|
| شرفات
أشادت الفنانة التشكيلية الدكتورة جيهان رفعت بالنهضة التشكيلية في المملكة العربية السعودية في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، وقالت: إن النهضة التشكيلية في المملكة هي انعكاس حضاري لما وصلت اليه المملكة من تقدم وازدهار في مختلف المجالات، كما أشادت بمركز الملك فهد الثقافي بأبها الزاخر بالنشاط وأعربت عن تقديرها للفنانين التشكيليين في المملكة وأعمالهم التي تقوم على المزج ما بين الأصالة والمعاصرة.
التقت بها «الجزيرة» في هذا الحوار خلال معرضها الثالث « القدس في القلب» الذي اقامته مؤخرا بالقاهرة تحدثت عن مشوارها وأعمالها ومعرضها الأخير وتأثرها بأعمال الفنانين التشكيليين السعوديين.
الرياح والزهور
* الرياح قد تفني الزهور ولكنها لا تميت البذور.. مقولة تصدرت معرضكِ الأخير «القدس في القلب» ماذا تعني لديك وكيف ترين تلامسها مع لوحات معرضك؟
مثل كل فنان صادق أشعر بمدى المأساة العربية في فلسطين وكنت أحلم بوطن هادىء صاعد ولكن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة أوقفت نبض هذا الوطن، وأنا هنا لا أملك سوى فني الذي أعبر من خلاله عما في قلبي وفي قلب كل عربي، وعبر هذا المعرض قدمت سبع عشرة لوحة تجسم الواقع المرير للقدس ففي لوحة الحصار قدمت المنطقة المقدسة وحولها طوق من الدماء والحديد وعلى هذا الطوق تظهر نجمة داود وهو تعبير عن امتلاك اسرائيل القوة والسيطرة على تلك المنطقة، وفي لوحة أخرى جسدت فيها الدولة الاسرائيلية كساقية تدور في بحر من دماء الشعب الفلسطيني، وفي لوحة مقابلة تمتلىء بالأطفال والشيوخ والنساء في فلسطين ما بين قتيل وجريح وعليه أسلاك شائكة وقيود حديدية وأعبر في هذه اللوحة عن الدولة الفلسطينية، كما توجد لوحة الطفل الفلسطيني الذي يسير على الأشواك المتناثرة تحت قدميه ناظراً الى العلم الفلسطيني المكتوب عليه (القدس لنا)، وفي الجانب الآخر صورة للقدس وقبة الصخرة في مشهد هدوء وسكينة وتحيط بهما الملائكة من أعلى مرفرفة بأجنحتها لتبعث في الطفل الأمل ومواصلة الصمود رغم ما يجده من أشواك.
* وما رؤيتك لدور الفن في التعبير عن واقعنا؟
الفنان يعيش وسط المجتمع ويؤثر ويتأثر به وأي لوحة يرسمها الفنان تأتي معبرة عما يدور بداخله تجاه هذا المجتمع فمن يرسم جمال الريف تجده متأثرا به ومن يرسم دموع القدس تجده يبكي عليها، والفن التشكيلي بشكل خاص له دور كبير في التعبير عن أفراحنا وأتراحنا وكل ما يدور حولنا من أحداث، وأرى ان عرض اللوحات واقامة المعارض وخاصة التي تجسد الأحداث السياسية تعتبر أداة دبلوماسية وتقدم رسالة فنية بالغة التأثير للعالم.
* كيف كانت بداية جيهان رفعت الفنية؟
كانت بدايتي الفنية منذ الصغر حيث كنت أعشق الرسم والتلوين وكان والدي يشجعني باستمرار على تنمية هوايتي طوال فترة دراستي وكنت أود الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لكن حالت الظروف والتحقت بكلية طب الأسنان وبعد تخرجي عام 1989م وجدت ان الفن هو المسيطر على وجداني فتركت المشرط وأمسكت بالفرشاة وقدمت بالفعل أول معارضي الخاصة عام 1999م ثم المعرض الثاني في اتيليه القاهرة العام الماضي وهذا هو المعرض الثالث لي، وقد تمثلت معارضي السابقة في تقديم الفن المجسم فصممت لوحات من الأرابيسك والرسم على الحرير والخشب.
الفن المجسَّم والتشكيل السعودي
* وما سبب ترككِ للفن المجسم في معرضك الأخير؟
لم أترك الفن المجسم نهائياً ولكن لجأت لرسم اللوحات بغية التجديد والتطوير وقد بدأت فن المجسمات لتعلم الأسلوب الفني الصحيح، فالمجسمات مرحلة بدائية بالنسبة لي تسبق الرسم بالفرشاة.
* في بدايتك الفنية هناك تأثر واضح بالفن التشكيلي السعودي الى أي مدى كان هذا التأثر وما رأيك في الحركة التشكيلية في المملكة؟
التأثر ببساطة الأداء فقط فالفن التشكيلي السعودي يتميز بالأداء البسيط مع قوة التعبير واختزال الفكرة والربط بين الزمن الحالي المعاصر والموروث في وقت واحد.
ومنذ بداية معرضه الأول تلمست بعض من ملامح الفن التشكيلي السعودي وابهرتني هذه البساطة في التناول وذلك من خلال العديد من الأعمال مثل الفنانة منيرة الموصلي وأماني قطان والفنان محمد العبدالكريم وسعود الدريبي وغيرهم وكم سعدت بانشاء قرية المفتاحة التشكيلية بالمملكة والتي جاءت نتيجة جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وخاصة مع انشاء الصرح الثقافي في أبها «مركز الملك فهد الثقافي» والذي جاء انعكاساً لنهضة المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.
|
|
|
|
|
