أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th September,2001 العدد:10579الطبعةالاولـي السبت 27 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

كل سبت
العمالة السائبة وملحقاتها «2» عود على بدء
عبدالله الصالح الرشيد
العمالة السائبة شبه المتخلفة والهاربة تذرع شوارع الرياض وغيرها من مدن المملكة بلا حسيب ولا رقيب وهي مع ذلك حشف وسوء كيل فمع تسيبها واهمالها وهيمانها لا تتقن صنعة ولا تخلص في عمل وليس لها عنوان واضح ومقر ثابت يمكن الرجوع اليها عندما ينكشف خداعها وزيف عملها في المهن التي تتبجح في اتقانها مثل السباكة والكهرباء والدهان وغيرها..ولا ادري ماهي مهمة مكاتب العمل وادارات البلديات بل والادارات الحكومية المسئولة والدوريات الراجلة والمتحركة وهي ترى صباح مساء هذه التجمعات الهائلة بعددها وعدتها وهي تتكدس في بعض الاماكن العامة والحواري الضيقة وعند مفترقات الطرق تنطلق مندفعة الى اي قادم الى اماكن تواجدها تحيط به بطريقة خانقة له ولمركبته ولا تترك له حتى فرصة النزول منها حيث تطل عليه الرؤوس من جميع الابواب وترتفع الاصوات وبدلا من ان يختار يندهش ويحتار ويحاول الفرار من هذا المأزق الفوضوي الغريب..وفي رأيي فان الجزاء الرادع والمسئولية الاولى يجب ان تنصب على المؤسسات والافراد من ضعاف النفوس الذين تركوا الحبل على الغارب لهذه الفئات بان تسرح وتمرح ومحاسبتهم وبعد القبض على هؤلاء العمال يتم تسفيرهم على حساب كفلائهم مع استيفاء الغرامات والتكاليف المطلوبة ومن ثم اخذ التعهدات النظامية الصارمة اللازمة عليهم وحرمان هذه المؤسسات او الافراد من الاستقدام مرة اخرى جزاء لهم وعبرة لامثالهم.
وهناك فئة اخرى تزدحم بهم ابواب المساجد والمطاعم والمحلات التجارية واسواق الخضار المركزية وغيرها ونعني بهم افواج المتسولين من رجال ونساء واطفال بمختلف الاعمار ومن شتى الاقطار لا تربطهم بهذه البلاد الا العباءة السوداء التي ترتديها النساء او الثوب والغترة للرجال يعني التخلف والتستر بالمظاهر. وانني لاتساءل وبكل بساط كيف دخلت هذه الفئات الى البلاد بهذه الكثرة وهل من الصعوبة القبض عليها والتحقيق معها وابعادها، ومعظمها من الفئة المتسللة؟ الى جوامع حي الربوة بالرياض على سبيل المثال تكاد على مدار العام تزدحم ابوابها ومداخلها في صلاة الجمعة بانواع شتى من المتسولين وعلى مرأى العين نشاهد السيارات التي تحملهم الى المساجد وتأتي لتأخذهم بعد الصلاة وكأن الامر منظم وموكول بمؤسسة للتسول ونقل المتسولين او تأخذ عليهم نسبة من الدخل مقابل النقل والمتابعة وربما الايواء كما هو حاصل مع فئات العمالة السائبة. وهنا نعيد طرح نفس السؤال اين ادارة مكافحة التسول واين دور ائمة المساجد واين الجوازات وادارات متابعة المتخلفين عن ملاحقة هؤلاء والقبض عليهم؟ والذين يندر ان تجد بينهم سعودياً واحداً ومع ذلك يبقون طوال العام يعطون الانطباعات السيئة والخاطئة امام القاصي والداني بان بلادنا تكتظ بالمحرومين والجائعين بخلاف واقعهم وانهم من غير اهل هذه البلاد..ويبقى الحديث التالي والاخير عن فئة احترفت القذارة للارتزاق منها وطاب لها ان ترتع في شوارعنا وتحيلها الى مستنقعات آسنة وبؤر قذرة للذباب والبعوض ومصدر خطر للاوبئة والعفن الدائم..هذه الفئة جاءت من الخارج للعمل في مؤسسات متهالكة شبه مفلسة للعمل لديها برواتب زهيدة وترك لها اصحاب المؤسسات حرية الحركة والتصرف لتغطية التأخير او النقص في رواتبها ولم يكن امام هذه الفئات من مجال سوى احتراف تغسيل السيارات والمراكب في الشوارع النظيفة والفسيحة وامام الدوائر الحكومية والمدارس والمؤسسات والمحلات التجارية والمستشفيات فأحالت هذه المواقع الى برك ومستنقعات ومراتع للذباب والبعوض وسببت للغادي والرائح المشاكل والمتاعب المترتبة على تعرضه لهذه البؤر الآسنة التي تنتشر وتسيح من جنبات الشوارع..فأين يا ترى الجهات المسئولة عن المحافظة على البيئة في البلديات ودورياتها واين وزارة الصحة ووسائل توعيتها واين الدوريات الراجلة من المرور والنجدة للتبليغ عن هذه الفئات او القبض عليها وتسليمها للجهات المسئولة أليست صحة المواطن ونظافة البلد احق بالنجدة..لقد فاق عدد الذين يقومون بتوسيخ الشوارع والاحياء عدد عمال النظافة فاصبحنا ننظف ساعة من نهار ونجلب ونزرع القذارة طوال النهار..فاين التعاون واين الاهتمام واين الشعور بالمسئولية من المواطن والمسئول فهل من علاج رادع وعاجل لهذه المظاهر السيئة التي اشرت اليها وكلها تصب في تشويه سمعة الوطن وكرامة المواطن وهل نتركها تستفحل حتى يستحيل القضاء عليها بعد ان يعم طوفانها ويتشعب، ونندم ولات ساعة مندم.
ان اكثر هذه العمالة فئة طفيلية هامشية عقيمة التأهيل والنشاط جاء اكثرها عن طريق التسلل والتخلف والهروب من الكفلاء وامتهن جزء منها التسول وجميعها وبال على الوطن وامنه واستقراره وسمعته، شعارها ومبدؤها وهدفها «تأكل ما كان وتضيق المكان».
للتواصل فاكس/ 4786864الرياض


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved