| تحقيقات
تحقيق منال راشد:
الزواج مملكة أسرية مصغرة تعد من أعظم المملكات إذا أسست على قواعد سليمة متينة وصحيحة يترأسها ملكان هما الزوج والزوجة ومن ثم يبدآن في إدارة مملكتهم العظيمة الناجحة بحكمة ونضج ويضعان جانبا تلك الرتوش البسيطة التي لا تؤثر في شكل من الأشكال في إدارة هذه المملكة.. هذا هو الزواج الناجح. أما الوجه الآخر للموضوع وهو إذا فشل هذا الزواج.. ونحن هنا بصدد الحديث عن كثرة الطلاق وخاصة ما يختص بالمطلقة إذ انها في أغلب الأحيان الخاسر الأكبر بنظر المجتمع في هذه العملية بغض النظر عن أي أمر آخر.. نعلم جيدا أن الطلاق ليس بآخر المطاف ولكنه بداية النهاية ورغم امتداد النقاش حول قضية المرأة المطلقة إلا اننا مازلنا في بؤبؤة المشكلة لم نتقدم أو نتأخر خطوة مازالت النظرة قاصرة والحقوق مهضومة سواء من الأهل أم من المجتمع الذي تعيش فيه إلا من رحم ربي.
النقاش في هذا الموضوع طويل تطرق له من قبل ومازال وحتى وسط حديثنا هنا ولكن الفرع الجديد للموضوع ألا وهو التعليق وهو أن تترك المرأة بلا طلاق ولا زواج وهو أن تفقد هويتها مطلقة أم متزوجه!!! هو أن تكون انسانة بلا ولي امر أمام حقوقها في المجتمع. بالنسبة للرجل المسألة مبسطة فعندما يرفض هذه المرأة لأي سبب من الأسباب فالقضية سهلة وغير معقدة بخلال ايام تصبح في عداد المطلقات هكذا وبكل بساطة أما ما حالها إن طلبت هي الطلاق ولم تستطع العيش معه هنا يزداد الامر تعقيدا فلا تستطيع أن تطلق كما الرجل ولكن تطلب الخلاص من رجل أساء لها بشكل من الأشكال هنا يقف ويرفض الطلاق ليس حبا لها ولكن انتقاما لرجولته المطعونة ونكالاً لها فهو يرفض أن يُرفض وتنتهي القضية أن لاطلاق لتترك وتمر عليها السنون. وبالتأكيد لا ينطبق هذا القول لذوي العقول الراقية.
المشكلة تكمن من خلال هذه الفترة ما حالها؟ وأين هويتها وأين ولي أمرها لدى المجتمع واي دائرة حكومية تقدر ظرفها؟ وماهو دور المحاكم!. نفتح اليوم باباً أغلق وسط شريحة تألمت وأي ألم أسوأ من الفشل في الحياة:
«التعليق أشد إيذاءً»
الأخت: ام اثير.. تعاني من مشكلة التعليق وتمكث مع اهلها منذ حوالي خمسة اعوام ولم تحصل على الطلاق:
* هل لك أن تحدثينا عن تفاصيل انفصالك عن الزوج...؟
* الحمد لله رب العالمين ناصر المظلومين الواحد الأحد الفرد الصمد ذي العزة والانتقام أعز المرأة ورفع شأنها وأقام الحق في الدنيا من شرقها إلي غربها. لن اتطرق في هذه الكلمات القليلة عن موضوع الطلاق لأن الطلاق بحد ذاته نهاية أي أن النقاط توضح على الحروف لتبدأ المطلقة حياة جديدة ولن أتطرق لما تعانيه المطلقة من ظروف قاهرة في المجتمع من تحقير وتجريح لأننا لن نستطيع إسكات المجتمع بعيداً عن أساب طلب الطلاق أو ما أعانيه من هذا الرجل أقول الزوجة التي تطلب الطلاق من غير سبب ولا مقتض حرام عليها رائحة الجنه فعن ثوبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة» أنا هنا بصدد موضوع واحد ألا وهو التعليق بحيث لا تستطيع المرأة خلال انفصالها من ذلك الزوج وقبل حصولها على الطلاق تحديد هويتها للزوج أم للاهل فكلاهما تاركها وشانها. فها أنا انفصلت عن زوجي منذ خمسة اعوام واطلب الطلاق ولم أحصل عليه أما اسباب الإنفصال متعددة فقد مكثت معه سنتين لم أجد بها إلا الاحتقار والتصغير وخاصة من اهله لأنه رجل بلا شخصية فحببت الطلاق على أن أكون حطام امراة.
* هل تعتقدين أن التعليق أشد إيذاءً للمرأة من الطلاق..؟
* نعم التعليق اشد إيذاءً للمرأة وظلما لها فذلك الزوج مكلف بأن يمسك بالمعروف أو يسرح باحسان ولاشك ان التعليق ينافي الامساك بالمعروف ويقول تعالى «ولاتمسكوهن ضرارا لتعتدوا» ويقول الرسول الكريم«لاضرر ولا ضرار» والضرر الأكبر أن تترك عدة سنوات بلا طلاق.
* كيف تستطيعين أن تحددي أضرار المعلقة في المجتمع...؟
* أولا استطيع أن اصف لكم أول وأصعب معاناتي وهي من خلال الدوائر الحكومية سواء كانت وزارة الاتصال أم الرئاسه العامة أو المستشفيات وكذلك القطاع الخاص كالبنوك فلا أستطيع أن اطلب أي حق لي لانه لا توجد لدي أوراق رسمية تثبت هويتي وأهمها دفتر العائلة لأنه من الزوج والزوج يرفض التعاون انتقاما فلو كنت مطلقة لسارت جميع اموري والطامة الكبرى أنه لدي ابنة ولا توجد لدي اوراق رسميه تثبت ذلك وهاهي ابنتي تكبر وقد حان موعد دخولها المدرسة ولا استطيع ادخالها لعدم امتلاكي مايثبت أنها ابنتي.
* ألم تلجئي إلى المحاكم للحصول على الطلاق...؟
* بلى لم اترك باباً إلا طرقته ولكن مشكلتي مع المحاكم معقدة فأنا أسكن في منطقة والزوج في منطقة أخرى وعندما لجأت الى المحكمة قيل لي إن القضية تحال إلى المدعى عليه والمنطقة تبعد الكثير الكثير عن منطقتي فليست مسألة اربع أو خمس أو حتى عشر ساعات وأبي رجل مسن ولا يستطيع قطع هذه المسافة وقيل لي انها ليست مسألة جلسة أو اثنتين فصرفت نظرا عن الموضوع.
* إذاً هل للزوج شروط لكي تحصلي على الطلاق..؟
* أبداً ولكن يريد أن يتركني هكذا حتى أشيب على حد قوله لأنني رفضت العودة لذلك الظلم الذي عشته فهذا هو الانتقام الذكوري لإمراة رضيت أن تكون مطلقة على أن تعيش بلا كرامة وهو لم يكن عائق لديه فقد تزوج ولديه ثلاثة ابناء انا هنا اطلب الانصاف بالحق وأطالب بحقي كامراة مسلمة في هذا المجتمع الشريف الذي يحذوا حذو الاسلام اريد التسريح بالإحسان لا أن أترك معلقة.
«يستحيل أن أتمسك»
أما الأخ ابو نايف فقال عن هذا الموضوع:
أقدمت مؤخرا على الطلاق رغم وجود ثلاثة أبناء وكان الطلاق برغبة مني ولم تطلب هي ذلك والأسباب متعددة أولها وأهمها عدم التوفيق ومن ثم تأتي الأسباب الثانوية.
* مثل ماذا..؟
* ربما يكون من عدم وجود توافق من جميع النواحي الفكرية والاجتماعية والثقافية.
* اذاً هل كان زواجك باختيارك...؟
بل من خيار والدي.
* ألم تبحث عما تحب فيها وتتجاهل ما تكره..؟
* أولاً أنا لم اقدم على الطلاق بغتة وانما اعطيت لها الفرصة مرة واثنتين وثلاثاً لأن تكون كغيرها من النساء كان ثمرة هذا الصبر ثلاثة ابناء حاولت في كل مرة أن أتجاهل من أجل ابنائي لأنني لم أجد فيها ما أحب ولم أجد حتى متطلبات أي زوج. لذلك لا يمكن أن يحمل الرجل عبء الطلاق دائما فللمرأة دور مهم في استمرار الحياة وفي قلب الواقع.
* فلنفرض أنها هي من طلب الطلاق كارهة فهل توافق بدون تعقيدات وانتقام..؟
* نعم وباصرار فيستحيل أن أتسمك بامرأة قالت لي يوما لا اريدك كارهة.
طلبت الطلاق بعد
ستة عشر عاما من أجل أبنائي
أما الأخت ص. ب عادت منذ فترة إلى بيت أهلها طالبة الطلاق سألناها:
* بعد مرور ستة عشر عاما على زواجك ماهي الأسباب التي دفعتك لطلب الطلاق رغم أننا نجد أن كثرة حالات الطلاق تكون في السنوات الاولى من الزواج...؟
* لم تكن المرة الاولى التي أطلب فيها الطلاق ولكن كان أكثر من مرة والنتيجة أنني أعود إليه بسبب أبنائي أما الأسباب التي دفعتني هذه المرة المطالبة بالطلاق وباصرار وبلا رجعة أنني خلال هذه السنوات تحملت المستحيلات وأولها أنني اعيش مع زوج لا يصلي بتاتا بالاضافة إلى أنه مدمن وكذلك كان رجلا ديكتاتوري وفي كل سنة كان الأمر يزداد سوءاً فكنت المرأة الصبورة حتى كبر ابنائي واعتمدوا على انفسهم واليوم لا حاجة لي ان اصبر أو أن اتحمل من اجل احد فأبنائي كانوا نقطة ضعفي التي اعود في كل مرة من اجلهم وها قد تركتهم اليوم وأنا مطمئنة لذلك طلبي الطلاق ليس ككل مرة وهو يرفض باعتقاده أنها مسألة شهر أو شهرين ثم اعود.
«ست سنوات لا مطلقة ولا متزوجة»
«ام عبدالله »و«ابو تركي» نستطيع أن نصفهما ضمن الزواجات المثالية القائمة على التفاهم والدراسة الجيدة قبل الزواج ومن ثم القناعة التامة قبل أن يخطو خطوة إلى الامام كان الحوار معهما مثيراً فمما يثلج الصدر أن تجد نماذج ناجحة واعية وأيضا صادقة لم تصب الى تزييف الحقائق.
«أم عبدالله» مطلقة مسبقا ولديها فتاة في الثالثة عشرة وصبي لديه تسع سنوات من زوجها السابق أما الان فمتزوجة من «ابو تركي» وهي الزوجة الثانية. بدأنا الحوار بذكر أسباب طلاقها السابق وأختصرتها لنا بقولها« طالبت بالطلاق منذ زواجي السابق لعدم وجود اتفاق لا بالتصرفات ولا المستوى الثقافي ولا في البيئة وبخاصة النقطة الأخيرة لم أستطع التكيف معها أما الأسباب الشخصية فلا أحبذ التطرق لها.
* ماهي المدة التي تركت فيها معلقة ولم تحصلي على الطلاق...؟
* كانت قرابة ست سنوات تركت فيها لامطلقة ولا متزوجة في هذه الفترة استقليت بحياتي بحكم أني موظفة.
* اذاً كيف استطعت اثبات هويتك في الدوائر الحكومية؟ هل كان الزوج متعاوناً في هذه المسائل؟
* في البداية كنت أتدبر جميع اموري من خلال معارفي أي الواسطة فاقضيها بلا رجوع إلى ولي الامر وهو الزوج أما عندما يتطلب الأمر إثبات ولي الأمر في ضروريات الحياة كدخول ابنائي المدرسة أو موافقة السفر او استقدام خادمة فأضطر الروجع اليه لحظتها تكون مرحلة اصطدام و اثارة مشكلة وبنفس الوقت ثغرة له لكي يملي شروطه علي.
* ألم تلجأي إلى المحكمة لطلب الطلاق؟
* في البداية رفضت المحكمه طلب الطلاق لأن الأسباب لم تكن مقنعة لهم فأنا لم استطع أن افضي بكل تفاصيل حياتي فقد اكتفت بتقديم التعهد على الزوج فلم أرض بذلك وأما بعد أن افضيت بكل تفاصيل حياتي وافقت على الطلاق.. في هذه الفترة لم اسخط على المحكمة لأنها تحرص على إبقاء الأجواء الأسرية قدر المستطاع.
* أما بعد زواجك الثاني هل لاحضت فرقاً في المعامله لأنك مطلقة؟
* أبدا والحمد لله فالزواج حدث بوعي وثقة تامة فأنا مقتنعة أنه متزوج وهو يعي أني مطلقة فالثقافة والوعي متطلبان اساسيان لاستمرار الحياة.
انتقلنا بالحوار الى «ابو تركي»
* هل كان لديك فرق بين الزواج بمطلقة او غير مطلقة...؟
* لا تفرق معي أبداً
* هل تقوم بتذكيرها أنها مطلقة؟
* لا
* وهل وجدت معارضة من الأهل بسبب الزواج من مطلقة..؟
* كانت المعارضة على مبدأ الزواج بأخرى... وأيضا وجد لكل شخص أسبابه الخاصة ولكن لم اجد منهم من عارض بسبب أن الزوجة مطلقة.
* فكيف يمكن ان تصفا لنا حياتكما اليوم؟
* في البداية كان الزواج قائماً على دراسة عميقة حول الوضع لما بعد الزواج من حيث ما يكون لي من حق ومن حيث الأيام التي يقضيها مع زوجته الأولى والأيام التي يقضيها معي وحتى وأن وجد خلاف بسيط تبقى الفكرة المتفق عليها تفرض نفسها. وهذا يعتمد اولاً واخيراً على مستوى رقي الطرفين والالتزام بما اتفق عليه مسبقاً.
الحياة شبه معدومة
الأخت ه.م مطلقة بعد ست سنوات زواج ثمرتها طفلان افضت لنا عن أسباب الطلاق التي بدايتها مشاكل متكررة مع الزوج وسهر خارج المنزل إلى وقت متأخر أدى إلى إهمال في البيت والأولاد ومن ثم ازداد الأمر سوءاً فقد وجدت في المنزل مسكرات وأمور أخرى عدة مرات تمادى الأمر إلى ضرب الزوجة احيانا أصبحت الحياة شبه معدومة والخلافات مستمرة على اتفه الأمور خرجت عدة مرات من المنزل على أمل ان يرتدع الرجل ولكن كان يعود بعد فترة إلى ماكان عليه بعدها تركته لمدة سبعة أشهر طالبة الطلاق وقد تم ما أرادت.
«تعرضت لمحاولة القتل»
الأخت ن. ح أيضا مطلقة ولديها طفلان لخصت سبب طلاقها بأنها اكتشفت أن الزوج يتعاطى ادوية بسبب مرض نفسي وقد تعرضت يوما لمحاولة القتل بسبب مرضه انفصلت عنه لمدة خمس سنوات طالبة الطلاق ولم يطلق إلا بعد أن رفعت إلى المحكمة قضيتها وخلعها الشيخ بعد ان دفعت مهره.
«رفض تطليقي في المحكمة لأبقى تحت سيطرته»
ن. ل من الحالات التي صدمت أول زواجها بالرجل الذي اختارت فما أن قضت اليوم الثامن من زواجها حتى طالبت بالطلاق لم يكن الرجل الذي رأته فترة الخطوبة ولم يكن هو نفس الكلام الذي اعتادت سماعه اليوم وقد مر ثلاثة عشر عاما على طلاقها تحكي مدى معاناتها.
* أولا.. سألناها أسباب الطلاق؟
منذ اليوم الثامن من زواجي طلب الطلاق لحظتها اكتشفت أنه الرجل الذي لا اتمناه فقد صدمت به تماما حين اكتشفت أنه رجل يسعى وراء تحطيم المرأة بعكس ما كان عليه في فترة الخطوبة رجل رجعي يرفض عمل المرأة ودراستها يرى أنها خلقت لتنجب الأطفال وتبقى في بيتها وتهان وليس لها أي حق في الحياة.
* ماهي المدة التي مكثتها معه؟
عبارة عن ثمانية أشهر على وجه التقريب.
* وكيف وقع الطلاق؟
فترتها كنت اطلب الطلاق مرة واثنيين وثلاثاً في اليوم حينما ادركت أنه يستحيل العيش معه وخاصة بعدما اكتشفت انه (التم) على مجموعة من الرجال واصبح يتعاطى المسكرات قبل الطلاق اجلسني شهراً في البيت اغلق الباب، قطع الهاتف وأخرج التلفزيون حبسني شهرا بلا وسائل إتصال مع العلم أنني كنت مقيمة في جدة واهلي في الرياض الحيت في طلب الطلاق فقام بتطليقي بالقول ورفض ان يطلق في المحكمة عقابا لي وأرسلني إلى اهلي مطلقة ولكن بلا شيئ يثبت ذلك فقد رفض لكي ابقى تحت سيطرته ولكي لا امارس حياتي كأمراة مطلقة لا من حيث اثبات الهوية ولا من تصاريح السفر خاصة أنني انجبت ابنة هي الآن في الثانية عشرة من عمرها بقيت معلقة قرابة سنة وثلاثة أشهر ولا شيء يثبت ذلك حتى تدخل بعض الأقارب وارسل لي ورقتي بعدها.
* في هذه الفترة كيف كان تعاونه في اثبات وجودك انت وابنتك؟
* كان يرفض التعاون تماما وخاصة في امور السفر لدرجة انني في يوم ما أردت السفر من جدة إلى الرياض أنا وابنتي فوجئت في المطار أنه منعني أنا وابنتي من السفر فاضطررت السفر عن طريق البر أما بالنسبة لابنتي عندما أصبح عمرها اربع سنوات أردت إدخالها الروضة فرفضت المدرسة إدخالها بدون شهادة ميلاد واوراقها الرسمية طلبت شهادة الميلاد منه رفض ذلك معللاً أنه لا يريد لابنته أن تدرس فهو رجل رجعي لا يؤيد تعليم البنات أما أنا فكان لدي صورة من شهادة الميلاد ودفتر التطعيمات فقمت باخراج بدل فاقد من شهادة الميلاد وأدخلت ابنتي المدرسة بدون علمه.
* ألم يعلم بذلك ويثير المشاكل؟
* لم يسأل أبداً لأنه إنسان غير سوي لا يهتم بما حوله وقبلي متزوج من امرأة وبعدي تزوج من اربع فلم يكن يعنيه كيف دخلت المدرسة بل كان يعيش حياته خاصة بعد ادمانه.
* كيف كان تعامله مع ابنته طيلة هذه السنوات؟
* غير متعاون فأذكر أنه مرة واحدة ارسل لها الف وخمسمائة ريال وقال هذا مصروفها طوال العام وأنا والحمد لله لست بحاجته بحكم أنني موظفة وابنتي تدرس في أفضل المدارس الأهلية والسياسة الجديدة التي أصبح يتخذها الآن مع ابنتي مع العلم انني منذ سنتين فقد سمحت لها بزيارته فأصبح في هذه الفترة يلقنها انني أنا سبب الطلاق وأنني غير صالحة يسعى لتشويه صورتي أمام ابنتي أما أنا فقد كبرت ابنتي وبدأت تسأل فكنت اسعى الى تحسين صورة ابيها امامها ولم اذكر لها يوما ما كان ابوها عليه اخيرا اتمنى من الله ان يهديه.
«أشعر بشيء يحرقني»
أم محمد. لم تكن مطلقة ولكن تزوجت من مطلق احببنا أن نتجه اتجاهاً آخر ونستطلع حياتهما فبدأت حديثها قائلة:«زوجت من مطلق ولديه طفل في الرابعة من عمره وكانت تجربتي الأولى في الزواج واجهت معارضة شديدة من بعض افراد اسرتي لاختلاف المستوى التعليمي بيني وبينه واختلاف العادات بيننا لأنني من منطقة وهو من منطقة أخرى مختلفة وأيضا لكونه أبا ومطلقا وأنا مازلت في العشرين من عمري وبعد السؤال عنه كتب الله وقدر أن نتزوج والحمد لله اعيش حياة اظن أن السعادة والحب والتفاهم كلمات قليلة لا تعبر عن حياتي معه فأنا سعيدة جدا جدا معه.
* هل كونه مطلقا وله ابن عائق الآن في حياتكم...؟
عشرتي معه الآن تقارب العشر سنوات ولم أشعر أبداً بأي عائق بيني وبينه ولكن لابد من الشعور بالقهر أحيانا إذا تذكرت أنه لا يكنى بأبو محمد بل باسم ابنه ولكنه شعور سرعان ما يتلاشى ولم اصارحه به يوما.. احيانا اشعر بشيئ يحرقني إذا تحدث مع طليقته بأمور تخص ابنه ولكن الحمد لله استطيع بحبي له ورجوعي لقصاصات من الورق وبطاقات سبق وأهداها لي أن أتخلص من هذا الشعور القاتل الحارق لذلك انصح أي امرأة تتشاجر مع زوجها أن تتذكر لحظات سعيدة وكلمات جميلة يقولها او يكتبها لها لتسامح أو لتنسى شعور مميت مثل الذي أحسه إذا حادث طليقته مع العلم أنني أنا التي احثه دائما على السؤال عن ابنه في الأوقات التي يقضيها مع امه.
* هل حدث وأن قارن بينك وبين طليقته؟
لم يحدث ذلك أبداً ولا ادري لو حدث ماذا سأفعل أحيانا يبدأ بكلام جارح عنها ولكن اقسم بالله لا اسمح له بالكلام عنها أبداً مهما يكن فهي ام ابنه.
* والآن بعد عشر سنوات هل أنت نادمة من الزواج من مطلق.؟
لا والحمد لله دائما اقول أن ربي يحبني أن وفقني بالزواج منه ولكن التوفيق ليس بسببه أو بسببي أنا فقط التوفيق من الله اولا وثانياً لأن اسلوبي في الحياة وافق اسلوبه والتفاهم والحب خيمة تظللنا من جميع الجهات ولا اقول الا الحمد لله على ما نحن عليه.
«يفتقر الى كرامة رجل»
من الحالات التي كان سببها الأهل وهي حالة م.و اجبرها الأهل على الزواج من رجل كانت ترفضه رفضا تاما بل وتقول كنت امقته سألناها عن سبب رفضها له؟
* قالت لم يكن هناك سبب في شخصيته أو تصرفاته ولم أر منه ما يجعلني أكرهه ولكن كنت لا اريده قبل الزواج وأجبروني الأهل اجباراً فكان سبب تمردي وعدم موافقتي له.
* هل حصلت على الطلاق؟
لامازلت معلقة منذ ست سنوات فهو يرفض الطلاق انتقاما بالنسبة له لم اخطئ في حقه فقط قلت له لا اريدك زوجاً فكانت صدمة بالنسبة له نتيجتها عدم الطلاق إلى الآن.
* الم تلجئي إلى المحكمة؟
لا لم أفعل لان الأهل مقتنعون به تماما ولا أحد يريد تطليقي منه وبقيت هكذا لا متزوجة ولا مطلقة وأن لجأت إلى المحكمة لوحدي طالبوني بولي أمر.
* ألم تطلبي من افاضل الاقارب ان يتدخلوا؟
فعلت ذلك ولم أجد نتيجة مقنعة لأن والدي يريدهم وهو لا يريد أن يطلق فاتفقا وأنا مازلت أرفضه رفضا شديدا ومع مرور ست سنوات لم اغير رأيي تماما فأنا ارفض مبدأ الاعتقال وفرض الرأي من الأهل لأني أعرف تماما أنني لن استطيع العيش معه وأن حياتي ستنقلب إلى جحيم بالاضافة إلى أنني إنسانة لي كيان وشعور وإرادة وأعرف من أختار ومن استطيع القبول به أو رفضه وليس من حق أي انسان ولو كان والدي أن يفرض رأيه ويزوجني ممن يراه هو جيداً بلا اعتبار لقبولي او رفضي وكأنني لن اعيش معه ولست أنا المعنية أدى ذلك إلى ثورتي ورفضي ولو كان نتيجته الطلاق أما هو بالرغم من أنه متعلم ومثقف إلا أنه يفتقر نوعا ما إلى كرامة رجل الذي يرفض من يرفضه أعجب دائما كيف يتمسك بي وهو يعلم انني لا اريده.... الآن نحن في القرن الواحد والعشرين ولا اعتقد أن هناك رجلا يقبل على نفسه الزواج بالأكراه فكيف بالمرأة؟!
«حرمت نفسي من أن أعيش مع ابنتي حتى لا ترى ضعفي»
أم أماني.. معاناتها تحاصرها من جميع الجهات الاهل، الزوج، المجتمع نفرد لها الحديث عن قضيتها لتقول منذ ولدت وانا لم اختر ابدا طريقي كان تدخل اهلي في كل شيء في ملبسي وداخل غرفتي وكم تمنيت ان اتزوج حتى اخرج من سيطرة اهلي وحصارهم لي وتحققت الامنية وتزوجت ولكن حتى اختيار شريك العمر لم يكن من حقي المطلوب فلم اكن اعرف عنه أي شيء ولكن يكفي ان اهلي اختاروه لي ومنذ البداية لم يكن لي رأي حتى في اختيار الأثاث ولا اختيار المنزل«بيت الزوجية» زادت مأساتي مع زوجي فأنجبت طفلة في وقت مبكر جدا ولم اكن امهد له برغبتي ولم افرح لا بالحمل ولا بالولادة ولا حتى في اختيار اسم لها برغبتي فقد كنت مسيرة لا مخيرة بعدها حاولت ان اتمرد ولكن فشلت كما فشلت مع اهلي سابقا فكرت ثم فكرت بمن القي الوم عليه ياترى هل عليه ام على نفسي ام على اهلي انا لا ألومه هو رجل شرقي حصل على زوجة مستسلمة مطيعة لا تعرف ان تقول له سوى كلمة واحدة«حاضر» وبالطبع كنت نسخة نادرة في هذا الزمن العجيب ولن يتعب في ترويضي وتشكيلي كما يريد وبالتدريج فقدت كل المقومات التي تؤهلني حتى لا اعتمد على نفسي ضعيفة كالدمية يحكمها اصغر فرد في عائلتي ورضخت لواقعي الاليم الذي اعيشه«مجبر اخاك لابطل».
لقد انهارت علاقتنا قبل بدايتها وتبددت احلامي ووقعت فريسة للخوف فهو لا يهتم الا بالشكل الخارجي للعلاقة الزوجية فهو لا يلبي ابسط حقوقي عليه فله كل الحقوق وليس لي عليه أي حقوق تجاهي و.. و وجاء الوقت الذي اذهب الى منزل اهلي وانا احتضن آلامي وأحزاني وطفلتي ابنه الخمسة شهور بدون سابق إنذار حتى دون أن ألملم اشلائي وأشيائي أو أحزم أمتعتي وحقائبي لأنني مسافرة بدون رجعة الى ذلك البيت الموحش وحصل مالا اتوقعه ولكن تمنيته انه الانفصال لانني كنت صابرة ولم اكن راضية اردت ان استيقظ من ذلك الحلم المزعج الذي هو حقيقة مؤلمة لقد اصبحت«مطلقة» لديها ابنة حرمت نفسي من ان اعيش معها حتى لا ترى ضعفي فينعكس عليها وتصبح مسلوبة الارادة منذ نعومة اظفارها حرمت نفسي من اشياء كثيرة قررت التحدي شيئا فشيئا. أما في المجتمع أجد نفسي أصدم مع الناس ايضا فالناس تنظر الى نظرة غريبة عجيبة قد تكون نظرة استهزاء او رحمة وشفقة او نظرة احتقار وتذمر فالبعض يقول أنها فاشلة والبعض يقول ياحرام ما تستاهل.. الطيب في هذا الزمن لا يجد حظه حاولت أن أجد شريكا جديدا لحياتي بعد أن عانيت ثماني سنوات طلاق وأنا مترددة وخائفة من الفشل ولكن للاسف عندما حاولت أن أكرر تجربتي مع الزواج كان الذي يتقدم الي يأتي من وراء هدف أو مصلحه فالذي يريد أن أكون منجبة لأطفال المستقبل له والآخر يريد أن يعوض ما فاته من شباب وعندما يبتسم لي الحظ ويأتي من يرغب أن أكون شريكة له باقي العمر أجد أن هناك من يعترض من أهله فيرفضون باصرار ويقولون«بنت طيبة وما فيها شيء بس عيبها مطلقة» لماذا هذه الفطرة الجاحفة بحق المطلقة لقد ذهب ربيع العمر شيئا فشيئا واصبحت ابنة الثلاثين عاما وسأحاول جاهدة أن أتصدى لكل من يأسرني وأن أعيش إنسانة ذات كيان مستقل تبحث عن الحرية في الاختيار الصحيح وأنا اتلاشى الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي أن لا تكرر مأساتي في الزواج على أساس الهروب من الواقع الذي تعيشه هو زواج فاشل لانها سوف تعود اليه وقد زاد الحمل عليها اكثر صحيح اني الآن مطلقة ولكن لا يعني ان اكون فاشلة لان الفشل هو ان تستسلم للفشل لذلك لا اطمع ان يعود الماضي ولا ان يتغير خط سيري الذي قدره الله تعالى لي ولكن كل ما اتمناه ان تعود لي السعادة وراحة البال وكل منا عاجلا ام آجلا يأخذ نصيبه وانا اخذت نصيبي ورضيت به بل واستسلمت له والحمد لله على قضائه وقدره.
«المحررة»
هناك الكثير من المعاناة الإنسانية خاصة في أمور الزواج لأنه يعتبر فشلا في الحياة لم يكن بالصعب وجود نماذج مؤلمة لأننا اصبحنا في مجتمع تكثر فيه حالات الطلاق والتعليق والانتقام وأصبحت الصدمة بأن فلانة او فلان انفصلا ليس بالكارثة.. في حوارنا الكثير رفض اللقاء أو البوح رغم أن حالاته تدمي القلب كمن هرَّب الابناء خارج البلاد ومن غير أسماء ابنائه لكي لا يعرفوا.. من ذاقوا الويلات والحسرات ورفضوا البوح، منهم من علل بعدم تفتيح الجروح ومنهم من كان لديه الأمل في العودة وعدم اثارة المشاكل، أمور شتى وجروح متعددة تفتقر إلى الوعي وفي صحة اختيار الشريكين لبعضهما رغم أن ديننا فتح لنا وسهل طرق الزواج فلم التعقيد؟! والضحية نماذج فاشلة وأطفال محرومة وقلة المسؤولية من الطرفين واستهتار شديد بالحياة الزوجية وهي الأسرة التي يقوم عليها المجتمع ومن ثم الدولة.
|
|
|
|
|