| الريـاضيـة
كفل الإسلام للفرد حقه في التصرف بماله وما يملك مادام يلتزم باخراج زكاته وصدقاته كما سمح له بتنمية موارده والانتفاع بها في حدود الشريعة الإسلامية فحب المال من خصال النفس الإنسانية قال تعالى (وتحبون المال حباً جماً)، ، وتعددت سبل الانتفاع وتنوعت أشكاله فتغنى به واكتوى بناره عامة الناس وخاصتهم حتى أصبح يرنو إليه من زادت أمواله عن حاجته،
غير ان هذا الانتفاع قد يتعدى الضوابط التي تكفل ديمومته فيصبح شراً مستطيراً ليس على صاحبه فحسب بل على المجتمع ككل تشهد على ذلك مسميات اقتصادية منبوذة مثل الاحتكار والربا والاغراق بالإضافة إلى الإسراف قال تعالى ((يمحق الله الربا ويربي الصدقات))،
وإذا سلطنا ضوء ما سبق على جوهرة بلادنا الغالية نجد أن المملكة انطلاقا من كونها تطبق الدين الإسلامي الحنيف في شأن كل واردة وشاردة فإنها أتاحت للفرد وفق ذلك اقتصادياً حرية التصرف في المال ما دام لم يعتد على حرمة النظام الذي يكفل بالتالي سعادة الفرد والمجتمع على حد سواء وما أدل على ذلك من مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ((المواطن رجل الأمن الأول)) ومن هذا الأمن ينبثق الأمن الاقتصادي الذي لم يغب عن ذهن أي مستمع ممحص لمقولة سموه،
ومن المجالات التي توسع فيها الانتفاع /الاستثمار/ أخص المجال الرياضي ومحاولات أنديتنا في هذا الجانب محاولات خجولة غير مجدية، إلا ان وسائل الإعلام ألمحت إلى أن هناك نية لمحاولة جريئة تتمثل في عقد توأمة نادي الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني مقابل مبلغ مقداره 000، 000، 100 دولار فقط وسواء تمت هذه التوأمة أم لم تتم فإن وجود نية في التصرف بمبلغ ضخم كهذا تفرض علينا أن نناقش الموضوع من جوانب متعددة،
إذا تطرقنا إلى الاقتصاد بصورة تجريدية فإن ذلك يعني ان /1+1=2/ إلا ماشاء الله وبناء على ذلك بحثت عن جدوى هذه التوأمة من خلال وسائل الإعلام والمعارف فلم أجد الإجابة الشافية سوى بعض الاستنتاجات التي لا تعتمد على حقائق مثل ان الأرباح تعتمد على تسويق منتجات ريال مدريد الذي يحظى بنصف المبلغ نقدا والباقي بضمان بنكي بالإضافة إلى ان الهلال ينتظر مردودات ترويج إعلانات ريال مدريد وغير ذلك من الاستنتاجات غير الواضحة،
فسلمت بأن الخطأ ولا غيره هو ما يستحق ان يقال عن أمر هذه التوأمة هذا إذا ما استبعدنا فكرة ان هذه التوأمة مجرد هي زوبعة صغيرة لجذب الإعلام فالمبلغ الذي يعادل 46، 0% من أصل ميزانية بلادنا الحبيبة يجب ان نتوقف عنده طويلاً قبل الإقدام على أي أعمال مجهولة الأرباح والعواقب،
قال الشاعر:
ولا تأت أمراً لا ترجي تمامه
ولا مورداً ما لم تجد حسن مصدر |
وحتى يتبين لنا صعوبة هذا الخيار لنستعرض المشاريع الرياضية الأكثر ضمانا بإذن الله من هذا المشروع الغامض فمثلاً الأندية العالمية تستثمر أموالها في عدة مجالات ومنها:
1 الاستثمار البنكي المباشر: وذلك من مبدأ file: /اعط القوس باريها/ فتستثمر الأموال مباشرة عن طريق المضاربة والمرابحة وإذا وظفنا ذلك في مجتمعنا فإن المرابحة سوف تكون شرعية بإذن الله وفيما عدا ذلك فإنها زائلة قبل أن تبدأ،
2 استثمار شعار النادي: وذلك من خلال تسويق منتجات النادي واستغلال شعار النادي في هذه المنتجات،
3 استثمار المنشآت: وذلك من خلال استغلال منشآت النادي في الألعاب المختلفة من قبل الهواة وحتى المحترفين،
4 استضافة المعسكرات: وتتمثل في استضافة معسكرات الأندية سواء أكانت من الخارج أو الداخل،
وغير ذلك من الموارد المختلفة عن طريق قبول العروض المقدمة من المؤسسات والشركات للاستثمار الذي يأتي بالمردود المناسب للنادي شريطة ان تكون الضمانات معقولة على أقل تقدير،
هذا ما عرفت من استثمارات الأندية الشهيرة في الخارج، ، أما مجالات استثمار الأندية داخل بلادنا الحبيبة فأنعم بها فما أكثرها حين تعدها ولكن في التطبيقات قليل،
فكل المجالات التي ذكرت بالإمكان ان تطبق بالإضافة إلى مجالات أخرى ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
إنشاء أكاديمية رياضية تعنى مخرجاتها بكل مايتعلق بالرياضة، ، مثل الطب الرياضي وتأهيل المدربين ومساعديهم والمترجمين ومحاضرات عامة تثري الساحة الرياضية وتسعود كل العاملين في المجال الرياضي وبمقابل أجور شأنها في ذلك شأن أي منشأة تعليمية خاصة،
تنظيم الفرق الشبابية في بطولات داخل منشآت النادي وفي جميع الألعاب شريطة استغلال التنظيم في جذب الجماهير والاستفادة من النشاطات الإعلانية المصاحبة للبطولات،
دفع المشجعين للاستفادة القصوى من النادي ومتى ماتم ذلك فإن الفائدة سوف تكون متبادلة بين المشجع والنادي،
إقامة مهرجانات رياضية ثقافية اجتماعية في الصيف لها طابع الشهرة وليست كما المهرجانات الهزيلة إعلامياً،
إقامة معارض دورية على غرار معرض الكتاب لعرض أحدث ماوصلت الثقافة الرياضية من كتب ودوريات ومجلات بالإضافة إلى التجهيزات الرياضية بكافة أشكالها ومن ثم تسويق منتجات النادي واستثمار المنفعة المتبادلة بين الطرفين،
عقد التوأمة مع الأندية المحلية في مختلف مناطق المملكة وبالتالي توسيع نطاق تطبيق الأفكار السابقة في منشأة رياضية وتوسيع نطاق هذه التجربة إلى الدول العربية،
ومن ناحية أخرى فإن هذه التوأمة لها سلبية واضحة هو ان دعم أعضاء الشرف لن يكون بنفس القوة بل سوف يقل عن سابقه لأن المحصلة الطبيعية للدعم قد استنزفت بالإضافة إلى ارتفاع أجور اللاعبين المحترفين والمدربين الخاصة بالنادي،
وبناء على ذلك أناشد كل أصحاب المحاولات الجريئة ان تكون الاستثمارات داخلية أولا ومفيدة لأبناء هذه الأرض الطيبة ثانيا وبما يرضي الله عز وجل قبل كل ذلك،
هذا ما جادت به اجتهادات مقل فما بالنا بمعلومات المتمرسين والمحترفين وأهل الاختصاص؟!!
وختاما أشير إلى أن أنديتنا تميل إلى القصور إن لم تكن قاصرة في إفادة جماهيرها ذلك ان غالب المشجعين لدينا لم يزوروا الأندية التي يشجعونها هذا إذا افترضنا جدلا أنهم يعرفون موقع النادي، وهذا مايساهم في الخسارة المشتركة بين النادي وأبناء الوطن،
سفيان محمد الأحمدي - الرياض
|
|
|
|
|