| المجتمـع
تحقيق : وهيب الوهيبي
من المشاهد المؤلمة التي يلحظها الزائر في مطاراتنا الدولية التي ربما قد تعكس صورة غير طيبة عن واقعنا الاجتماعي ظاهرة انتشار التدخين في المطارات فحيثما قلب الزائر النظر في مرافق تلك المطارات يجد هذه العادة الذميمة متنشره في مرافق وجنبات المطار بين مواطنين ومقيمين على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم والغريب في الأمر أنه رغم الجهود المبذوله والتعليمات الصادرة بمنع التدخين في الجهات والمرافق الحكوميه إلا ان ذلك لم يتحقق في مطاراتنا بل اصبح التدخين معاناة واضحه وجلية يكشفها الواقع والحقيقة.. « الجزيرة» بدورها قامت بجولة ميدانية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض والتقت ببعض المواطنين لمعرفة أرائهم حول هذه الظاهرة والمعاناة التي تحصل لهم وكلنا آمل ان يدرك المسؤولون والجهات المعنية حجم هذه الظاهرة ويقدمون العلاج.
في البداية كان لقاؤنا الأول مع المواطن سعيد الغامدي في صالة مطار الملك خالد الدولي بالرياض حيث أكد أن التدخين في المطارات السعودية أصبح يشكل ظاهرة ملموسة وواضحة وليست حالات فردية بسيطه مستشهداً بالواقع الحالي للمطارات الذي يكشف فعلاً تساهل الجميع من المواطنين والمقيمين في التقيد بالتعليمات الصادرة بمنع التدخين في الجهات والمرافق الحكومية ومنها المطارات ويناشد الغامدي في حديثه للجزيرة المسؤولين عن مطار الملك خالد متابعة وتنفيذ هذه التعليمات على الجميع وعدم التهاون في ذلك نظراً لفوائدها الكبيرة التي ستعود على رواد المطار .
معاناة
حمدان الجهني من منسوبي الخطوط السعودية يؤكد هو الآخر ظاهرة انتشار التدخين في مطاراتنا ويقول رغم التعليمات التحذيرية والارشادات التوعوية والتي تمتلىء بها جنبات مرافق المطار وتحذر من التدخين في المطار إلا أن الااستجابه وللأسف شبه معدومة من قبل المواطنين والمقيمين ويضيف الجهني قائلاً: ولا اخفيك شيئاً ان قلت لك إننا هنا في المطار نشعر بمعاناة من هؤلاء المدخنين الذين لا ينصاعون للتعليمات وانا من خلال عملي في مكتب انهاء اجراءات السفر تجد البعض من المواطنين يقف أمامك وهو حامل للسيجارة وينفث الدخان في كل اتجاه غير مبال عن أمامه بل البعض منهم وللأسف الشديد إذا طلب منه اطفاء السيجارة تمادى وكابر.
صورة سلبية عن المجتمع
من جانبه يقول عبدالعزيز القحطاني في الحقيقة ان المطارات تعكس صورة حقيقية عن المجتمعات عموماً بحكم أنها أول مكان ينزل الوافد اليها فاذا كانت أنظاره أول ما تقع على هؤلاء المدخنين وهو يرى التعليمات التحذيرية تملأ مرافق المطار وهم لا يتقيدون بذلك فإن هذا سينقل وبلا شك صورة سلبية عن واقع المجتمع والذي يفترض فيه ان يكون محترماً للانظمة ومتقيداً بالارشادات والتوجيهات ويضيف القحطاني قائلاً في الاجازة الصيفية الماضية قدر لي ان ازور عدة بلدان عربية واجنبية وكان من أكثر الاشياء التي شدت انتباهي ولفتت نظري هو تمسك الجميع عن التدخين في المطارات مما يترك انطباعاً جميلاً عن هذه الدولة متمنياً أن تكون هذه الصورة وهذا الالتزام موجوداً في مطاراتنا.
حملة توعوية
خالد عبدالله المريشد شكر في بداية حديثه ل«الجزيرة» لطرحها هذا الموضوع الهام للنقاش والذي يهم كثيراً من المواطنين وقال: في كل عام ولله الحمد نلحظ ونلمس التطور والتميز في مطاراتنا الدولية سواء من خلال ادخال التقنية الحديثة المتطورة أو الخدمات الكبيرة التي تقدم للركاب والمسافرين وسرعة انهاء اجراءات السفر إلا أن الشيء الذي لا يزال يشكل ازعاجاً ومضايقه للمسافرين في المطارات هو تفشي التدخين في مرافق وممرات المطار حيث ان هذا الموضوع لم يجد له حلاً نهائياً حتى الآن منذ سنوات عديدة وكأن الأمر في غاية الصعوبة ثم لماذا هذه الظاهرة موجودة في مطاراتنا وتختفي في مطارات كثير من الدول؟
ولماذا لا يستفيد المسؤولون عن مطاراتنا من تجارب هذه الدول؟ وعن رأيه في كيفية القضاء على هذه الظاهرة يؤكد المرشد أنه لابد من حمله توعوية مكثفة واسعة النطاق في جميع وسائل الاعلام المختلفه تبين وتحذر من التدخين في المطارات وتوضح العقوبات لمخالفي التعليمات وايضاً تكثيف علامات ممنوع التدخين في كل جهة من جهات المطار واعلان ذلك عبر المذياع الداخلي للمطار وتكراره في كل فترة وبلغات مختلفة كما أرى ان يتم توزيع الملصقات والمطويات التوعوية وارفاقها مع تذاكر السفر وسنرى ان شاء الله النتائج تتحقق وتثمر بفوائد عظيمة تعود بالخير على الجميع.
تخصيص غرف للمدخنين
ويشير المواطن أحمد العبدالقادر إلى أن كثيراً من المطارات الدولية الأوروبية تخصص أماكن وغرفا للمدخنين وهذا يأتي من منطلق حرص المسؤولين عن المطارات على راحة وسلامة المسافرين واحتراماً لمشاعرهم بل ونجد في تلك المطارات إيضاً التزام الجميع بعدم التدخين في مرافق المطار وبالمقابل لا نجد في كثير من الاحيان هذا الالتزام في مطاراتنا وللأسف الشديد بل التساهل أمر واضح للعيان ونحن أولى منهم نظراً لتميزنا بآدابنا وتعاليمنا الإسلامية التي تأمر بعدم إيذاء الغير والحاق الضرر به والتدخين كما هو معلوم فيه ضرر على الاخرين من خلال رائحته الكريهة وأتمنى ان يكون في مطاراتنا هذه الغرف بدلاً مما هو الواقع الحالي الذي لا يرضى به أحد.
غرامة ماليه
ويقترح حسن كمال مصري مقيم أن يكون هناك غرامة ماليه على كل مدخن مخالف للنظام تبدأ بمائة ريال قياساً بالمخالفات المرورية وذلك للحد من ظاهرة التدخين التي تفشت في اغلب المطارات الدولية العربية ويرى حسن كمال أن مثل هذه الاجراءات ستساهم وبشكل فعال في ايقاف هذه الظاهرة المزعجة والتي ضررها اصبح كثيراً واخطارها جسيمة واستشهد بقوله مسألة حزام الأمان لقائدي السيارات حيث اثبتت التوعية المرورية وفرض الغرامات على المتساهلين ان التزم الكثير بالانظمة المرورية ويأمل في ختام حديثه أن يأخذ المسؤولون عن المطارات باقتراحه وأن يكون محل اهتمامهم ونصب اعينهم.
من الجولة
* «الجزيرة» حرصت على أخذ مرئيات المدير المناوب لمطار الملك خالد ونقلت له هموم المواطنين في موضوع التدخين إلا انه اعتذر بكل لباقة بحجة ان غير مخول بالادلاء بأي تصريح لوسائل الاعلام!!
|
|
|
|
|