| مقـالات
منذ بعض الوقت أتيح لي أن أصغي إلى نخبة من الشباب العربي في مكان عام وكانوا ينتمون بالصدفة إلى أكثر من قطر عربي. والغربة كما يقال تجمع أحياناً من كل فج عميق حول طاولة جراك أو القهوة والعصير إنما وهذا هو المهم سوف يتحدثون على سجيتهم.. أي بكامل حريتهم. لأن الوضع العربي في معظم الأقطار جعل الأنظمة العربية تدس عيونها في أكثر المواقع ويا ليت تلك العيون تعكس بطريقة إلى رؤساء الأنظمة ما يدور في أذهان الناس حتى تعمل على اراحة الناس من الارهاق والمظالم. إنما الذي يحدث هو السعي لكتمان الأصوات وهذا منتهى التخلف، مع ان التيارات المشبوهة أو التي كانت تحرص على العصيان قد تلاشت ولم يعد هناك شرق وغرب إلا في أذهان الأنظمة العربية. بدليل اختفاء تلك التيارات وبقاء أجهزة التصنت متورمة تطارد خصومها حتى خارج الحدود كما يفعل نظام صدام وغيره. خلاصة هذا المدخل تفضي بنا إلى ما أردنا أن نلجه نحو غربة الواقع العربي من وجهة نظر الشباب العربي المتسكع في مقاهي الاغتراب. ورغم تباين الظروف في المحيط العربي فإن الشكوى مازالت تتركز حول أمور تبدو بسيطة ولكنها من المنظور العام تقض مضاجع كل من يفكر بهذا المارد المخيف الذي ندعوه بالمستقبل. فأنت كفرد في أسرة تتطلع إلى القادم من خلال الحاضر وهي بديهية لا تحتاج إلى ذكاء خارق إذ أن افتقاد اللقمة اليوم لا يوجد ما يوحي بأنها سوف تتوفر غداً طالما التخطيط العلمي مفقود والجور والمظالم متناثرة في معظم المواقع. حتى أن هؤلاء النخبة من الشباب رغم تباين أقطارهم توصلوا إلى حقيقة مؤلمة هي أن المستقبل مظلم إلى حد كبير ولا توحي دلائل الحاضر إلى انفراج من نوع ما. إذ اتفق الحضور على أن ما يطالبون به في بلدانهم غير عادل طالما يملكون الطاقات والرغبة في الانتاج لولا أن الأبواب مقفلة والدليل أن تفكير معظم الشباب هو الحصول على فرصة عمل مهما كانت متدنية في أي دولة عربية لاسيما في دول الخليج مع أن شباب هذه الدول يلاقون المتاعب في الحصول على مثل تلك الفرصة في وجه المزاحمة الوافدة التي تنافسهم على رزقهم اليومي. وهكذا فإن الشكوى أصبحت عامة من المحيط إلى الخليج .والهم الشبابي مقارب. ولهذا السبب سوف تبقى هذه الطاقات المعطلة صيداً سهلاً لكل من يحاول العبث بها بعد أن فقدت عاطفة الولاء للأوطان التي تنتسب لها وغدت ضحية لرسل الشيطان من مخدرات ورذيلة وخيانة. فمتى يلتفت زعماء العرب بجدية واخلاص لواقع شعوبهم قبل التفكير بهزيمة إسرائيل أو محاربة التيارات الاجتماعية المخيفة التي تنخر في هذا المجتمع الذي فقد كافة أسلحة المقاومة؟ اللهم اهدي قومي إلى ما تحبه وترضاه.
للمراسلة: 6324 الرياض: 11442
|
|
|
|
|