يا عامنا الهجري كيف تراني؟!
ها قد طويت دفاتري وعناني
ومضيت تثقلني خطاي وفي يدي
قلمٌ تأبَّى أن يبوح بشاني
أفضي إلى قلمي بكل مشاعري
فيزيد في صدي وفي هجراني
مهلاً أيا قلمي عليَّ فإنني
لا لم أعد أقوى على الكتمانِ
ما أجمل الذكرى هناك ندية
ما أروع الصفحات في وجداني
بمقاعد التعليم..في قاعاته
بين الدروس ومجمع الإخوانِ
مرت سنونٌ توجّت أفراحنا
حقباً من الأعوام والأزمانِ
وترعرعت تلك البشائر حينما
بلغت خطانا روضنا الفينانِ
كليةً صيغتْ محبتنا لها
وتدفقت من نبعها الريانِ
في قسمنا في الساح في حلقاتها
كم ذا سأخسر جمعها المتفاني
هذا التخرج جاء يا أحبابنا
ما كانت الفرقى على الحسبانِ
جال السؤال صداه في أعماقنا
هذا اللقاء أما له من ثاني؟!
تلك الليالي ما لها قد أصبحت
ذكرى تلوح على زمان فاني؟!
سرنا على الأمل الطويل يُظِلنا
والماء يعكس زاهي الألوانِ
نبني مطامحنا على صفحاته
والطير ينشد أعذب الألحانِ
ثم استحال الماء بعد صفائه
ضحلاً فمن للسائل الظمآن؟!
إني أفقت على الرفاق وشأنهم
صمت طويل مطبق أعياني
بادرتهم سؤلي ويعلم خالقي
ما حلَّ في قلبي من الخفقان
قرع الرحيل مسامعي فتثاقلت
مني الخطى ثم استكان لساني
لم يبق إلا حسرة مكبوتة
ثكلى تجود بدمعها الهتانِ
يا ليتها نطقت ولو نطقت فلن
تبرح حروف شكيتي الشفتانِ
مالي أنا بعد الرفاق مطية
تحمل من همي ومن أحزاني
رحماك يا رحمان لا تكتب لنا
بعد الإخاء جريرة الهجران