إلى تلك الضيفة العزيزة التي جاءتنا قادمة لتُنير حفل تخرجنا نقول لها:
جيتي تحثين الوفاء بين الأقلام
وسحابة تمطر على المجمعة ديم
الناس تاقف جيلها دم وعظام
وأنتِ تشيلك عزة النفس يا ريم
ساسٍ عظيم سطر المجد قدام
ساسٍ رفع مجد الجزيرة على الغيم
عبدالعزيز ووالدك راس الأعلام
أمجاد عز يوم ولد الردى نسيم
أبيات متواضعة سطرت لمقدم ضيفتنا الغالية تمنيت أن تكتمل هذه الأبيات لتصبح قصيدة حب كاملة لتهدى لضيفتنا في هذه المناسبة العزيزة لكن عندما (يعجز) الشاعر عن إتمام أبيات قصيدته فاعلم جيداً أن ما بداخله أكبر بكثير من تلك القصيدة.
أكبر من أن تداعب الأبيات وجدانه
أكبر من أن تعانق الكلمات قلمه
أكبر من أن ترسم الحروف ما بداخله
نعم فضيفتنا القادمة هي محور قصيدتنا، هي بيت القصيد بل هي القصيدة بأكملها..أميرتنا لمقدمكم في قلوبنا معنى آخر ولون آخر وطعم آخر أميرتنا.
لمقدمكم طعم الشهد وتجدد الغد.
وإشراقة شمس أضاءت لنا درب الحب واللقاء ومدت لنا حبل الوصل والإخاء. ولا أملك إلا أن أقول:
ريم الوليد الشعر تاه بمزياك
وضاعت بحور الشعر ساعة كتبتك
(2)
نعم بمقدمكم قدم الخير ...قدم الحب قدم التكريم
جاء مقدمكم لتصبح فرحة خريجتنا فرحتين.. فرحة التخرج وفرحة قدومكم الكريم. فما أروع أن نجد قلباً طيباً يشاركنا فرحتنا بتخرج بناتنا
الله جعل قلبك ترانيم وأنغام ... يعزف لنا فرحة ويبدد الضيم
ما أروع أن نجد من يقطع المسافات حتى يشرفنا بزيارة ودية لنا.
ما أروع أن نجد في هذا الزمن من يعرف حق العلم وأهله ويكرم الطلبة والمتعلمين.
ولا نستغرب من سموكم مقدمكم هذا، فأنتم أساس العلم وأهله.
ولا عجب فهذا الوطن المعطاء قد كرم العلم والتعليم ودُفعت مبالغ طائلة للعلم وأهله. فشكراً لكم لحضوركم وتشريفكم لنا وأعود وأكرر مرة أخرى :
جيتي تحثين الوفاء بين الأقلام ...وسحابة تمطر على المجمعة ديم
(3)
أميرتي.. ربما أننا قد ذكرنا المجمعة فدعيني أصحبك وقرائي الأعزاء في رحلة قصيرة (لمحافظة المجمعة). مدينتي مدينة ربيعية جميلة تلبس أحلى حللها على الدوام لتستقبل زائرها وتزداد جمالاً في فصل الربيع فتزدان بالأشجار المختلفة والنباتات الطبيعية الخضراء والعشب الأخضر ليصبح بساطاً أخضر يلفت الأنظار إليه.. تفوح من أرضها رائحة الخزامى والنفل ومع كل ربيع يعم مملكتنا الحبيبة، تصبح أحلى وأجمل، تغرقها أمطار الشتاء لتحتضنها أرضها، فتتجمع مياه السيول في الأودية مما يزيدها جمالاً وروعة، ولعلها في صيفها وخريفها رائعة أيضاً.. مدينتي مدينة المليون نخلة ومن أسمائها الفيحاء أي (الخضرة والجمال). ولعل معالمها الأثرية تزيدها جمالاً وروعة فلا ضير فقد تأسست عام 820ه ويوجد بها قلعة أثرية تدعى (قلعة المرقب) بها أبراج قديمة ومقصورات بقايا من سورها القديم، ومع هذه المواقع القديمة يعتنق الحاضر بأبنيتها الجديدة ومشاريعها المتجددة.
(ولعلها دعوة صريحة لضيفتنا الغالية وقرائنا الأعزاء بأن تكون عطلتهم الربيعية فوق أرض المجمعة). ولن أقول أكثر مما قاله أحد الشعراء:
المجمعة جوهرة في الشعر يا بن الحلال أثر القصيد يصير في المجمعة غير
(4)
سأتوقف عند هذا الحد.. فبعض كتاباتنا عندما نطيلها تصبح ضدنا وليست معنا.
ولا أملك في نهاية ما أكتبه إلا أن أقول شكراً..
فقد قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)
شكراً لحبيبتنا الغالية ريم بنت الوليد حفظها الله لمقدمها الميمون، ولتشريفها لنا. شكراً.. لكل من سعى ونظم وعمل هذه الزيارة. شكراً.. للأستاذ الفاضل وابن المجمعة البار أ. أحمد الركبان. شكراً.. لإدارة التعليم ومنسوبيها.
شكراً.. لجريدة الجزيرة لتجددها الدائم ولتغطيتها لكل حدث شكراً.. لكم أنتم يا قراءنا الأعزاء. شكراً.. وختاماً أكتب لكم كلمات كتبتها أستاذتي الفاضلة/ د. جزية السقاف.. (شكراً والشعراء عندما يتعاملون مع هذه الكلمة ينعتون بها موقعاً في النفس لمبلغ ما تكنه النفس من الامتنان شكراً لأن الحياة لا تنتهي دون أن يكون الأول للآخر وكلانا لبعض).