| ملحق المجمعة
((غرِّد أيها القلم على أفنان سطوري ، واسطع أيها الأمل في سماء شعوري ، فها أنا اليوم أقف بحمد الله على أول عتبات العمل الميداني ... وها أنا اليوم أبدأ في شق طريقي نحو مستقبل أفضل لديني ثم لنفسي ووطني .. ولكن!!! مع كل معاني الفرح في جوانحي ، إلا أنني لا أملك أن أدافع شعوراً بالألم يخالجني ، نعم .. إنه ألم الفراق وغصة الوداع !! فها أنا أغادر كليتي الحبيبة ورياض العلوم فيها !!!
وعند الوداع .. يتدفق سيل الذكريات العارم ، وفي غمرة الذكريات .. التفت خلفي لأرى ماضياً مشرقاً عشته ، ويا سبحان الله كيف مرّ سريعاً؟؟؟
أذكر تماماً تلك الأيام التي خطوت فيها أولى خطواتي نحو العلم والتعليم ، عندما انضممت لروضة الأطفال بالمجمعة وأذكر تماماً كيف استقبلتني الروضة بالمحبة والترحاب ،والألفة والمودة ، فقضيت فيها أسعد لحظات طفولتي ، وحفظت فيها بضع آيات من كتاب ربي ، وتعلمت مبادىء ديني وعقيدتي ،تلك المبادىء التي تشبثت بفؤادي تشبث أصول الشجرة بتربتها ، فما خرجت من روضتي إلا والحنين يسوقني للعودة إليها دوماً.
وإن أنسى فلن أنسى فرحة أبي وأمي بي في أول أيام دراستي الابتدائية ... ووجه معلمتي البشوش يستقبلني ..ويد مديرتي تربت على كتفي ،وتوجيه مرشدتي ينير دروبي ،وابتسامات زميلاتي تشرق في فؤادي ... وإذا بي بين عشية وضحاها تلميذة نجيبة مجدة في مدرستي الابتدائية .. وكما هي عادة الأيام ، فقد انطوت عجلى !!
وها أنا .. أقف في طابور الصباح في يومي الأول في المرحلة المتوسطة ، وقد نَمَتْ قدراتي ، واستنار عقلي وتفتحت مداركي ، وإذ بي أقف في هذه المرحلة على مفترق الطرق ، (الإعلام ... المجتمع ... الصحبة) !! عوامل وتيارات متضادة ،تجتذبني يمنة ويسرة !!
ولكنني وبحمد الله في هذا البلد المسلم وبقاعه الطاهرة ، قد وجدت الذي يحتويني ، والمرشد الذي يوجهني لسبل الرشاد ، ويحميني (بعد الله) من تيارات الثقافات الضالة .
نعم... فها هي مدرستي، وها هن معلماتي وقد نذرن أنفسهن لنصحي وتوجيهي والأخذ بيدي ، وها هو مصلى الطالبات في مدرستي يفتح لي أبوابه المشرعة لأرتمي في أحضان الفضيلة والحشمة ، والمنهل الصافي من معين الكتاب والسنة ، فلمدرستي المتوسطة أدين بعد الله بالفضل في الأخذ بيدي نحو العلياء والسمو بنفسي عن حضيض الأهواء.
خرجتُ بعدها... أحمل قنديل علمي ومشعل فكري ، وأنوار وجداني ، إلى المرحلة الثانوية ، فقابلتني مرحبة وفتحت لي قلبها قبل فصولها ، وضمتني جوانحها قبل أجنحتها ، فكنت فيها على الدوام .. مجدة متفوقة ، موهوبة مبدعة ، لمّاحة مبتكرة .. وفوق ذاك تميزت بحمد الله بحسن الخطاب ، وجذب الألباب ، إلى منهج الكتاب وفصل الخطاب ، بالحكمة والموعظة الحسنة .. عبر بوابة المصلى ، ومن خلال توجيهات معلماتي وإدارة مدرستي ، ارتكازاً (ولا ريب) على تعاميم الرئاسة العامة الموجهة لكل ما فيه مصلحتي ، وبناء شخصيتي ،وإبراز هويتي السعودية المسلمة .
ثم كان تخرجي من الثانوية العامة حدثاً تاريخياً لي .. حلقت عبره بأجنحتي نحو علياء العلوم ... فكان مصدر فخري واعتزازي أن انخرطت في السلك الجامعي ممثلاً في كلية التربية للبنات في المجمعة والتي تابعت فيها ومن خلالها مسيرتي الميمونة ، في ظل دعم وتوجيه ورعاية إدارة التعليم في محافظة المجمعة ممثلة في عمادة الكلية ، وأستاذاتها ... وها أنا اليوم أقف أمامكم (خريجة) ولله الحمد والمنة.
لكن...
وإن كنت اليوم قد تخرجت من ميادين التعليم ،فإنني وبمشيئة الله ما خرجت من محاريب العلوم ، وسأظل طالبة متعطشة للعلوم ومستجداتها ، وسيظل وفائي لهذا البلد المعطاء وحكومته الرشيدة ما حييت ، ويوماً ما ... سأرد له الجميل إن شاء الله .. عاملة ، مخلصة لخدمة ديننا الحنيف وتربية الفتاة المسلمة فيه ، ولأضيف لبنة جديدة في صروح البناء الشامخة في وطني .
ومرةً أخرى .. غرد أيها القلم على أفنان سطوري ، واسطع أيها الأمل في سماء شعوري...!!!!))
التوقيع: خريجة
مشرفة التربية الإسلامية بإدارة الإشراف
|
|
|
|
|