|
| تحقيقات
* استطلاع: ابراهيم المعطش
قد يجد المرء نفسه أحيانا أو فجأة قد وقع فريسة للملل والضجر ربما لعارض نفسي اجتماعي أدخله هذه الدوامة أو لمشكل وظيفي مهني جره لدائرة القلق الذي أصابه بشيء من الملل لينسحب بالتالي على أموره الحياتية الأسرية خاصة إذا تعلق الأمر بالعلاقة بين الزوج والزوجة وإذا وجد هذا الشعور مناخا صالحا لينمو ويتطور ليصبح هماً مقلقاً يتطلب حلولا وتدخلات ربما من الأهل والأصدقاء والأقارب، على أن الضجر والملل من روتين ورتابة الحياة ليس معضلة يستعصي حلها، فهناك وسائل مثمرة في تغيير هذا الشعور وتصحيحه وإدخال البهجة والسرور على النفس سواء على الفرد أو الزوجين أو على الأسرة بأكملها..
هنا يكون حديثنا حول وسائل إضفاء البهجة على حياتنا وطرد الملل عنها..
إعادة تنظيم وترتيب أثاث المنزل وتنويع الوجبات عوامل مهمة
الطبيبة عالية ناصر تحدثت حول هذا المفهوم فأشارت إلى أن أهم العوامل التي تسبب الملل سلبية كل من الطرفين وعدم قدرتهما على الابتكار والتجديد في شتى مجالات الحياة واعتماد أحدهما على الآخر مما يحدث خللا في النظام والحياة المنزلية ويؤدي الى الملل والضجر والكآبة ولكن يمكن كسر هذا الروتين بعدة وسائل مثل العلم والابتكار وممارسة الهوايات والأنشطة المنزلية والاجتماعية والثقافية مثل إدخال وسائل التسلية إلى المنزل مثل الإنترنت وبعض الأنشطة المختلفة التي يكون لها دور إيجابي في الأجواء المنزلية وهناك نظرة لبعض الأشخاص يعتبرون المال هو الوسيلة الأساسية لجلب السعادة إلى الحياة المنزلية لأنه الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها يمكن التجديد وجلب السعادة الى الحياة الزوجية. إلا أن ذلك ليس صحيحا، فهناك وسائل بسيطة ويسيرة تستطيع جلب السعادة الى المنزل وتؤدي الى إبعاد شبح الملل عن الحياة الزوجية، فالمال وسيلة فقط كما يرى الكثيرون للتغلب على الصعاب المعيشية أما السعادة المنزلية فتحقق بوسائل يسيرة وبسيطة.
المواكبة وعدم الاتكال
المعلمة هند راشد قالت بالرغم من ظروفي العملية المرهقة الشاقة فأبذل جهودا كبيرة لإبعاد الملل لئلا يدخل الى الحياة المنزلية فقد استخدمت شتى الوسائل لذلك مثل إنشاء بعض المشاغل والدور والبرامج المنشطة ذهنيا لتجديد الحيوية، فعلى جميع النساء المواكبة وعدم الاتكال والتمشي مع الحياة العصرية المتجددة دائما والتي لا تنتظر أحدا ويجب عليها أن تنظم حياتها بشكل جيد ومنظم وإذا اتبعت المرأة هذه الوسائل يمكنها إبعاد شبح الملل عن منزلها وجلب السعادة والحيوية إليه وإذا أرادت ذلك عليها أن تبدأ بنفسها أولا ثم اللجوء الى الجوانب الأخرى وعلى بقية أفراد الأسرة من زوج وأبناء وبنات للمساعدة وعدم الاكتفاء بدور الموجه فقط.
التجديد والتنويع
الأستاذة سها محمد تقول الملل شيء يدخل الى كل النفوس كبيرا وصغيرا نساء ورجالا، فهو شيء مستمر ما دامت الحياة مستمرة وليس هناك شيء مقرون به ويستطيع التحكم فيه، فالأوضاع الخاصة والعامة يتخللها أحيانا كثيرة، ويجب اتباع أساليب ووسائل تستطيع إبعاد شبح الملل منها، التجديد وعدم جعل الحياة تسير على نمط ونسق واحد وعلى الطرفين بذل أقصى ما يمكنهما لإبعاد شبح الملل مثل تغيير الديكور والتجديد في الوجبات الغذائية واتباع وسائل الترفيه والنشاطات المختلفة، كل هذه الأمور تبعث وتدخل البهجة في النفوس وإذا اعترى الحياة الزوجية شيء من هذا الروتين ينبغي عليهم مناقشتها بكل هدوء وعقلانية حتى يمكن إزالته وإبعاده من منزلهما. وربما تؤدي بعض الأمور الصغيرة والشكلية الى شجار واختلاف يكون مخيما على حياتهم، فيجب على الزوجين أن يكونا مثاليين ومتفاهمين وتعترف السيدة المتحدثة بأن الزوجين ربما قد يساهمان في الملل وذلك لاتكالهما على بعضهما وعدم التجانس والتفاهم عند عملية الارتباط ولا يجب أن ينظر أحدهما الى الآخر بأنه هو المتسبب فكل من الطرفين متكافئان في الواجب وهما اللذان يسعدان بمنزلهما أو الشقاء فيه وإزالة وإذابة هذا الجليد تتطلب جهودا مشتركة وتفاهماً تاماً.
وتوفير الأعمال المشتركة مثل النزهة والاكثار من الزيارات وخلق علاقات مختلفة والسفر متى ما توفرت وساعدت الظروف على ذلك والظروف والأحوال الاقتصادية تلعب دورا هاما في هذا الشأن فإذا كان الوضع الاقتصادي متفاقما تكثر المشاكل ويدخل الملل.
فالمتطلبات المنزلية تكثر وتتعقد والكل يسعى الى تغطية المنصرفات وتوفير الحد الأدنى من المصروفات، فالكل يكون بعيدا عن الآخر ولا يجتمعان إلا لمرات بسيطة وكل همهم يتركز في إبعاد الأزمة المالية وتوفير متطلبات الحياة، فالأبناء يحتاجون الى رعاية ومصاريف مدرسية وبذلك يبتعد الجميع عن بعض الأمور التي يعتبرونها هامشية مثل الديكور ووسائل الترفيه الأخرى.
ومن وسائل التغلب على الملل العديدة أن يقوم الفرد بعمليات تجديد واسعة وممارسة كافة الأنشطة الثقافية والهوايات والابتكارات الجديدة وممارسة بعض الطرق التي يكون لها دور في الحياة الأسرية وربما تفتح آفاقا واسعة في مجالات الحياة العصرية وتساهم في إزالة التوتر والاضطرابات.
التفاهم مصدر الوئام
ومضت تقول لزاما على كل من الزوج والزوجة أن يزرع كل منهما الأمان وأن يجعلا التفاهم وسيلة بينهما والتخلص من أي شعور قد يؤدي الى التأزم وإغلاق ما بينهما من تلاطف ووئام، وكذلك الفراغ الكثير وعدم ملء الحياة بوسائل ترفيهية واستشراء الكسل وعدم تنمية المواهب وممارسة الهوايات، كل هذه الأمور قد تؤدي لتقليل الملل وإزالته عن محيط الحياة الزوجية. والاكثار من العمل وتوسيع قاعدة النواحي الاجتماعية وتعود ظاهرة الشعور بالملل الى بداية الحياة الزوجية ويجب على الطرفين أن يتغلبا عليها منذ البداية ومحاولة التفاهم والملاطفة والمعاشرة الجيدة بين الأزواج لأن أي داء يستفحل تصعب معالجته واغتياله في حينه.
من أكثر الوسائل نجاحا لمحاربته محاولة التفاهم بين الزوجين غالبا ما تستغرق وقتا كثيرا حتى يستطيع كل طرف فهم تركيبة قرينه النفسية وكيفية التعامل معها.
وقد أجمع الكثير من الاختصاصيين أن وسيلة السفر والتنزه وتوسيع الحياة الاجتماعية ووضع نشاطات مختلفة ومشاركة الزوجين في كل الأمور وملء الفراغ وممارسة الرياضة التي تجدد الحيوية للجسم ومشاهدة الأفلام التي تعالج العديد من القضايا الاجتماعية والحوار والانفتاح كل منهما على الآخر وجعل الصراحة والوضوح سمة من سمات التعامل بين الطرفين وأن تكون المرأة كثيرة الاعتناء بنفسها ومحاولة التقرب من زوجها، كل هذه الأمور تساعد في جلب السعادة والطمأنينة للزوج الذي يحاول جاهدا أن يبعد شبح الملل عن زوجته.
|
|
|
|
|
