغم أنها مازالت تحبو في ظل نجاح جميع لجان وأمانات السياحة التي أتت بعدها في جميع مناطق المملكة وأخص بالذكر محافظة جدة ومنطقة المدينة المنورة وهنا لا بد أن تكون هناك غربلة في مسؤولي اللجنة ودعم قسمي التسويق والعلاقات العامة الأول بكوادر اضافية والثاني بمن يقدرون العمل السياحي ولعل الدكتور محمد بن سعيد العضاضي أمين لجنة التنشيط السياحي يشاركنا الرأي وكذلك المهندس سعد فنيس منسق مهرجان أبها في أن الأمانة مازالت بحاجة لكوادر ذات خبرة بالعمل السياحي وتحمل تقديرا لكل داعم للسياحة، أما ان تكون الأمانة مليئة بشباب كثيراً ما يجهلون على الأقل معنى السياحة ولا يحملون العتب فيكفيهم أنهم شاركوا في دفع عجلة التنمية السياحية ولكن أين الأمانة من عمل دورات لهؤلاء الشباب في السياحة والعلاقات العامة والحاسب وإلى غير ذلك من الدورات ، ،
كثيرة هي الملاحظات على صيف أبها 1422ه ولكن اثرنا أن نركز في حديثنا ونلتمس أهم ما عرقل النجاح الكبير لكثير من فعاليات صيف أبها ، ، «وكل عام وصيفكم أبها» ، ، مكاناً وجمالاً ،
|
|
|
|
|