أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th September,2001 العدد:10578الطبعةالاولـي الجمعة 26 ,جمادى الآخرة 1422

متابعة

أمريكا ... والعالم بعد حرب الطائرات الانتحارية
كيف انهار مركز التجارة العالمي؟
* * لندن بي. بي. سي أونلاين:
الانفجار الذي تعرض له مركز التجارة العالمي كان كافياً لنسف أي مبنى ومساواته بالأرض خلال وقت وجيز جداً.. ولكن الأمر لم يكن كذلك في هذين البرجين بالذات ذلك أن الدعامات الحديدية ساهمت في إنقاذ أرواح آلاف من الأشخاص حيث ظلت منتصبة لما يفوق الساعة بعد أن اخترقت الطائرتان البرجين التوأم، غير أن الانهيار النهائي للبرجين كان أمرا محتوما بعدما وصلت الحرارة في الدعامات الفولاذية الداخلية إلى ثمانمائة درجة مئوية مما يثير التساؤل الدّاعي لإرسال مئات من عمال الإنقاذ ليلقوا حتفهم تحت أنقاضهما.
ووصف جون نابتون أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة نيوكاسل البريطانية صمود الدعامات الفولاذية والإسمنت بأنه كان مثيرا للعجب. وقال لبي بي سي أونلاين: أعتقد أنه تسنى إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح بفضل ثبات هيكل المبنيين، إذ إنه رغم ضياع أجزاء كبيرة من هيكليهما فقد ظلا صامدين مدة تزيد على الساعة، مما أتاح الفرصة لنجاة الآلاف.
حرارة عالية
غير أن تأجج النار في البرجين نتيجة وقود الطائرتين، أوصل الدعامتين الداخليتين لكل مبنى إلى مرحلة الانصهار حين بلوغ الحرارة ثمانمائة درجة مئوية. وبكل تأكيد فإن الإسمنت الواقي للدعامتين الداخليتين لم يوفر الحماية أمام هذين الحدثين الاستثنائيين.
وقال كريس وايز وهو مهندس معماري: لقد انهار المبنيان بفعل النار. لا يوجد على الأرض ما يستطيع تحمل تلك الدرجة الحرارية المرفوقة باحتراق كميات كبيرة من وقود الطائرات. ومضى قائلا: لم يكن ثمة مفر من انصهار الدعامات وأرضيات الطوابق، وبالتالي كان منتظرا انهيارها فوق بعضها البعض.
وقد أقر هايمان براون المشرف على البرجين بأنه لم يكن بإمكان أي شيء إنقاذهم أمام تلك النار الموقدة.
وقال براون: لقد كان بمقدور المبنى أن يصمد حتى ولو صدمته طائرة أو قوة ناجمة عن ارتطام طائرة. لكن الفولاذ يتعرض للانصهار حيث احترق 91 ألف لتر من وقود الطائرات. وليس ثمة ما هو مصمم للصمود أمام ذلك الكم من النيران.
وأضاف أنه بمجرد ذوبان فولاذ طابق من الطوابق فإنه ينهار على ما تحته مسببا ضغطا كبيرا على ما تحته من طوابق كانت قد تهالكت سلفا.
علم الانهيارات
ومنذئذ أصبح التهاوي أمرا لا مفر منه، حيث إن انهيار كل طابق يضاف إلى القوة المتجهة نحو الأسفل. ومع ازدياد وتيرة السقوط لم يصبح بالإمكان صمود الفولاذ ذي الحرارة العادية أمام القوة الجامحة والتي قدرت بعشرة آلاف طن من الطابق العلوي وحده.
وقال البروفسور نابتون: إن بعض موظفي المكاتب كانوا قد أمروا في وقت سابق قبل أن يتبين ما كان يحدث أن يبقوا في أماكنهم، ويا ليتهم لم يتلقوا هذه النصيحة.
وأشار إلى أن الأمل الوحيد للناس كان هو الفرار إلى مكان مفتوح على الأرض، مضيفا أنه كان ممكنا أن ينهار المبنى على جانبه، مخلفا دماراً أكبر.
كما تداعى في وقت لاحق مبنى مكون من 47 طابقا في ملكية شركة سالمون براذرز. ويقول الاخصائيون إن المبنى سقط نتيجة الانهيارات السابقة، كما أن هنالك احتمالا لتهافت بنايات مجاورة وقال البروفسور نابتون: لقد كان متوقعا سقوط البرجين، بحيث كان يلزم سحب عمال الإغاثة في خلال ساعة واحدة. وأضاف أنه كان يتابع ما يحدث في ذهول، متوقعا أن يقع الانهيار في ظرف ساعتين.
ومضى قائلا: بكل بساطة ما كان ينبغي لرجال الشرطة أن يكونوا هناك.
قلب فولاذي
وكان مركز التجارة العالمي مستوفيا لمعايير عقد الستينات ، حيث إنه كان الأعلى من نوعه في العالم حين الشروع في بنائه. وكان يتوسط هيكله عمود من الفولاذ والإسمنت توجد فيه المصاعد والسلالم وتتفرع عنه قضبان فولاذية بشكل أفقي ترتبط بأعمدة فولاذية عمودية الشكل، يتكون منها الجدار الخارجي للمبنى.
وقد غطي كل الفولاذ بالإسمنت لمنح رجال الإطفاء مهلة دنيا تتراوح بين ساعة وساعتين يمكنهم القيام بعملهم خلالها. كما أن أرضيات الطوابق كانت مبنية بالإسمنت.
وكان المبنى مصمما للصمود أمام قوة تفوق ما تحدثه الطائرات وأيضا قوة الانفجار الذي حصل فيه عام ثلاثة وتسعين.
ويقول الخبراء إن ناطحات السحاب الحديثة قد بنيت وفق أساليب أقل كلفة. إلا أن مركز التجارة العالمي كان رائعا وقادرا على مواجهات أعتى الكوارث غير المتوقعة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved