| مقـالات
نحن نتلقى العالم وفق مرشحات ثلاثة: «اللغة، الحواس، المعتقدات والقيم»، ولكن العالم الذي نتلقاه وفق هذه المرشحات ليس هو العالم الحقيقي وإنما هو بعض من العالم.. لأن العالم الحقيقي أكبر من أن يستوعبه العقل الإنساني المحدود.
إن إدراكنا للعالم يخضع لهذه المرشحات.. فعن طريق اللغة والحواس والمعتقدات والقيم أدركنا شيئاً من العالم.. فكلما اتسعت دائرة هذه المرشحات الثلاثة وتلقينا بأعلى مستوياتها العالم، فهمنا شيئاً أكبر عن العالم.. وكلما تلقينا العالم بأقل مستويات هذه المرشحات، أدركنا شيئاً أقل عن العالم..
من هنا يأتي الفرق بين الجاهل والمثقف، بين المنغلق والمنفتح، بين القروي والمدني، بين القارئ والأمي.
سؤال:
هل يمكن أن تكون هذه «النظرية» أساساً لتعديل المقررات المدرسية؟ ومرتكزاً للارتقاء الثقافي؟ وفهماً أكبر للعالم من حولنا؟ وطريقاً لهموم أعمق تتجاوز خلافاتنا الكثيرة في عالمنا الضيق الذي صنعناه بأقل ثقب من مرشحاتنا؟!!!
مثال:
بعد جدل طويل استقر الأمر على تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية.. لأن القناعات الشخصية انتصرت.. في حين لم تدخل الدراسات النظرية والميدانية هذا الجدل ولم تكن ضمن حيثيات القرار.. وقس على ذلك!!!!!
مشكلة كبرى.. أن تكون مشروعاتنا التنموية بعيدة عن «النظريات» العلمية.. أو بيد موفين مجتهدين لم يفهموا العالم بصورة أكبر وأعمق وأدق.. «نعود مرة أخرى للمرشحات الثلاثة».
ra99ja@yahoo.com
|
|
|
|
|