| عزيزتـي الجزيرة
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشكركم على اهتمامكم بطرح القضايا التي تمس واقع المجتمع ونشر آراء الكتاب حولها وعلاجها بما هو نافع للمجتمع.. وهنا مشاركة لي حول امر هام وخطر متحقق وهي بعنوان (صدقوني الخوف يلازمنا عند قيادة السيارة).
يتساءل القراء عندما يقرؤون هذا العنوان والكل سيجعل له تفسيرا إلا إني وبدون مقدمات أفصح عنه وأوضحه، كنا قبل سنوات معدودة نقود سياراتنا في طرقنا ونحن آمنون مطمئنون خاصة اذا كان قائد السيارة متبعا أنظمة المرور بعد عناية الله وحفظه الا إننا وفي السنوات الاخيرة ومهما كان قائد السيارة على قدر من الحذر والالتزام بالانظمة فإنه يكون على حذر وخوف. لكن من أين؟ هل يخاف من قطاع الطرق ونُهَّاب الاموال؟ لا فبلادنا مضرب المثل في الأمن والأمان ولله الحمد وهذا راجع الى تحكيم الشريعة وعيون ساهرة من ولاة أمرنا هل نخاف من ان السيارة غير مطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية وقد يطرأ خلل طارىء؟ لا فالدولة أنشأت هيئة المواصفات والمقاييس السعودية من اجل راحة وسلامة المواطن. هل نخاف من ان الطرق غير معبدة وسبب للحوادث؟ لا فالطرق في بلادنا من أحسن الطرق في العالم وعوامل السلامة فيها مؤمنة ولله الحمد. اذن ممن نخاف. أقولها وبكل صراحة ومرارة وألم إننا نخاف من أبنائنا فلذات اكبادنا الذين نسعى الى كل ما يوفر لهم الراحة نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم إنها فئة الشباب الذين جعلوا من السيارة وللأسف وسيلة هدم وإفساد وضرر لهم وللآخرين فلا يأمن من يقود سيارته من شاب يقطع عليه الاشارة في وضح النهار وأمام مرأى الجميع بل وبتحد وبطولة وعاقبة ذلك لا تخفى، حادث مؤلم يٌرمل نساء ويهدم اسرة وأشلاء متناثرة وعيون باكية. او شاب اخر متهور لم يشكر نعمة الله عليه يتخذ من التفحيط هواية له وطريقا الى الشهرة بين الشباب فماذا تكون العاقبة حوادث مؤلمة وخسائر فادحة. وشاب ثالث لا يلتزم بأنظمة وقواعد السير ولا يعطي الافضلية لصاحبها والضحية السيارة التي امامه او قريبة منه. وتهور الشباب في ذلك يطول ذكره ولا يخفى على كل من له عينان. إني أكتب ما تقدم وكلي ألم وحسرة ولا احب ان يكون ذلك ظاهرة أو حتى تصرفات فردية محدودة ولكنها الحقيقة التي لا يجوز السكوت عليها، بالسكوت والتغاضي تزداد المشكلة وتتضاعف ولابد من الكلام وايجاد الحلول المناسبة وعبر هذا المنبر الاعلامي أوجه كلمتي لابنائنا واخواننا الشباب وذلك بأن يشكروا الله على نعمه عليهم قبل ان تُسلب منهم هذه النعم وعليهم ان يتحملوا المسؤولية التي حملوا إياها وان يبتعدوا كل البعد عن كل ما فيه ضرر أو هلاك أو اساءة لهم ولغيرهم فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وان يكونوا لبنة من لبنات الإصلاح وذلك بتمسكهم بدينهم وعلمهم ونفعهم لمجتمعهم وبلادهم.
والمسؤولية ايضا ملقاة وبصورة كبيرة على رجال الامن بكل افراده ومسؤوليه وذلك بأن يطبقوا ما سنه ولاة الامر من انظمة رادعة وبكل دقة وحزم وعلى كل فرد.
فقسا ليزدجروا ومن يك راحما
فليقس احيانا على من يرحم |
وعلى رجال الامن ان يتذكروا الامانة الملقاة عليهم وأنهم مسؤلون أمام الله تعالى اولا ثم أمام المسؤولين في عملهم وفي تطبيق الانظمة في حق المخالفين. ومما يعين على القضاء على هذه الظاهرة إقفال باب الشفاعات والوساطات في ذلك وان يأخذ كل مخالف للانظمة وكل متسبب في حادث جزاءه وعقابه وذلك حتى لا يكرر الخطأ مرة اخرى ويتأدب ويتعظ غيره. ومن الاخطاء في ذلك ان الذي يقطع الاشارة مثلا او يفحط ومن ثم يتسبب في حادث مؤلم قد يدخل المستشفى يوم او يومين لاصابة بسيطة بعد ذلك يخرج ولا يأخذ جزاءه لماذا؟ مثل هذا يجب ان تطبق بحقه الانظمة وذلك لما يترتب على ذلك من مصلحة خاصة وعامة.وختاما: على الجميع من مواطنين ومقيمين ومسؤولين ان تتضافر جهودهم لوقف هذا المسلك الشبابي وذلك حتى ينعم الجميع بالامن والامان.وفق الله الجميع لكل خير.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم: محمد بن عبدالله العنزي
القصيم بريدة
|
|
|
|
|