| عزيزتـي الجزيرة
الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه حكيم.. عليم.. قال المفسرون أي حكيم في صنعه عليم بأحوال خلقه.. فهو جل شأنه يعلم ما كان وما سيكون وما يصلح لعباده في حالهم ومآلهم، حيث خلقهم لعبادته وخلق كل شيء من أجلهم. امتحاناً لهم ولذا اقتضت حكمته سبحانه .. أن جعل العام يدور على أربعة فصول كما هو معلوم، لكل فصل خواصه ومزاياه لا تتفق مع غيره ففصل الصيف تشتد فيه حرارة الجوف. مما يطيب معه أكل الثمار التي تجود فيها، لكننا ازاء ارتفاع درجة الحرارة نغفل عن هذه الحكمة .. وعما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم من أن النار اشتكت إلى الله حيث قالت أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين في الشتاء والصيف.. يقول عليه السلام فما تجدون من شدة البرد فمن زمهرير جهنم وما تجدون من شدة الحر فمن فيح جهنم صدق الله « قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون» ولذا حري بالمؤمن أن يوطن نفسه على التسليم المطلق بقضاء الله وأقداره والا يبدي جزعاً وتسخطاً مما يعرض له في حياته لا يتفق ورغباته حيث أصبحنا نسمع ونقرأ بعض عبارات الضجر والتبرم حين ترتفع درجة الحرارة أو البرودة عن معدلها الطبيعي.. أو عند شدة هبوب الرياح وقصف الرعد وغزارة المطر.. وما علم أولئك أنه سوء أدب مع الله تعالى مع ما فيه من المخالفة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله حيث قال : «لا تسبوا الريح» أما فعله فإنه كان عليه الصلاة والسلام « إذا اشتدت الريح تغير لونه وسأل الله أن يجعلها رياحاً ولا يجعلها ريحاً» شفقة منه عليه السلام على أمته.. وقد نبه على ذلك فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفقه الله ثم انه في منظورنا القاصر و فهمنا المحدود نرى أن المصلحة تكون من خلال تصورنا للأمور فإذا ما تحق ذلك بدا الندم ظاهراً وربما صاحبه تبرم شديد. وكان اعتراضاً على الله وما علمنا أن الخير قد يكون في عدم تحققه وكذا العكس. وصدق الله حيث يقول: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» آية «216» البقرة . والله الموفق
علي بن محمد اليحيى - بريدة
|
|
|
|
|