| الاقتصادية
تلاحقت وتسارعت الاخبار من يوم الثلاثاء الماضي وبشكل لم يستوعبه او يفسره الكثير، فمن تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك الى وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» الى محاولة الهجوم على البيت الابيض بطائرة مختطفة ولكنها فشلت بإسقاطها من احدى ال، اف 15 الامريكية، وتعاقب التفجيرات بشكل متسارع لبعض المباني، ، ولا اريد هنا الدخول بتحليل ونقاش سياسي ومبررات ذلك وغيره وهذا نتركه للسياسيين والمحللين ولكن اريد التطرق الى جانب آخر مهم وهو التأثير الاقتصادي لما حدث من اعمال ارهابية وتفجيرات في الولايات المتحدة والتي نستنكرها جميعا اياً كان مبرراتها واهدافها،
الذي حدث وبشكل متسارع عقب التفجيرات هو صعود قياسي للنفط بنسبة 6% وارتفاع العقود الآجلة في لندن الى 30 دولاراً للمرة الاولى لهذا العام، مع تأكيد منظمة «اوبك» التزامها بتوفير امدادات النفط، وحدث ايضا ان خسرت بورصة لندن 98 مليار دولار، وهبطت اسعار الاسهم الامريكية بشكل كبير قبل تعليق التداول في البورصة وهي المرة الثانية التي تحدث بعد توقفها احتفالا بنهاية الحرب العالمية الثانية، ولاجل غير محدد، وهبطت البورصات الاوروبية الى 7% وتم اخلاء اسواق المال بنيويورك واوقفت التعامل بكل البورصات بها، وهبط سعر الدولار اكثر من ثلاثة أرباع سنت مقابل اليورو، واكثر من ثلاثة ارباع الين، وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة اليورو بأثر هبوط الدولار وكذلك الين، وارتفعت السندات الامريكية التي تعتبر الملاذ الآمن كما الذهب في الازمات،
هذا باختصار شديد ما حصل بأسواق المال العالمية المؤثرة من الولايات المتحدة الامريكية واوروبا واليابان وحتى آسيا الى حد ما ممثلة ببورصاتها وعملائها واسواقها المالية، واثر كل ذلك بشكل مباشر على المستثمرين في البورصات العالمية بعمليات بيع متفاوتة الحدة للاسهم ساعد ذلك على هبوط المؤشرات بالاسواق المالية العالمية ولا نستطيع ان نقلل مما حدث من عمليات التفجير الارهابية التي تمت بالولايات المتحدة من حيث حجمها وخسائرها، ولكن ما حصل بأسواق المال في العالم هو رد فعل طبيعي لما حدث للحظة الاولى وهي متوقعة في مثل هذه الظروف من الازمات او الكوارث، ولكن يجب التنبيه والتأكيد وأخذ العبر من احداث سابقة من حيث حالات الهبوط السريع ثم العودة للوضع الطبيعي، بأن هذا الهبوط وقتي ولن يطول الا اياماً محدودة جدا، لانه عمل ارهابي واحد او اثنان «رغم ضخامته» وليست حروباً منظمة طويلة الاجل لا يعرف مدى لها وهي عمل ارهابي رغم اختلاف حجم الخسائر وضخامته وتنظيمه وتطوره، لكن يجب ان ندرك انها وقتية التأثير ولن تدوم هذه الهزة بالاسواق المالية العالمية سواء للبورصات او العملات او النفط، سواء بالارتفاع او الانخفاض ويتوقع عودتها خلال ايام قليلة كما كانت قبل هذا الحدث لذا يتطلب من كل مستثمر بهذه الاسواق عدم التسرع والاندفاع بالبيع لاي اسهم او استثمارات بالاوراق المالية في البورصات العالمية ولان الاتجاه هو هبوط متسارع فتكون بالتالي الخسائر اكثر واكبر في حال التخلص غير المبرر لها واعتقد ان الشراء هو الافضل بهذا الوقت وليس البيع، ، وهنا طبعا لا اقدم نصيحة بشراء ولكن هي رؤية شخصية عكس البيع، لكن اؤكد على الاقل عدم التسرع ببيع اي استثمارات نهائيا في هذه الظروف التي سوف تخف حدة التوتر بها خلال ايام بالاسواق المالية العالمية وستعود الاسواق والاسعار كما كانت قبل الازمة وبنسب مختلفة طبعا لكن لن تبتعد عما كانت عليه قبل الازمة وتبدأ من جديد رحلة صعود وهبوط البورصات بشكلها المعتاد،
ونطرح هنا تساؤلاً واستفساراً عن الاموال العربية التي تقدر بمئات المليارات كاستثمارات خارجية بهذه الاسواق والتي تصل الى ما يزيد على 850 مليار دولار تقريبا، وحصة الاكبر فيها لدول مجلس التعاون الخليجي، هل ما حصل من هزة للاسواق العالمية وهبوط مؤقت واغلاق البورصة الامريكية غير المحدد المدة والهبوط الحاد للاسعار يدفع المستثمرين الى اعادة التفكير بجدية اكبر بعودة هذه المليارات حتى لو اجزاء منها الى اوطانهم والاستثمار بها، هل ما حصل يعتبر دافعاً ومبرراً مقنعاً وكافياً الى حد ما للمستثمرين لإعادة حساباتهم من جديد بهذه الاسواق التي اصبحت اكثر خطورة وعدم استقرار واكثر عرضة ربما مستقبلا للمخاطر والخسائر بأن يمسي المستثمر يملك مئات الملايين ويصبح يملك ملايين؟ سؤال نطرحه على كل مستثمر مهاجر بأمواله والتي تؤكد الايام بمرورها ان الملاذ الآمن لرؤوس الاموال العربية هو في وطنها والاستثمار بالوطن بما يعود عليه بعائد استثماري له ولوطنه، فهل ما حدث يعتبر عبرة مفيدة وكافية، وتعيد الحسابات من جديد؟
fowzan99@yahoo، com
|
|
|
|
|