قال القاسم بن علي بن هتيمل (القرن السابع الهجري) في ممدوحه القاسم بن علي الذروي:
أشرف الناس رتبة وأعزّ الناس
والأرض قاسم والجروب
ساحة لا يزال فيها رئيس مس
تجير وسائل لا يخيب
إن أقل امرؤ وأخبت ف
الذروي للوفود مكثر ومطيب
أنا أشكو إليك قوماً تمالوا
في عقوقي بعيدهم والقريب
جهلوني وضيعوني وهل ي
عرف حق الأديب إلاّ الأديب
هكذا أنشد ابن هتيمل، وهكذا امتدح، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يشغل خاطر الشاعر وهو بليغ زمانه وشاعر عصره دون منازع، وكذا ممدوحه الأمير الذروي: أمير زمانه، وفتاه الحلاحل:
إذا العرب العرباء رازت نفوسها
فأنت فتاها والأمير الحلاحل
وإن البيت السابق في معناه وقيمته لينطبق على الذروي تماماً لنباهته وتفوقه:
فهو: شاعر ذو محتد رفيع، ومقام كريم، هذه الحروب بمساحاتها الزراعية الواسعة، وهذه رحابه وإمارته، وتلك مكارمه، وأخلاقه، وهو قمين بهذه الشكوى، ولكن بيت القصيد في قول الشاعر:
أنا أشكو إليك قوماً تمالوا
في عقوقي بعيدهم والقريب
جهلوني وضيعوني وهل ي
عرف حق الأديب إلا الأديب
فما الذي حدث؟ ومن الذين تمالوا في عقوق ابن هتيمل؟ ولماذا جهّلوه، وأضاعوه؟ ومن الأديب الذي يعرف حقوق الناس وينصفهم؟.
كل ذلك يشير إلى واقع اجتماعي معهود هو واقع ابن هتيمل نفسه الواقع الذي يعيشه ويعلمه، وهو ما دعاه للشكوى لممدوحه، ولربما انطبق هذا الواقع على غير مجتمع الشاعر في كل زمان ومكان.
«وهل يعرف حق الأديب إلا الأديب»