| الاولــى
*
* إسلام أباد ايلاف أ.ف.ب:
أعلنت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان أمس انها قد تنظر في طلب تسليم أسامة بن لادن في حال قدم المحققون الأمريكيون أدلة على تورطه في الاعتداءات.
وقال سفير طالبان في العاصمة الباكستانية عبدالسلام زعيف خلال مؤتمر صحافي «يمكن ان ننظر في الأدلة وأن نتخذ إجراءات عملا بها».
وكان السفير يرد على أسئلة حول احتمال تسليم ابن لادن الذي يعيش في أفغانستان منذ حوالي خمسة أعوام.
ويأتي المؤتمر الصحافي غداة الاعتداءات التي ارتكبت في الولايات المتحدة.
وكان السفير نفسه حاول مساء يوم الثلاثاء نفي مسؤولية ابن لادن معلنا ان ليس لديه الامكانيات لتنظيم اعتداءات بمثل هذا الحجم.
وتعتبر حركة طالبان أن أسامة بن لادن «ضيف» لديها وتؤمن له الحماية كما أنها ترفض تسليمه.
من جهة أخرى ذكرت (ايلاف) في موقعها الإلكتروني عن مصادر مشددة عربية أنهم تلقوا أنباء عن قيام حركة «طالبان» الحاكمة في أفغانستان بإلقاء القبض على القيادي المتشدد البارز أسامة بن لادن، ووضعته تحت الإقامة الجبرية، ومعه عدد من أبرز معاونيه وفي مقدمتهم زعيم تنظيم «الجهاد» المصري د. أيمن الظواهري، وصهر ابن لادن محمد عاطف المكني بلقب «أبو حفص المصري» بالإضافة إلى أسرهم وعدد كبير من العرب العاملين مع أسامة بن لادن والمعروفين باسم «الأفغان العرب».
وأضافت مصادر المتشددين أن قيادة حركة «طالبان» تحاول جاهدة تجنب ضربة انتقامية أمريكية خاصة بعد أن صرح الرئيس الأمريكية جورج بوش الابن أنه لن يفرق بين الإرهابيين ومن يقدمون الملاذ الآمن لهم في إشارة واضحة إلى أفغانستان وحركة طالبان التي أضافت المصادر أنها تخشى هجوما أمريكيا بأسلحة غير تقليدية على المناطق التي تسيطر عليها والتي تتجاوز 90% من الأراضي الأفغانية، وذلك في إطار امتصاص الغضبة الشعبية العارمة في أوساط الولايات المتحدة، وأن هذه الضربة قد تمكن تحالف المعارضة الشمالية من الإمساك بزمام الأمور في البلاد، أو إعادة الملك الأفغاني للحكم في البلاد مجددا.
وتزامنت معلومات المتشددين هذه مع تصريح هو الأول من نوعه إذ أبدت حركة طالبان نيتها في تسليم أسامة بن لادن للسلطات الأمريكية في حالة توافر أدلة على تورطه في تفجيرات نيويورك وواشنطن وهي التصريحات التي تشكل تحولا كبيرا في الموقف الثابت الذي التزمت به حركة «طالبان» حيال قضية أسامة بن لادن، لكن، وحسب المصادر ذاتها فإن الحركة توقن أن هذه المرة ستكون ردة الفعل الأمريكية أعنف من كل التصورات والاحتمالات السابقة بالقدر الذي يتناسب مع حجم الضربات التي ترتب عليها تدمير مبنى مركز التجارة العالمي وضرب مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» والبيت الأبيض وغيره من المنشآت الأمريكية الحيوية، فضلا عن عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح.
وتضيف مصادر المتشددين أنه على الرغم من أن ابن لادن لم يكن يعتبر وضعه في أفغانستان آمنا فقد سعى إلى تحصينه بكل الوسائل لقطع الطريق على أية صفقة إقليمية أو دولية على غرار ما حصل لكارلوس وهو ما لعب دورا هاما في مغادرة ابن لادن للخرطوم.
وتؤكد المعلومات أن ابن لادن سعى إلى عقد صفقة فعرض وضع معسكراته وجماعته تحت تصرف حركة«طالبان»، وفي المقابل استغل ابن لادن حالة الانكفاء الأمريكي والباكستاني عن «طالبان» لتعزيز موقعه لديهم كحليف يمتلك إمكانيات مادية ضخمة، وأعداداً كبيرة من المقاتلين الموالين له.
وبالفعل قدم ابن لادن عروضا لإقامة مشاريع إنشائية واقتصادية مثل تعبيد طريق جلال أبا قندهار وشق قناة ري لجر المياه من نهر قرب جلال أباد إلى مناطق جافة لاستغلالها زراعيا وقام بتعبيد الطريق بين جلال أباد ونقطة طورخم على الحدود الباكستانية.
وكرد للجميل، بدأت بعض قيادات طالبان إطلاق تصريحات ترحيبية ب«الضيف المسلم» ووصل وزير الإعلام والثقافة الملا أحمد متقي إلى حد التأكيد علنا بأن حكومته لن تمارس ضغوطا على ابن لادن وأعلن أن الحركة رفضت طلبا أمريكيا لتسليمها ابن لادن.
في تلك الأثناء بدأت المعادلة تسير نحو التحول فاتحة المجال أمام وقوع مفاجآت وانقلابات في التحالفات باتت تعتبر تقليدا على الساحة الأفغانية. والواقع أن قصة تحالف ابن لادن مع طالبان كانت مشوبة بالغموض وطرحت العديد من تساؤلات المراقبيين المهتمين بتتبع الحركات الأصولية المتشددة.
وبدا واضحا ان أيا من الخبراء العارفين بخفايا نشأة «طالبان» وصعودهم المفاجىء لم يقتنع بمقولة ان طلاب الشريعة أعطوا الحماية لابن لادن مكافأة على تمويله شق بعض الطرقات. ويعرف هؤلاء أن «طالبان» لا يمكن ان يقنعوا بإغراء مساعدات بمليون أو بعشرة ملايين دولار بينما الجميع يعرف أن سيطرتهم على ثلاثة أرباع أفغانستان لا تعود إلى المساعدات العسكرية التي قدمتها المجموعات العربية أو الباكستانية، بقدر ما تعود إلى ما حملوه في جيوبهم من ملايين الدولارات الأمريكية التي اشتروا بها ولاء هذا الفصيل أو استسلام ذاك.
والأهم من ذلك أن «طالبان» يدركون جيدا، وهو ما يدركه ابن لادن أيضا منذ البداية، أن نجاح مشروعهم السياسي رهن باستمرار دعم اسلام أباد وواشنطن.
ولا شك أن «طالبان» عندما قرروا لعب ورقة ابن لادن فمن موقع استغلالها في ضغوطهم ومساوماتهم مع الأمريكيين والباكستانيين من أجل انتزاع الاعتراف الدولي بهم وتسليمهم مقعد أفغانستان في المنظمات الدولية والاقليمية والإسلامية، وفي انتظار ذلك قررت قيادة «طالبان» الاحتفاظ بورقة ابن لادن للمساومة وربما لهذا سعوا إلى «تسويقه» دوليا واقليميا عبر تسريب المعلومات عن نشاطاته الخطيرة وحجم معسكراته وعتاده، وإطلاق يده للعمل وفمه للتصريحات واللقاءات المتلفزة بهدف «رفع السعر» قدر الإمكان والضغط على واشنطن وإسلام أباد.
|
|
|
|
|