| مقـالات
قال محدثي سافرت صيف هذا العام في سياحة داخلية، وكان من ضمن الاماكن التي توقفت فيها مطار الملك عبدالعزيز الدولي في محافظة جدة، وقد لفت نظري الاسعار في بوفيه المطار فهل من المعقول ان يكون سعر كوب القهوة ستة ريالات، وهل من المعقول ان يكون سعر كوب الشاي المكون من كيس شاهي واحد اربعة ريالات، علماً بان كرتون اكياس الشاهي المكون من مائة كيس يباع في اي بقالة خارج المطار بخمسة الى عشرة ريالات.
الغلاء الفاحش في اسعار ما يقدمه هذا البوفيه لا يشتكي منه المسافرون والمارون بمطار جدة وحدهم، بل يشاركهم العاملون في المطار والذين تفرض عليهم ظروفهم العملية البقاء في المطار ساعات طويلة، ومن ثم تناول احدى وجباتهم في فترات الاستراحة بين ساعات العمل، وليس امامهم الا هذا البوفيه بأسعاره النارية.
حالة موظفي المطار والمسافرين في صالات المغادرة تدعو للشفقة اذ انهم ينطبق عليهم القول المعروف «مكره اخاك لا بطل» فليس بإمكانهم اي بديل آخر فهذا هو المكان الوحيد الذي يستطيعون من خلاله الحصول على ما يسد جوعهم وعطشهم، رغم ان اسعار معظم المواد التي تباع فيه مرتفعة بنسبة قد تصل الى اربعمائة في المئة عن مثيلاتها في اي مكان آخر.
لقد انخفضت الجمارك على الكثير من السلع في بلادنا، وهو امر يذكر بالشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة، الا انه وبكل اسف، قرار لم يكتمل لعدم تجاوب المؤسسات التجارية معه وذلك بانعكاسه على اسعار السلع والخدمات اذ بقيت القيمة المادية لكل السلع ولكل الخدمات كما كانت عليه، هذا اذا لم يرتفع سعر بعض السلع عما كان عليه قبل تخفيض الرسوم الجمركية الى اكثر من النصف.
ان الحالة التي عليها اسعار المأكولات والمشروبات في بوفيهات مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة تمثل احد النماذج الحية للارتفاع غير المعقول في الاسعار، وبالذات عند عدم وجود المنافسة، او عند احتكار السلعة او الخدمة.
يمكن ان يكون للخطوط السعودية، او للجهة المسؤولة عن المطارات دور في ارتفاع اسعار مأكولات ومشروبات مطاعم وبوفيهات المطارات،وذلك برفعها اسعار تأجير المتر المربع في هذه الاماكن، وعدم اتاحة الفرصة لدخول اكثر من شركة او مؤسسة للعمل في مجال خدمات المسافرين ومن بينها خدمة تقديم الاكل والشرب من خلال المطاعم والبوفيهات.
ترى هل اتاحة المجال لشركتين او اكثر سوف تساعد في حل مشكلة الارتفاع غير الطبيعي فيما يقدم من خدمات للمسافرين في موانئنا الجوية؟
|
|
|
|
|